أكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن رؤية دولة الإمارات في التنمية الشاملة والمستدامة قائمة على أن الإنسان الإماراتي هو ركيزة التطور والتقدم وأن الشباب المؤهل علميا وثقافيا هو أساس مسيرة بناء الوطن يحفظ مكتسباته ويصون مقدراته.
جاء ذلك خلال استقبال سموه أمس مجموعة من الشباب والشابات الإماراتيين الذين أنهوا زيارة قاموا بها إلى الصين وكوريا الجنوبية وذلك ضمن برنامج سفراء شباب الإمارات الذي ينظم برعاية ديوان ولي عهد أبوظبي ويهدف إلى تطوير إمكانات ومهارات الطلبة الجامعيين العلمية والثقافية والقيادية.
وقال الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله تؤكد ضرورة دعم الشباب الإماراتي ورعايته وتطوير معرفته ومهارته وتمكينه من مواصلة التعليم والتدريب استنادا إلى القناعة الراسخة بأن الشباب هم مستقبل وعماد هذا الوطن .
وأضاف سموه: " إننا على يقين بأن لدينا جيلا قادما نعول عليه له رؤية واضحة استمدها من تجاربه التي مر بها ومن خلال خبرات الآخرين التي استفاد منها وهو قادر على تحمل المسؤوليات الوطنية ومواجهة التحديات ".
واطلع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من المشاركين في البرنامج على الأنشطة والبرامج والأعمال التي قاموا بها خلال الزيارتين وأهم المعالم والجهات التي زاروها والمشاريع التي تم تنفيذها أثناء رحلتهم العلمية والنتائج والفوائد التي خرجوا بها من هذه التجربة.
برنامج الزيارات
وشاهد سموه مادة مصورة عن برنامج الزيارات التي قام بها الطلبة وأهم المواقع والمعالم الصناعية والثقافية التي قاموا بزيارتها وتعرفوا من خلالها على المستوى الحضاري والصناعي المتقدم للدولتين.
وقال سمو ولي عهد أبوظبي إن الآباء والأجداد ضحوا بالكثير وقدموا أرواحهم حتى نصل إلى ما نحن عليه اليوم من خير ورفعة وعزة . وواجب علينا أن نستلهم العبر منهم ونبذل جهودا مضاعفة وفاء لذلك العطاء وتلك التضحيات حتى يستمر أبناؤنا وأحفادنا وأجيالنا القادمة بالعيش في عزة وأمن واستقرار ونهضة وازدهار.
ووجه سموه حديثه لأبنائه وبناته قائلا: إننا نراهن في المرحلة المقبلة على العقول الخلاقة والمبدعة والمبتكرة التي تمتلك زمام المبادرة لمواصلة مسيرة الإنجازات والنجاحات .. وهذا الجيل وغيره هو من سيستلم الراية .. هذه هي سنة الحياة .. جيل يسلم الراية لجيل.
وقال الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن العالم برحابته كان عالما شاسعا غير أن التطور والتكنولوجيا في السنوات الأخيرة جعلت منه قرية صغيرة .. ونحن بيت في هذه القرية الصغيرة ولكننا لسنا بيتا على هامش هذه القرية فنحن جزء فاعل ومؤثر يملك رسالة سامية ومميزة في التسامح والسلام والتعاون والعطاء الإنساني .
وأوضح سموه أن هناك العديد من الدول المتقدمة كانت قبل 40 سنة تمتلك قاعدة بشرية وعلمية ساهمت في تقدمها بخلاف ما كانت عليه منطقتنا في تلك الفترة غير أننا وبفضل من الله عز وجل قطعنا أشواطا متقدمة لمواكبة التطور والتقدم ونحن قادرون على أن نصل إلى ما وصلت إليه تلك الدول".
انتماؤنا عربي إسلامي
وتحدث سموه عن الأوضاع في المنطقة التي تشهد اضطرابا وعدم استقرار منذ حوالي 40 عاما وما زالت تعيش هذه الأوضاع .. وقال سموه "إننا ننتمي إلى عالمنا العربي والإسلامي ونحن فخورون بهذا الانتماء وأن تلك الأوضاع المحيطة تحتم علينا قراءة الواقع برؤية واعية تستشرف الأخطار المحتملة والتحديات الماثلة وأن نعمل على مواجهتها بكل جاهزية وكفاءة وأن تكون الإمارات قدوة حسنة للآخرين وهي مهمتنا جميعا على هذه الأرض المعطاء".
وأشار سموه إلى أهمية التواصل مع الثقافات والحضارات المختلفة والاستفادة من الخبرات والأعمال الريادية التي حققتها المجتمعات الأخرى كون هذا التواصل يساهم بشكل رئيسي ببناء جسور الصداقة والتعاون ويعزز بناء علاقات إنسانية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
ودعا سموه في ختام لقائه بالطلبة إلى مواصلة العمل وبذل المزيد من الجهود لاستكمال مسيرتهم العلمية والاطلاع باستمرار على التطورات العلمية والاختراعات الجديدة والمشاركة الإيجابية والفعالة في كل ما من شأنه تطوير وتعزيز الأبحاث العلمية والصناعات المتقدمة.
حضر اللقاء عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد وكيل وزارة الخارجية ومحمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي وجبر محمد غانم السويدي مدير عام ديوان ولي عهد أبوظبي وعدد من المسؤولين.
