لم يستعن سوريو قرية كفرنبل في محافظة إدلب السورية بمخرج عالمي أو بنجوم هوليوديين لصناعة فيلم «الثورة السورية في 3 دقائق»، في محاولة لإيصال صوت السوريين لكل العالم برسالة مختصرة.. «الموت هو الموت.. الأسد قتل 150 ألف سوري.. أوقفوه» وارتفعت عدد المشاهدات للفيلم الذي لخص الثورة السورية في ثلاث دقائق حال تحميله على موقع «يوتيوب» خلال بضع ساعات من 300 إلى 13 ألف متابع.
ويبدأ الفيلم بخروج السوريين للتظاهرات، على هيئة سكان ما قبل التاريخ، ليتم قمعهم وقتلهم من قبل النظام السوري، وليخرج غيرهم بسيناريو مكرر مع تغيير يبدو بسيطاً للوهلة الأولى. ولكن في تفاصيل التغيير، تبدو روسيا وإيران كدول أساسية داعمة للنظام ومشاركة بالقتل، ليتم ذلك كله تحت نظر ورؤية المتجمع الدولي بأكمله.
وما تلبث روسيا أن تسلم النظام السلاح الكيمياوي وتشجعه على استخدامه، فيحتج المجتمع الدولي، ما يدفع موسكو، بحسب الفيلم، إلى تجريده من السلاح وتسليمه إلى المجتمع الدولي، لينتهي الشجب والتنديد، وليعود النظام مع روسيا والحلفاء لممارسة القتل من جديد وكأن شيئاً لم يكن.
ويطلق السوريون على كفرنبل لقب العاصمة الثقافية للثورة السورية بدون منازع. فعلى مدى أكثر من عامين ونصف العام، تكرّست لوحات كفرنبل ورسوماتها كماركة مسجلة لما يمليه الضمير السوري، ولفتت نظر العالم كله، ماجعل اللوحات بطلة لمعرض جوال يدعى «حلم» في أميركا الشمالية بـ120 عملاً، كان 90 في المئة لفنان كفرنبل أحمد جلل، والباقي لمنسق لافتات كفرنبل رائد الفارس.
وكانت كفرنبل هي أول من أطلقت على نفسها لقب «المحتلة»، لتحذو حذوها العديد من المدن والقرى السورية، وليصبح لقب المحتلة بدلالاته الواسعة يطلق على كل مدينة لا تزال تحت سيطرة النظام السوري.
ومن أشهر الجمل التي كتبتها كفرنبل «إلى جمعيات الرفق بالحيوان، حاولوا إنقاذنا، لم يعد أحد يكترث لإنسانيتنا»، كما تقول لافتة أخرى «نطالب العدو بالرجوع إلى خطوط ما قبل 15 مارس»، ولافتة شهيرة كتب عليها: «نطالب بزيادة عدد الدبابات في كفرنبل للتخفيف عن حمص المنكوبة».