Quantcast
Channel: IPTV Flash News
Viewing all articles
Browse latest Browse all 34185

العرب.. ربيع الثورات يئنّ من زوابع خـريف الغضب (4-4)

$
0
0

بعد مرور ثلاث سنوات على انطلاق رياح التغيير عبر ثورات الربيع العربي، لا يبدو المشهد ورديا لأنه لم يحقق شيئا من طموحات الشعوب التي انتفضت على أنظمتها السابقة وأسقطت حكامها في أكثر من بلد عربي في المنطقة.

ويقفز السؤال، لماذا تحولت ثورات الربيع إلى خريف غضب في البلاد التي انتفض شعبها من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية؟، سؤال ينقسم حوله الكثيرون، بين من يقول إن الربيع لايزال يفرز تداعيات لم تنته، وبين قائل يرى أن خريفا من الغضب هو ما يجري وسيستمر، إلى أن تهدأ الأمور، في وقت يسلم فيه المنتفضون أن الربيع انتهى؟ فهل انتهى بالفعل؟.

تلك الثورات كان يمكن لها أن تحقق شيئا من حلم الجماهير العربية لو قادت نفسها بنفسها، وسارت في طريق واحد فقط هو طريق الحرية والعدالة والمساواة، ولكن لأنها أوطان تتمتع بمواقع وثروات مهمة للغير، كانت الفرصة مواتية أمام الغير للتدخل بصورة مباشرة أحيانا وغير مباشرة في أحيان أخرى، بالتحريض والتأليب لمنع تحقيق ما تريد، والوصول لغاياتها، ولأن أهداف الشعوب، كانت على النقيض من مصالح الدول الأخرى، وبالذات الغرب وتحديدا الولايات المتحدة الأميركية،ولكل ذلك بدأت حالات من الإرباك والفوضى تعم المشهد العام، ليختلط الحابل بالنابل، حتى أصبحت الصورة أكثر ضبابية وسط رياح عاتية وأيام حبلى بالأحداث لم ينجل غبارها بعد.

الرياض

الإسلام السياسي قضى على آمال الشعوب

 

اتفق كتاب ومحللون سياسيون في السعودية على ان النتائج التي تحققت من ثورات الربيع لم تكن على مستوى طموحات المواطن العربي، بالنظر الى ان التوقعات والآمال التي فجرتها تلك الثورات كانت كبيرة جدا وذات سقف عال لم تبلغه حتى الآن، وأكدوا ان مسيرة التحول الديمقراطي في دول الربيع لاتزال تواجه صعوبات كثيرة ومعقدة، وتسود حالة من الفوضي والانقسام والانفلات الأمني على المشهد السياسي والاجتماعي في بعض تلك الدول.

ثورات واعدة

وأوضحوا ان الثورات كانت واعدة ونقية في بدايتها بنقاء القوى الشبابية التي فجرتها، الا انها تلوثت في ما بعد حينما سقطت في حبال حركات الإسلام السياسي التي استولت عليها وجرفتها عن مسارها الصحيح وساهم السقوط في حبائل الطائفية المقيتة التي كانت تغذيها قوى ودول معادية للحراك والانتفاضات في خلط الأوراق وإضعاف جبهة التغيير وشغلها بالمعارك الجانبية.

وقال المحلل السياسي السعودي دكتور حسن بن فهد الأهدل ان حالة التوحد الشعبي التي تولدت اثناء تفجر تلك الثورات استحالت بعد إزالة الأنظمة الدكتاتورية السابقة إلى حالة من التفكك والانقسام والتنازع علي السلطة، مما قلل من النتائج التي كانت مرجوة من تلك الهبات الشعبية.

ولم تندلع الثورات على أساس وعي عميق مناهض للاستبداد حقيقة، إذ ان الأغلبية الساحقة كانت تُعلن عن ولائها الاستبدادي دون أن تعي ذلك ففي الوقت الذي تلعن فيه الاستبداد وتبذل أرواحها في الميادين لإسقاط الأنظمة الديكتاتورية الغاشمة، كان الفصيل الإخواني في مصر على سبيل المثال يهتف بالحرية والكرامة والديمقراطية؛ وفي المقابل انكبّ الشيوخ الكبار في مشهد حقيقي مُصوّر على يد المرشد العام يقبلونها بنهم!، مُقدّمين له أرذل صور الطاعة العمياء.