نتائج إيجابية
من جانبهم أعرب المشاركون في برنامج سفراء شباب الإمارات عن سعادتهم بلقاء سمو ولي عهد أبوظبي وقدموا شكرهم وتقديرهم لدعم سموه للمبادرات العلمية التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى الطلاب الثقافي والعلمي .
وأكد المشاركون في البرنامج أن الزيارة التي قاموا بها كانت إيجابية وحققت أهدافها من كافة الجوانب الشخصية والعلمية . وأعربوا عن شكرهم وامتنانهم للقيادة الحكيمة التي وفرت لهم الفرص في التعليم والتدريب والاطلاع عن قرب لتجارب ونماذج عالمية ناجحة وهو ما عزز قدراتهم وأفكارهم ومهاراتهم العملية والعلمية حيث أصبح لديهم تراكم في الخبرات والممارسات ستساعدهم على القيام بمهام ومسؤوليات تخدم وطنهم ومستقبلهم .. مشيرين إلى أنهم تلمسوا نهضة هذه الدول ومدى تقدمها والأنظمة الإدارية والتعليمية التي تقف وراء هذه النهضة.
فرص
وأوضحوا أن برنامج سفراء شباب الإمارات وفر لهم فرصة تعريف الشعوب الأخرى بثقافة وهوية دولة الإمارات والمستويات الحضارية المتقدمة التي وصلت إليها في المجالات كافة .. كما ساهم هذا البرنامج في توثيق أواصر العلاقات مع الشعوب الأخرى مما سيساهم ببناء علاقة مستدامة تسمح بالتواصل المستمر والقوي مع تلك الشعوب في المستقبل .
أهداف البرنامج
يهدف برنامج سفراء شباب الإمارات الذي ينظم بدورته الثانية لإعداد جيل من الشابات والشباب الإماراتيين وتزويدهم بكل ما يؤهلهم ليكونوا قادرين على تولي مناصب بارزة في القطاعات الأساسية وقيادة شراكات مهمة وقيادة العلاقات التجارية والسياسية وتعزيز الروابط بين دولة الإمارات وكل من كوريا الجنوبية والصين لا سيما أن هناك علاقات استراتيجية بين الإمارات وهاتين الدولتين، وتربطها بهم علاقات تجارية قوية.
كما يهدف البرنامج إلى إطلاع الشباب على الثقافتين الكورية والصينية والتعرف عن كثب إلى طبيعة العلاقات مع هاتين الدولتين وتعلم اللغتين الصينية والكورية بما يساعدهم في المستقبل على التواصل مع شعوب الدولتين وقيادة العلاقات السياسية والتجارية معهم.
ثلاثة أسابيع في الصين وكوريا
كان برنامج زيارة سفراء شباب الإمارات إلى الصين وكوريا الجنوبية الذي نظم خلال فترة الصيف الماضي استمر لمدة ثلاثة أسابيع وخضع المشاركون فيه لتدريبات على اللغتين الصينية والكورية قبل بداية البرنامج إضافة إلى تعريفهم بالثقافة والقيم والعادات الكورية والصينية.
وشملت الزيارات التي قام بها الطلبة المواقع الثقافية والمعالم الحضارية والتاريخية المهمة والبارزة في أهم المدن الكورية والصينية وجولة استكشافية في الهيئات والمؤسسات الحكومية الكورية والصينية إلى جانب زيارة المعالم التاريخية والقطاعات الصناعية البارزة إضافة إلى الاطلاع على أنظمة عدد من الجامعات والمعاهد العلمية والالتقاء بمجموعة من المتحدثين الرسميين بهدف تعريف الطلاب على الأدوار الرئيسية لأهم المؤسسات الحكومية في كوريا والصين وتعريفهم كذلك بالصناعات وقطاع الأعمال لفهم القدرات والتطورات الاستراتيجية للبلدين في هذا المجال.
وتم تقسيم الطلاب إلى مجموعتين زارت الأولى كوريا الجنوبية والأخرى إلى جمهورية الصين .. وشملت زيارة كوريا الجنوبية دورة تدريبية مكثفة في اللغة الكورية لدى جامعة سيؤول الوطنية بعدها زيارة الإدارات الحكومية ومنها مكتب الرئيس ووزارتي المالية والاستراتيجية والشؤون الخارجية وبلدية حكومة جانجنام الصينية .
وتضمنت الزيارة كذلك أهم المصانع والشركات الكورية ومنها مفاعل كيبكو النووي وشركة سامسونج للإلكترونيات وشركة بوسكو للصلب وصناعات دوسان الثقيلة إضافة إلى أنشطة علمية وثقافية أخرى.
وتضمنت زيارة الصين دورة مكثفة في اللغة الصينية لدى جامعة بيكنج في بكين إضافة إلى زيارة كلية تشيونغ كونغ للدراسات العليا في إدارة الأعمال وجامعة بكين للدراسات الأجنبية وقاعة معارض دائرة شنغهاي للتخطيط العمراني وشركة النفط الوطنية الصينية والتلفزيون الصيني المركزي وشركة الصين لبناء السكك الحديدية وشركة بروج للصناعات البلاستيكية.. إضافة إلى جولات علمية وثقافية أخرى ساعدت الطلبة على اكتشاف المنهجية الاستراتيجية التي تعتمدها الحكومة الصينية في تطوير قطاعي الصناعة والأعمال.