أصيب إسرائيليان أمس بانفجار جنوب مدينة تل أبيب، بعد أقل من 24 ساعة على عملية فدائية في منطقة بات يام قرب المدينة.. فيما ستفتح إسرائيل اليوم أول محطة قطارات محصنة في العالم، على بعد مئات الأمتار من قطاع غزة.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن انفجارا استهدف سيارة تسبب في إصابة إسرائيليين اثنين، في مدينة رحفوت جنوب تل أبيب.
وذكرت الشرطة الإسرائيلية إن الانفجار نتج عن عبوة ناسفة وضعت في السيارة وفقا للتقديرات الأولية للشرطة، وقدمت طواقم الإسعاف العلاج الأولي للمصابين اللذين وصفت جراحهما بالخطيرة، ومن ثم نقلا الى مستشفى كابلان القريبة للعلاج.
ووقع الانفجار على مدخل رحفوت، وسارعت الشرطة إلى إعلان أن تفجير العبوة الناسفة جاء على خلفية جنائية.
صواريخ المقاومة
وفي وقت سابق أمس، عثرت قوات الاحتلال الإسرائيلي على بقايا صاروخ في جنوب إسرائيل كان أطلقه مقاومون في قطاع غزة الليلة قبل الماضية.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنه تم العثور على الصاروخ في منطقة المجلس الإقليمي حوف أشكلون (شاطئ عسقلان).
وكانت صفارات الإنذار في هذه المنطقة انطلقت، وسمع السكان دوي انفجار الصاروخ، الذي سقط في منطقة مفتوحة، ولم يوقع إصابات ولم يحدث أضرارا.
ويأتي سقوط هذا الصاروخ بعد ساعات من انفجار في حافلة ركاب في مدينة بات يام قرب تل أبيب، من دون أن تقع إصابات ولكن الانفجار ألحق أضرارا بالحافلة.
وذكرت تقارير إعلامية أمس أن إسرائيل مازالت تبحث عن منفذي الهجوم. وقال الناطق باسم الشرطة ميكى روزنفيلد «أقمنا حواجز على الطرق في عدة مناطق من أجل تحديد مكان المشتبه به، أو المشتبه بهم، الذين وضعوا القنبلة في الحافلة».
انتفاضة ثالثة
واعتبر رئيس حزب كاديما الإسرائيلي شاؤول موفاز ان العملية الفدائية مؤشرا لانتفاضة فلسطينية ثالثة.
وقال موفاز، في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية العامة، انه يجب عدم الاستهتار بالأمر.
من جهة ثانية، انتقد موفاز الحكومة الإسرائيلية بسبب عدم تقديم مبادرات خلال المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وإفساح المجال أمام الجانب الأميركي لتحديد الترتيبات الأمنية.
وأعرب موفاز عن اعتقاده بأن «الولايات المتحدة في ظل هذا الوضع ستفرض على إسرائيل حلولا في قضايا الحدود والقدس واللاجئين».
دافع انتقامي
على صعيد متصل، قال مصدر أمني إسرائيلي إن قتل إسرائيل فلسطينيين في الأيام القريبة الماضية شكل «دافعا للانتقام» من الفلسطينيين، مرجحا ان يكون ذلك السبب وراء تفجير حافلة الركاب في تل أبيب أول من أمس.
ونقلت صحيفة «يديعوت احرنوت» عن المصدر قوله إن الأسبوع الحالي شهد استشهاد اربعة فلسطينيين اثنين في الضفة واخرين من قطاع غزة، ما يمكن ان يكون سببا للانتقام وتنفيذ عملية تفجير حافلة تل أبيب.
محطة قطارات
إلى ذلك، تفتتح وزارة المواصلات الإسرائيلية اليوم (الثلاثاء) أول محطة قطارات محصنة ضد الصواريخ في العالم، تربط بلدة سديروت ووسط إسرائيل، وتقصّر المسافة إلى ساعة تقريبا.
ونقلت صحيفة «معاريف» العبرية على موقعها الإلكتروني أمس عن مسؤولين في سديروت جنوب إسرائيل قولهم إن الخط الحديدي الجديد يشكّل «رافعة اقتصادية»، ويسمح لسكان سديروت ومناطق ما يسمى بـ «غلاف غزة» بالعمل وسط إسرائيل والعودة إلى بيوتهم خلال ساعة من الزمن، كما سيسمح لسكان وسط إسرائيل الوصول بسهولة إلى المناطق الجنوبية المحاذية لحدود قطاع غزة .
ووصف المجلس الإقليمي عملية ربط «غلاف غزة» بوسط إسرائيل عبر الخطوط الحديدية بأنه «تحقيقا للحلم الصهيوني»، إضافة إلى اعتبار مجرد إقامة أول محطة محصنة ضد الصواريخ في العالم على بعد 700 متر فقط من حدود غزة رسالة مفادها: «نحن باقون هنا»، على حد تعبيره.
ويمكن لسكان المنطقة الجنوبية «غلاف غزة» الوصول إلى مدينة تل أبيب بواسطة القطار الجديد خلال 58 دقيقة، وإلى عسقلان خلال 12 دقيقة.
وبلغت تكلفة المحطة الجديدة 50 مليون شيكل، وتشمل موقف للسيارات يتسع لـ 400 مركبة، وستسيّر 44 رحلة ذهابا وإيابا كل 24 ساعة.