هاجم مدير المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل، الولايات المتحدة أمس بسبب سياستها تجاه سوريا، ودعا إلى إصدار قرار من الأمم المتحدة لإخراج ما وصفها بالميليشيات اللبنانية والعراقية من البلد الذي مزقته الحرب، في وقت دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والوزير اللبناني الأسبق غسان سلامة إلى ضرورة إخراج المقاتلين الأجانب كافة من سوريا.
وقال الفيصل، أحد أشد منتقدي إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما: إنه منذ أن بدأت محادثات نووية سرية مع إيران، أصيب العالم بخيبة أمل بسبب تشوش السياسة الخارجية الأميركية.
وذكر أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إنه يريد من الأميركيين التوجه إلى مجلس الأمن الدولي واستصدار قرار بنشر قوات لوقف القتال في سوريا وإذا تعذر ذلك فعلى الأقل يتعين إقامة ممر إنساني حتى لا يموت الناس جوعاً.
وتدعم السعودية وقطر الائتلاف الوطني السوري المعارض والجيش السوري الحر بالسلاح والتدريب والمال ومعلومات المخابراتية العسكرية في مواجهة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وقال الفيصل: إن عدد أفراد الميليشيات العراقية ومقاتلي حزب الله اللبناني يفوق عدد المسلحين السنة الذين يقاتلون في سوريا، مضيفاً: انه لا يقصد ضرورة ذهاب السنة إلى سوريا للقتال بل يجب إخراج الشيعة من هذا البلد. وأشار إلى أن السبيل الوحيد لإخراجهم هو جهد دولي منسق تقوده الولايات المتحدة ويدعمه حلفاؤها لإجبارهم على وقف القتال.
وقال الأمير تركي إن بلاده فوجئت تماماً بما حدث، مضيفاً: ان السياسة الأميركية غير واضحة تجاه القضية السورية وغيرها من القضايا وأن الأفعال بالطبع ليست واضحة أيضاً، وأوضح أن «ذلك يثير قلق حلفاء الولايات المتحدة مشيراً إلى أن الأمر لا يتعلق بإيران وسوريا فقط بل بالتشوش في السياسة الأميركية بوجه عام».
من جانبه أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري من دافوس، أن «الولايات المتحدة تبقى ملتزمة أكثر من أي وقت مضى» بشؤون العالم.
وقال في كلمته أمام المشاركين في المنتدى إن «الولايات المتحدة أبعد ما تكون عن فك التزامها، وهي فخورة بكونها أكثر التزاماً من أي وقت مضى، وهي تقوم بدور حاسم، كما كانت على الدوام، في عملية البحث عن السلام والازدهار والاستقرار في العالم».
ولفت كيري إلى أن «بلاده باتت تلعب دوراً في متابعة عملية السلام والاستقرار في أرجاء العالم». وأشار إلى أن «التواجد العسكري الأميركي في الشرق الأوسط للرد على التهديدات في المنطقة»، معتبراً أنه «ما من دولة فاعلة في انخراطها بالشرق ولديها علاقات بقدر أميركا وفرنسا»، موضحاً أن «وجودنا العسكري في الشرق الأوسط مهم لدعم الحلفاء».
وقال: « نعمل على تعزيز علاقتنا قدر الإمكان وهذا تاريخ أميركا فهو حافل بالمسؤولية»، مشيراً إلى أن «الشراكة التي بنيناها في الشرق الأوسط لكي تحقق المصالح المشتركة وليس لدينا غايات أخرى»، موضحاً «أننا لا نستطيع حل جميع المشكلات في الشرق الأوسط».
وأكد أن بلاده لن تقبل «بتطوير السلاح النووي»، ولن تسمح «لإيران بامتلاكه»، مشدداً على أن الولايات المتحدة «لن تسمح لإيران باتخاذ خطوات لتشغيل مفاعل اراك». وحول الأزمة السورية قال : « نواجه أزمة لا يمكن للعقل الإنساني أن يتخيلها في سوريا»، مشدداً على أنه «لا يمكن للرئيس السوري بشار الأسد أن يكون له دور بالعملية الانتقالية بسبب الدمار الشديد الذي تسبب به لبلاده وشعبه»، معتبراً أن «الأسد يجب أن يتنحى عن الحكم لتحقيق السلام في سوريا».
