يخلو قاموسه من مصطلح «بعد الدوام». فهو يُدير حياته اليومية في إطار منظومة عمل مترابطة لا تتجزأ، وبأسلوب التخطيط الاستراتيجي العلمي والطموح، الذي يستند إلى رسالة عنوانها «التميّز»، وعلى رؤية واضحة تقوم على محاور وأهداف محددة، ووفق قيم إنسانية وأخلاقية ووطنية سامية.
وفي إطار هذه «المنظومة»، يحرص الدكتور المهندس علي محمد الخوري مدير عام هيئة الإمارات للهوية، على إدارة وقته وفقاً للمحاور الرئيسية التي تتشكّل منها حياته اليومية، والتي يأتي (العمل) في مقدمتها كعقيدة، ومن ثم التطوير الشخصي، يليها الأسرة، وصولاً إلى الدين والفرائض والواجبات الأخرى.
ويقول الدكتور الخوري: إن حياته اليومية تتمحور حول العمل الذي ليس له دوام أو ساعات رسمية، والذي يستحوذ على معظم اهتمامه وتركيزه، ليلاً ونهاراً، وعلى مدار الأسبوع، مؤكداً أنه يحافظ على التوازن تجاه المحاور الأخرى في حياته من خلال ما يُعرف بـ«قيمة الوقت» (QT) وليس كميّته، كي لا يطغى محور على آخر.
ويُضيف الدكتور الخوري الحاصل على درجة الدكتوراه في الإدارة الهندسية من جامعة «وارويك» البريطانية، أنه يكرّس حيزاً من وقته لمحور «التطوير الذاتي» الذي يقضي أغلبه في القراءة وإعداد البحوث والدراسات، إلى جانب المشاركة بأوراق عمل في المؤتمرات المحلية والدولية، فيما يسعى جاهداً للحصول على درجة دكتوراه أخرى في مجال العلوم السياسية وفي اختصاص القطاعات الحكومية.
وعلى الرغم من شغف الدكتور الخوري بالجانب المعرفي الذي أثمر عن رصيد يناهز 12 براءة اختراع وملكية فكرية، بالإضافة إلى سلسلة كتب مكوّنة من أربعة أجزاء بعنوان «أفكار مؤثرة»، تحوي أكثر من 50 بحثاً علمياً، غالباً ما يلجأ مدير عام هيئة الإمارات للهوية لممارسة العديد من الهويات للخروج من «مغناطيسية» العمل وجاذبية البحث عن مزيد من العلم والمعرفة.
وللخروج من أجواء العمل والتطوير الذاتي والدخول في محور الأسرة، طقوس خاصة يمارسها الدكتور الخوري بانتظام، أحبّها إلى قلبه، قضاء الوقت مع أبنائه، حيث غالباً ما يلجأ إلى التنافس معهم في ألعابهم وأنشطتهم، بهدف بلورة ذلك الجانب التحفيزي في نفوسهم، وحثّهم على رسم أهداف واضحة في حياتهم، وتدريبهم على كيفية التركيز على النتائج لا المخرجات.
طقوس أخرى عدة يلجأ إليها مدير عام هيئة الإمارات للهوية للترفيه عن نفسه (بعيداً عن محور العمل)، فإلى جانب هواية المشي التي يواظب عليها دائماً، غالباً ما يقصد الدكتور الخوري «التعاونية» لشراء حاجيات المنزل ولاختيار الفواكه والخضراوات بنفسه.
كما أنه لا يخفي شغفه بالبحث عن مأكولات «غريبة»، حتى إنه لا يدّخر جهداً لزيارة أي مطعم في الدولة لاكتشاف وتذوق صنف جديد من الطعام برفقة أسرته أو أصدقائه، وخاصة إذا كان طبقاً مطهياً بلحم الطيور.
وإلى جانب هذه الهوايات، كثيراً ما يلجأ الدكتور الخوري لمشاهدة الأفلام المبنية على قصص واقعية أو حتى خيالية شرط أن تكون عقلانية.
وبين محوري العمل والترفيه، يُخصّص الدكتور الخوري مساحة من وقته في نهاية كل أسبوع وشهر، لمراجعة حساباته ومنجزاته وأهدافه التي رسمها لنفسه ضمن منظومة مخططاته الاستراتيجية الحياتية على كافة الصعد، مستنداً في ذلك إلى خبرته في «الإدارة الهندسية» لقياس مؤشرات أدائه ومدى تأثيرها في محيطه العملي والأسري وحتى على المستوى الشخصي.
ويؤكد الدكتور الخوري أن خلو قاموسه من مصطلح «بعد الدوام»، يرجع إلى قناعته التامة بأن «العمل الحكومي» بشكل عام، وتكليفه بإدارة إحدى مؤسسات الدولة بشكل خاص، هو أمانة غالية وشرف كبير وفرصة لا تعوّض للمساهمة في تطوير العمل الحكومي بدولة الإمارات، وخدمة الناس ورسم البسمة على وجوههم، ورد الجميل لقيادة رشيدة وحكيمة قل نظيرها، وفّرت كافة سبل الدعم لأبناء الوطن.
إنجازات عالمية متتالية
يُعتبر الدكتور المهندس علي محمد الخوري الذي تولى منصب مدير عام هيئة الإمارات للهوية منذ عام 2009، أحد الكوادر الوطنية الشابة التي أسهمت في رفع اسم دولة الإمارات عالياً، فإلى جانب دوره الفاعل في قيادة فريق عمل الهيئة نحو تحقيق أهدافها الاستراتيجية وفي مقدمتها إنجاز نظام السجل السكاني للدولة، فقد حصل الدكتور الخوري على درجة «بروفيسور» في مجال أمن الهوية ودرجة «عضو زميل» من المعهد البريطاني للتكنولوجيا والتجارة الإلكترونية خلال العام 2012.
كما منحته اللجنة المنظمة للمؤتمر العالميّ العاشر للهويّة 2011، الذي يقام بدعم ورعاية مفوضية الاتحاد الأوروبي، جائزة «الشخصيّة الأكثر تأثيراً في عالم الهويّة الرقميّة خلال السنوات العشر الأخيرة». أما سلسلة كتبه في مجال البحث العلمي فقد ضمتّها منظمة الأمم المتحدة إلى مكتبتها العامة، هذا إلى جانب العديد من الإنجازات المحلية والدولية الأخرى.