مشكلات مختلفة

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي مجدي صادق أن مجموعة من المشكلات الخارجية والداخلية شكلت عائقا أمام تحقيق ثورات الربيع العربي لأهدافها، منها أن تلك الثورات اندلعت في ظل أزمة اقتصادية عالمية عاصفة منذ عام 2008م؛ ولم يتعاف منها الاقتصاد العالمي، وأيضا أن الحراك اندلع في منطقة تشكل موضوع صراع وحدود توترات داخلية وخارجية، فضلا عن الانتقال من الحالة الثورية إلى الحالة المدنية.

ومن بين المشكلات التي حالت دون تحقيق نجاحات للربيع وفق نتائجه المرجوة، أن الجماهير لم تكن كياناً متجانساً فأصبحت التناقضات تعصف بالقوى الفاعلة فيها.

ورغم انها أحدثت متغيرات سياسية عديدة ومعقدة فعلاقة المسلم بالمسيحي، والسني بالشيعي، والإسلامي المؤدلج بالمسلم الليبرالي، والقومي بالأممي، فضلا عن علاقة الأقليات بالأكثرية، ومسألة موقع الأقليات من كل تلك المتغيرات، كلها باتت مسائل وضعت على سطح صفيح ساخن من الجدل الفكري السياسي الذي أصبح يُعيد إلى ذلك السطح الكثير من المكبوت السياسي والديني والاجتماعي، ويفتح أضابير المسكوت عنه بقوة، ويدفع بالمتغيرات الواقعية التي باتت تفرض نفسها على كل مسارات تشكيل الوعي السياسي الراهن إلى مناف أبعد.

 

الحصيلة سوداء بإجماع خبراء وسياسيي الجزائر

 

يعتقد الكثيرون في الجزائر أن ما يسمى بـ"الربيع العربي" مجرد احداث لم ترق إلى مستوى الثورة التي تعني في ما تعنيه الانتقال بالدولة من وضع إلى آخر مغاير تماما، على غرار الثورة الفرنسية أو البلشفية في روسيا وحتى الثورة الجزائرية التي حررت البلاد من الاستعمار.

الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال، يعتبر بلاده عاشت ربيعها في أكتوبر عام 1988 وأعقبه تحول ديمقراطي طال تعديل الدستور وإقرار التعددية السياسية وحرية إنشاء الأحزاب ومنح حرية قياسية في مجال إنشاء الصحف وحرية التعبير. ووحدة الشعب جنبته ما يسمى "الربيع العربي"، وهو شعب لا يحتمل الإقصاء والظلم، وغير مستعد لتكرار المرارة التي عاشها خلال تسعينيات القرن الماضي.

وفي تقييم لما يجري في العالم العربي منذ عام 2003 تحت راية "الربيع"، يقول البروفسور عبد اللطيف بن اشنهو عالم الاقتصاد ووزير المالية الأسبق، من الخطأ تصديق ماحدث انه ثورة، وما عاشته بعض الدول مجرد أحداث انفجرت بسبب الأزمات التي يعيشها النظام العربي والحركة الوطنية التي تعود جذورها إلى بداية القرن العشرين.

والثورة عادة تجب ما قبلها، والأحداث التي جرت، لم تكن سوى نتيجة طبيعية لفشل المشروع الوطني عربيا، وماحدث فتح الباب أمام الحركات الإسلامية للوصول إلى الحكم من دون مشروع مجتمعي يمكن أن يوفر الحلول الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمجتمعات، لعجز مشروعهم في تقديم الحل بسبب نقص تجربتهم في القيادة، وتدخلهم السلبي في الاقتصاد. ما أفرز نتائج عكسية للمجتمعات التي تعاني أصلا من أزمات حياتية شاملة وعميقة.