وأشار كيري إلى أن «الأسد يواصل قتل السوريين ويقوم بجذب الإرهابيين» وأن المعارضة السورية لن تلقي السلاح حتى يتنحى الأسد، معتبراً أن «مشكلة اللاجئين تتفاقم ويجب إيجاد حل سريع».
ولفت إلى أن «فشل المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية يشجع التطرف»، معتبراً أن «الإخفاق في إرساء السلام سينقل المنطقة لمزيد من التطرف»، مشيراً إلى أن «منافع السلام لإسرائيل ستكون كبيرة»، موضحا ان «عملية السلام ستعود بالخير على المنطقة بأكملها»، لافتاً إلى أن «ملف الأمن يعرقل التوصل لاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، على صعيد آخر دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف جميع «العناصر الأجنبية» إلى مغادرة سوريا، ليتمكن الشعب السوري من تقرير مستقبله بنفسه.
وقال ظريف متحدثاً في حلقة نقاش نظمتها قناة العربية تحت عنوان : «الملامح النهائية لحل أزمات الشرق الأوسط» في منتدى دافوس في سويسرا، إن إيران ترغب أيضاً بأن ترى نهاية للدعم الأجنبي لمعارضي حكومة الرئيس بشار الأسد، واعتراف الأطراف كافة بأنه لا يمكن أن يكون ثمة حل عسكري للصراع الدائر هناك، مضيفاً أن طهران تأمل بحل تفاوضي.
ونفى ظريف أن تكون بلاده أرسلت مقاتلين، مؤكداً أن حزب الله اتخذ قرار التدخل في الشأن السوري لوحده ودون العودة إلى إيران. ودعا الدول إلى «وقف نقل الأموال والسلاح إلى سوريا» معتبراً أن الوضع هناك «خلق أرضاً خصبة للإرهابيين».
وتابع أن «كثيراً من المتطرفين الذين يقاتلون في سوريا أتوا من أنحاء العالم، من أوروبا والشرق الأوسط، من كل مكان وحين يعودون إلى بلادهم، سيشكلون خطراً علينا جميعاً». معرباً عن استعداه لزيارة السعودية، مشدداً على أن إيران تسعى لإقامة علاقات طيبة مع جيرانها.
ومن جهته، رجح وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، في ندوة العربية بدافوس، عقد مفاوضات مباشرة بين وفدي النظام السوري والمعارضة في مؤتمر جنيف2.
فيما رأى الوزير السابق غسان سلامة في الندوة ذاتها أنه «يجب على إيران دعم قرار أممي يقضي بخروج المقاتلين الأجانب من سوريا»، لافتاً إلى أن «هناك مؤشرات إيجابية بالمنطقة، ومنها الاتفاق النووي الإيراني»، لكنه أشار إلى «أننا لسنا قريبين من تحقيق الأهداف المطروحة لحل أزمات الشرق الأوسط لأن هناك الكثير من الشكوك التي تراودنا أهمها المأساة السورية التي لن تسوى بين ليلة وضحاها وتحتاج إلى كثير من التدخل للدفع باتجاه تسوية، إضافة إلى الشكوك عن الوضع داخل العراق، كما أن المؤسسات لا تعمل في لبنان ويجب إعادة بث الروح فيها».
وقال سلامة: إن ما يجري في سوريا هو حرب بالوكالة، وإن الطرفين عاجزان عن الوصول إلى حل سياسي.
أخبار من دافوس
بحث دفع عملية السلام في الشرق الأوسط
التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري في دافوس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضمن مساعيه الحثيثة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط قدماً.
