في أول تعليق له على فضيحة الفساد التي هزت الحكومة التركية الأسبوع الماضي شدد الرئيس التركي عبدالله غول إنه لن تجري التغطية على أي فساد، وستفصل فيه المحاكم المستقلة مشددا على ضرورة معاقبة المفسدين والمرتشين كما أكد استعداد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لإجراء تعديل على حكومته.
وقال غول «إنه لن تجري التغطية على أي فساد في تركيا وستفصل فيه المحاكم المستقلة» مضيفاً في تصريحات صحافية «نفذت الكثير من الإصلاحات في تركيا. لن تجرى تغطية أي فساد أو أخطاء في دولة تحققت فيها هذه الإصلاحات».
وتابع «قضايا الفساد المزعومة رفعت إلى القضاء. ستعمل المحاكم المستقلة في هذا الأمر وستفصل في القضية».
ونقلت وكالة أنباء «جيهان» التركية، عن غول قوله في تصريح هو الأول حول فضيحة الفساد والرشوة المتهم فيها عدد من رجال الأعمال البارزين والمسؤولين وأبناء الوزراء الحاليين، «تعلمون أن قضاءنا مستقل ومحايد، وهو يدير القضية بكل شفافية ونزاهة».
وأضاف، إن «كان هناك بالفعل عملية فساد ورشوة قد تمت، فلا بد من معاقبة المتورطين بها بغض النظر عن مناصبهم»، مؤكداً أنه لا يمكن التستر على المفسدين والمرتشين إن ثبتت إدانتهم.
وناشد غول الجميع احترام التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في إسطنبول حول القضية.
يذكر أن فرقاً أمنية تركية تابعة لشعبة مكافحة الجريمة المالية في إسطنبول، داهمت الثلاثاء الماضي، مجموعة من المواقع التابعة لكبار رجال الأعمال وأبناء الوزراء، واحتجزتهم في قضايا رشوة وفساد، كما تمّت إقالة أكثر من 37 مدير شعبة أمنية، من بينهم مدير الشرطة بإسطنبول حسين تشابكين.
تأكيد التعديلات الوزارية
من جانب آخر، أكد غول استعداد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لإجراء تعديل على حكومته.
ونقلت وسائل الإعلام عن غول قوله إن «هذا التغيير سيجرى بعد عودة رئيس الوزراء إلى تركيا في ختام زيارة ليومين إلى باكستان».
وفي معرض رده على سؤال، أوضح الرئيس التركي انه «بحث مطولا» مع اردوغان مسألة إجراء تغيير في الحقائب الوزارية.
وقال غول ان اردوغان «يستعد لتعديل ويجري تقييما للوضع (...) سنناقش ذلك لدى عودته وستعلمون المزيد» في هذا الصدد.
دفاع عن الابن
في غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية التركي معمر جولار أن الأموال التي عثر عليها خلال مداهمة منزل ابنه، على خلفية الاشتباه بضلوعه في قضايا فساد، هي «ثمن إحدى الدارات التي باعها».
وفي أول تعليق على اعتقال نجله على خلفية الاشتباه بممارسته أعمال فساد ورشوة، والعثور على مبالغ مالية ضخمة في منزله، نقلت وكالة أنباء «جيهان» التركية، عن جولار، قوله إن «هذه الأموال التي عثر عليها في منزل ابنه» هي «ثمن إحدى الدارات التي باعها».
وأضاف، أنه تم إبراز عقد البيع وجميع الوثائق المتعلقة إلى النيابة العامة، منوهاً إلى أن «مشكلة ما حصلت أثناء عملية البيع بسبب الرهن العقاري، مما أعاق قيام ابنه بعملية إيداع المبلغ المالي في البنك، واضطر بسبب ذلك لوضعه في المنزل حتى انتهاء المشكلة».