والإسلاميون الذين سطوا على الحكم في مصر والمغرب وتونس وليبيا غير قادرين على طرح حلول حقيقية لمجتمعات شابة أعمارها بين ٢٥و٢٧ عاما فقط، وهي من اقل المعدلات العالمية. وفي تناوله للتجربة المصرية تحت حكم جماعة الإخوان، قال لقد أعادوا العالم العربي 30 عاما إلى الوراء، لأن الأميركان جربوا الإسلام السياسي في اكبر دولة عربية من خلال محمد مرسي وعندما فشل اتجهوا نحو نظرية الجمود، لأن مرسي أغلق باب التعايش الممكن بين الإسلاميين والبقية، وهو أمر خطير في دولة بحجم مصر تعيش بيروقراطية منذ زمن الفراعنة وحتى اليوم.

مشكلة خطيرة

وكشف الوزير السابق أن دول الربيع تعاني مشكلة خطيرة جدا يستحيل حلها وهي بطالة مجموعة كبيرة من الشباب، وحتى من يعمل ففي القطاع الموازي، ما خلق معضلة عربية كبيرة تمثلت في أن غالبية الشباب هم مجرد عمال باليومية لا يتمتعون بالحد الأدنى من الاستقرار، وعدم اليقين طال أوساط قطاع الأعمال بسبب وقوعه تحت التأثير السياسي للسلط الحاكمة.

ويرى ان المؤشرات السابقة ستدفع نحو مزيد من عدم الاستقرار بتلك الدول الهشة أصلا، وستشجع أصحاب الثروات على تهريبها للخارج وستمنع التدفقات النقدية الأجنبية من التوجه لتلك الدول نتيجة عدم الاستقرار، وسيتواصل نزيف الكفاءات التي تغادر إلى الخارج بحثا عن الاستقرار وحرية التعبير وتحقيق الذات.

وسيؤدي ذلك لتدمير الطبقة المتوسطة وهي العمود الفقري لبناء الدول القوية. ومن المشكلات المرشحة للمزيد من التعقيد في دول ما يسمى بالربيع، مشكلة النساء اللائي سيجدن متاعب جمة في تحقيق الترقي اجتماعيا بالرغم من تحصيلهن العلمي العالي.

حل المشاكل

 

يرى الوزير الأسبق، أن الحركات الإسلامية التي وصلت إلى الحكم في بعض الدول، لا يمكنها النجاح بسبب عجزها عن حل المشاكل التي أوصلتها إلى الحكم لمحدودية قدراتها وعجزها السياسي والتقني في إدارة الدول.

والأخطر إنهم لا يملكون رؤية واضحة للتعامل مع الأزمات الاقتصادية الطاحنة التي يعيشها العالم منذ عام 2008، ودول ما يسمى بالربيع لها علاقات اقتصادية مع أوروبا اللاتينية التي تعيش أزمة اقتصادية خانقة، فضلا عن أن شعوبها، لم تعد قادرة على التريث أكثر، وخاصة الشباب الذي يطالب بالمستحيل، وجميعها نقاط كافية لفشل ثورات الربيع، التي حاولت أن تقدم حلولا غير واقعية .

 

لندن

المصريون في بريطانيا.. حنين إلى مبارك والأمل بالسيسي

 

في البدء كانت الحكاية تونسية مخضبة بدم ما تبقى من محمد البوعزيزي، ذاك الشاب العشريني الذي أضرم النار في نفسه حياً، فأشعل شرارة بدأت قبل ثلاث سنوات من الآن ولا تزال مشتعلة. فالمحطة الأولى لتلك الشرارة، أسقطت نظام زين العابدين بن علي خلال أقل من شهر.

ثم جاءت بعدها مصر؛ لتطيح برئيس حكمها ثلاثة عقود، فحسمت أمره خلال 18 يوما فحسب، مدشنة بذلك من قلب القاهرة ما بات يُعرف بـ"انتفاضات الربيع العربي".

الآن وبينما تحل الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير في مصر، يرى الكثيرون أن الصورة في وادي النيل أكثر تعقيدا وضبابية مما كان متوقعا، فالبلاد تبدل عليها الحال في سنوات معدودات من إدارة مجلس عسكري، إلى حكم رئيس ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وصولا إلى تحول أفضى لتنصيب رئيس وحكومة مؤقتيّن لحين إجراء انتخابات جديدة. والسؤال الذي يفرض نفسه كيف يرى مصريو المهجر من المتواجدين في بريطانيا، وتحديدا في لندن، ما جرى بسبب تلك الأيام التي لا تنسى منذ شتاء 2011؟.

