تفجرت أزمة وقود في العاصمة الليبية طرابلس جراء استمرار الاحتجاجات خارج مصفاة نفط الزاوية الرئيسية في غرب ليبيا لليوم الثاني، ما أدى إلى اصطفاف طوابير طويلة عند محطات البنزين من أجل الحصول على الوقود وهو ما أسفر عن حدوث بعض المناوشات بين أصحاب السيارات.
وقال ناطق باسم شركة «الزاوية» لتكرير النفط الليبية عصام المنتصر إن الاحتجاجات التي تفجّرت خارج مصفاة الزاوية التي تبعد نحو 50 كيلومترا إلى الغرب من العاصمة طرابلس تسببت في توقف أنشطتها لليوم الثاني على التوالي مما أدى إلى اصطفاف طوابير طويلة عند محطات البنزين في العاصمة طرابلس.
وأكد المنتصر أن كثيرين من مصابي الحرب التي أطاحت بالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي العام الماضي تظاهروا أمام المصفاة. وأضاف «لم يسمحوا للموظفين بدخول الشركة ولم يسمحوا بمغادرة شاحنات التموين».وتابع «يقولون إنهم لم يتلقوا تعويضات كافية ويشعرون أن الحكومة لم تعطهم حقوقهم كاملة» في حين لم يذكر الناطق باسم شركة «الزاوية» ما إذا كان المحتجون مسلحين.
وتأتي الاحتجاجات بعد يوم من معركة استخدمت فيها أسلحة وأسفرت عن اصابة خمسة أشخاص في طرابلس نظراً إلى الأوضاع الأمنية المضطربة في ليبيا حيث لم تفرض الحكومة المركزية الضعيفة سيطرتها بعد على الجماعات المسلحة ولم تلب احتياجات المواطنين.
وفي طرابلس اصطفت عشرات السيارات خارج محطات الوقود بانتظار التزود بالبنزين.
وقال منتصر إن طاقة المصفاة تبلغ 120 ألف برميل يوميا وتوفر 40 في المئة من الاحتياجات النفطية لغرب ليبيا،مضيفا أن مسؤولين من المصفاة والشركة يحاولون حل المشكلة دون اللجوء إلى الشرطة.
هدوء وتعاف
على صعيد آخر، استغلت مئات السيارات التي تحمل أسرا ليبية توقف القتال بعد عطلة عيد الأضحى للعودة إلى منازلهم بعد رفع الحصار عن مدينة بني وليد التي كانت معقلا للقذافي.
وفي مطلع الأسبوع، ساد الهدوء بني وليد ببطء وبدأت تتعافى من آثار الأزمة وفتحت المتاجر والمخابز أبوابها وأقامت الشرطة نقاط تفتيش وبدأ عمال الكهرباء إصلاح خطوط الكهرباء التي سقطت جراء القصف.
وقال السكان إن إمدادات الماء والكهرباء عادت للمدينة التي يسكنها 70 ألف نسمة. وخلت الشوارع من الميليشيات التي كانت قبل عدة أيام فقط تمنع الوصول إلى المدينة وأصبح الوجود الأمني في الطرق يقتصر على الشرطة والجيش التابعين للحكومة.
وبدا ملحوظا بعض مظاهر الدمار من القتال مع تهشم زجاج واجهات المتاجر ووجود مبان تكسوها آثار الرصاص.
وساد الهدوء المخيف مستشفى بني وليد العام مع عدم وجود مرضى وعدد محدود جدا من الأطباء. وقال مدير المستشفى أحمد الجدك إن المستشفى أعيد فتحه رسميا قبل أسبوع لكن عودة العاملين كانت بطيئة.