وأجرى كيري ونتانياهو محادثات مغلقة استمرت ساعتين على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في بلدة دافوس المنتجع الجبلي في سويسرا، قبيل ما وصف بأنه خطاب مهم لكيري حول الشرق الأوسط في المنتدى في وقت لاحق أمس. ولم تتسرب أي تفاصيل عن هذا اللقاء.
وذكرت وسائل الإعلام العبرية ان الاجتماع هو محاولة للوصول إلى إطار مبادئ لحل القضايا الجوهرية في النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، وسوف تكون أساساً لمزيد من المفاوضات بين الطرفين. دافوس (سويسرا) ـ الوكالات
دعوة أوروبا إلى تقليص الإجراءات الروتينية
قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس إن أوروبا يجب أن تجتذب وظائف من مناطق أخرى من خلال تقليص الإجراءات الروتينية وطرح سياسات عمالية داعمة للأعمال وإنتاج طاقة رخيصة من الغاز الصخري.
وقال كاميرون لقادة السياسة والأعمال المشاركين في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس بسويسرا إنه «منذ سنوات والغرب لا يحقق أي شيء، ويقول الناس إننا نواجه بعض أنواع التراجع المحتوم. ويقولون إننا لا نستطيع فعل أي شيء آخر».
وأضاف: «لا أعتقد أن الأمر يجب أن يكون بهذه الطريقة». ودفع الزعيم المحافظ بأن تقليص الإجراءات الروتينية وتخفيض الضرائب وجعل سوق العمل أكثر مرونة سيعزز العمل داخل البلاد بعدما نقلت الشركات في السابق عملياتها الإنتاجية إلى الدول النامية والصاعدة. كما دعا كاميرون دول الاتحاد الأوروبي الأخرى للمضي قدما في إنتاج الغاز الصخري للحاق بالولايات المتحدة حيث أدت الطفرة في إنتاج الغاز الصخري إلى تراجع كبير في أسعار الطاقة.
وفي حين، خفضت بريطانيا الضرائب على استخراج الغاز من الصخور، ترددت دول أوروبية أخرى مثل ألمانيا وفرنسا في اعتماد الغاز الصخري كمصدر للطاقة بسبب مخاوف من أن عملية التكسير قد تكون مكلفة للغاية وتشكل خطورة على البيئة.
رينو تطمح للعودة إلى إيران
قال الرئيس التنفيذي لشركة رينو الفرنسية لصناعة السيارات كارلوس غصن إن الشركة تطمح للعودة إلى إيران بعد رفع العقوبات عنها ووصفها بأنها «سوق رائعة». وتأمل شركات غربية كثيرة في العودة إلى إيران بعد توصلها إلى اتفاق مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي في نوفمبر الماضي.
ويجري تخفيف بعض العقوبات في الوقت الراهن لكن أغلبها سيظل قائماً ريثما يتم التوصل إلى اتفاق طويل الأجل. وقال غصن لتلفزيون «رويترز» على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس «نرى أنها قد تكون سوقاً رائعة لصناعة السيارات ونريد أن نتمكن من استئناف العمل فور رفع العقوبات».
مبادرة تجارية عالمية بشأن السلع الخضراء
طالبت دول غربية وآسيوية كبيرة أمس بإلغاء الرسوم على المنتجات والخدمات المتعلقة بالبيئة وذلك لدى إعلانها أنها ستتفاوض على خطة لتحرير التجارة في القطاع بالمنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس.
وقالت الدول ومن بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين واليابان إننا «مقتنعون بأن أحد أكثر المساهمات تحديدا وإلحاحا التي يمكن أن تقوم بها منظمة التجارة العالمية ودولها الأعضاء لحماية كوكبنا، السعي للتوصل الى اتفاق لإلغاء الرسوم على السلع التي نحتاج إليها جميعا من أجل حماية بيئتنا والتصدي للتغير المناخي».
وقال الممثل التجاري الأميركي مايكل فرومان على هامش المنتدى العالمي بمنتجع دافوس بسويسرا إنه سيكون من المأمول التوصل لاتفاق بحلول مطلع عام