وهو سؤال طرحته "البيان" على عدد من أبناء الجالية المصرية المقيمين في عاصمة الضباب؛ وجاءت الردود متباينة، كتباين المراحل التي مرت على وطنهم خلال السنوات الثلاث الماضية.

فعبد الخالق أربعيني، هادئ الملامح، بادرني بالقول "دولة حسني مبارك متى ستعود؟".

وقبل أن استوضح منه الأسباب؛ عاجلني الرجل متسائلا: " ماذا يعني تأييد الرئيس المصري الأسبق للدستور المعدل" الذي جرى الاستفتاء عليه أخيرا؟ وبطبيعة الحال، كان الرجل يشير إلى أنباء تواترت قبيل الاستفتاء الذي جرى منتصف الشهر الجاري في مصر، عن تقديم مبارك طلبا للسماح له بالإدلاء بصوته، وهو ما تزامن مع تأكيد محامي الرئيس الأسبق على أنه كان سيصوت بالموافقة على مشروع الدستور.

المغترب المصري، الذي يقيم في لندن منذ أكثر من عشر سنوات، اعتبر أن ما جرى في بلاده مطلع 2011 لم يكن سوى إطاحة برأس النظام فحسب، وأعرب عن خشيته من أن الفساد لا يزال متجذرا في العديد من المؤسسات الحكومية المصرية، وروى أنه اضطر لدفع رشاوى لموظفين حكوميين في القاهرة مؤخرا، تماما كما كان الوضع قبل سقوط مبارك.

دعم مطلق

وعلى عكس عبد الخالق، الذي أسّر لي بأنه لا يؤيد جماعة الإخوان، ولا يأمن أيضا تماما جانب السلطات الحاكمة حاليا في مصر، تحدثت "عواطف" عن دعمها المطلق للجيش المصري، وثقتها الكاملة في أنه يشكل اللاعب الأكثر قدرة وفاعلية الآن على الساحة.

وتقول السيدة وهي تحكم غطاء رأسها الأنيق، إنها كانت تخشى منذ اندلعت الثورة التونسية أن ينفجر الوضع في وطنها، فمصر بتعدادها السكاني الهائل كانت أشبه بقنبلة موقوتة. وترى أن هذا الوضع المستمر إلى أمد غير منظور يجعل من الجيش بقبضته القوية، قوة قادرة ومطلوبة لتولي زمام الحكم، وتأمل في أن يؤدي ذلك لتوفير نظام الرعاية الاجتماعية الذي يحظى به العسكريون لبسطاء المصريين من الناس العاديين والمهمشين.

وبالنسبة لـ"عواطف"، التي هالتها مشاهد القمامة التي واجهتها خلال زيارة أخيرة لها إلى القاهرة، يشكل وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي خيارها الأول بعد أن خاب أملها في المجلس العسكري الذي أدار شؤون البلاد بعد سقوط مبارك، وكذلك بعد انطفاء نجم الشباب الثوري الذي ظهر خلال الفترة نفسها.

أمجد وهو مغترب في أواخر الثلاثينيات من عمره، له رأي مختلف تماما، فالشاب الذي يعمل في لندن منذ نحو سبع سنوات، يرى أن سقوط نظام حسني مبارك لم يكن ضروريا ولا حتميا، مع تحفظه في الوقت نفسه على ما كان يبدو من تحضيرات شهدتها بلاده في الأعوام القليلة السابقة لـعاصفة 2011 والتي كانت تمهد لإعداد المسرح لـ"مشروع توريث الحكم إلى جمال مبارك".

ويقول إن معدل النمو الذي تحقق في السنوات الأخيرة من عهد مبارك، كان كفيلا برفع مستوى الطبقات الأكثر فقرا خلال أعوام قليلة، وبالتالي إشعارها بجدوى ما كان يتخذ من إجراءات ويقام من مشروعات. ويعتبر النمو الاقتصادي الذي حققته مصر في السنوات الأخيرة لنظام مبارك، هو الذي مكّن البلاد من الوقوف على قدميها خلال العامين الأولين بعد سقوط نظامه.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 34185

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>