بارك الرئيس الأيسلندي أولافور راغنر غريمسون للإمارات فوزها المشرف باستضافة معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي في ظل منافسة شرسة بين الدول المرشحة لاستضافة الحدث الضخم قائلا إن قوة دبي والإمارات بشكل عام استطاعت أن تقنع العالم بأن دبي واحدة من أهم المراكز العالمية ...
والتي تربط مناطق العالم في القرن الواحد والعشرين، مشيرا إلى أن تقدم الإمارات لاستضافة إكسبو في دبي نابع من رؤية قيادتها الحكيمة والتي قادت الإمارات لتحقيق النجاحات والتميز وجعلت دبي مركزا عالميا مهما ومبهرا تتداول أخباره وسائل الإعلام يوميا دون توقف ..
مضيفا أن دبي رغم عمرها القصير من التحول من مجتمع صغير إلى مركز للتميز العالمي، مؤكدا على مكانة دبي كمركز مهم للمنطقة وجسر حيوي يربط آسيا وأفريقيا وأوروبا وباقي مناطق العالم الأخرى.
حديث الرئيس الأيسلندي جاء على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقد في فندق برج العرب في دبي، حيث شارك بالإعلان الرسمي عن افتتاح مكاتب شركة (إل أس للتجزئة) والتي تعتبر أول شركة أيسلندية على الإطلاق تؤسس تواجدا لها في أسواق الإمارات وأحد أكبر الشركات في مجال تقديم حلول التكنولوجيا في قطاع التجزئة والضيافة، وذلك على هامش مشاركته في أعمال القمة العالمية لطاقة المستقبل 2014 ..
والتي اختتمت أعمالها في أبوظبي الأسبوع الماضي. وأشار إلى أن إيسلندا تسعى للتواجد في إكسبو دبي 2020، مشيرا إلى أنهم ومن خلال خبراتهم بمعارض إكسبو سابقة سيبدؤون خلال العامين أو الثلاثة القادمة بدراسة مشاركتهم في إكسبو، وأضاف أن مشاركتهم في معرض إكسبو شنغهاي الماضي كان عبر الطاقة النظيفة وتصميم جناحهم في المعرض..
وهو ما عكس المناخ والطبيعة الخلابة في أيسلندا وأتاح لزوار الجناح أن يحظوا ببرودة الطقس الأيسلندي والاستمتاع بمناظر تدفق المياه عبر تصاميم عديدة. لذلك علينا أن نفكر بشكل مبتكر كيف يمكننا أن نشارك في إكسبو دبي 2020 فيما ينعكس نمو العلاقات بين كل من الإمارات وأيسلندا في حجم التعاون بين البلدين في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا وتقنية المعلومات وقطاعات أخرى بنينا عبرها علاقات شراكة سواء عبر دبي أو أبوظبي.
وجهة استثمارية
أكد الرئيس الأيسلندي جاذبية بلاده كوجهة للاستثمار، قائلا بأن الشركات الصناعية في العالم تنظر عن قرب لأيسلندا، فيما يعد قطاع السياحة من القطاعات الجاذبة للاستثمار في بلاده وخاصة أن السياحة تحقق نموا سنويا بنحو 15 ـ 20% فيما تتوجه العديد من شركات الطيران في العالم إلى أيسلندا. وأضاف أن قطاع الطاقة أيضا من القطاعات الواعدة في بلاده ..
وخاصة أن أيسلندا تعتمد الطاقة النظيفة، وسياسات (الصفر الكربوني) إلى جانب قطاع تكنولوجيا المعلومات والحلول التكنولوجية المتقدمة جدا والتي تتميز بتقديمها الشركات الأيسلندية، إلى جانب إدارة وتخزين البيانات والتي تتميز بها الشركات الأيسلندية.
دروس الأزمة
قال الرئيس الأيسلندي خلال المؤتمر الصحافي والذي تطرق فيه للحديث عن اقتصاد بلاده والدروس المستفادة من الأزمة المالية العالمية: "كما يعرف العالم كانت أيسلندا أول الدول المتأثرة بتداعيات أزمة عام 2008 وقد سلط الإعلام الضوء علينا في ذلك الوقت ربما لأن الناس يحبون وصف (الثلوج تذوب) في إشارة إلى اقتصاد أيسلندا ...
ولكن علينا أن نعترف بأن هناك حقيقة أساسية في هذا الوصف، فقد كانت الأزمة ثقيلة وعلمتنا دروسا قيمة وشكلت تحديا صعبا بالنسبة لنا واليوم وبعد مرور خمس سنوات على مرور الأزمة كنا الأسرع خروجا منها وبكفاءة أكثر ربما من الدول التي واجهت أزمة مماثلة لنا، بالتأكيد لا يزال هناك الكثير من التحديات وبعض المشكلات في بلادنا واقتصادنا ينمو ما بين 2-3% ..
وهو نمو جيد بالنسبة لأوروبا في حين أن البطالة بنحو 5% ومعظم القطاعات الاقتصادية في بلادنا تحسن أداؤها مقارنة بالسنوات 3-4 الماضية، وأحد تلك القطاعات هو قطاع تكنولوجيا المعلومات.
وأحد الدروس المثيرة التي تعلمناها من الأزمة المالية العالمية هي أنه عندما تهاوت بنوك أيسلندية أدركنا بأن البنوك الحديثة أصبحت مراكز للتقنية والمعلومات يعمل بها مهندسون وتقنيون، وهؤلاء كانوا يعملون في تلك البنوك لأنها كانت تقدم لهم رواتب عالية وحوافز كبيرة وبالتالي عندما انهارت بنوك كان من السهل تشغيل تلك المواهب العالية تقنيا وخلال 6 أشهر تم إعادة توظيف جميع هؤلاء عبر قطاع تكنولوجيا المعلومات وشركات التكنولوجيا العاملة فيه.
والعديد من هذه الشركات حققت نموا كبيرا في أدائها خلال السنوات الثلاث الماضية تجاوز حجم النمو الذي حققته تلك الشركات عند تأسيسها بفضل تلك المواهب التي انضمت لتلك الشركات.
صندوق النقد
تحدث الرئيس الأيسلندي عن تجربة بلاده مع صندوق النقد الدولي عندما تكبد الاقتصاد الإيسلندي الكثير من الخسائر من بينها تهاوي بنوك أيسلندية بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية قائلا "عندما اندلعت الأزمة المالية العالمية أيقنا بأنها لم تكن فقط مالية ولكن اجتماعية وسياسية وحتى تشريعية..
وكانت المؤسسات المالية تحرص على تعريفها على أنها أزمة مالية، الاقتصاد ليس هو العلاقة بين الشركات والبنوك وإنما في الأساس مجتمع من الناس وإذا لم يكونوا على قدر من الحركة والنشاط وقابلية السير فلن يستطيع أي شيء آخر تحريك الاقتصاد للأمام.
تفوق البلدان الصغيرة
قال الرئيس الإيسلندي إنه وبالنظر إلى القرن الـ21 من المثير أن نرى بأن البلدان الصغيرة المساحة مثل سنغافورة والإمارات وإيسلندا وغيرها قد نجحت في الاقتصاد العالمي ومستمرة في تحقيق النجاح والتوسع في الاقتصاد العالمي وهناك عامل مشترك في تحقيق النجاح مقارنة بفترة الثورة الصناعية في القرن الـ19 والقرن 20 القوة..
حيث كان يأتي النجاح من كون الدولة كبيرة المساحة وكانت تلك طبيعة الثورة الصناعية وهي حماية وسائل الإنتاج سواء كانت السيارات أو السفن، وكانت قيادة الدول مرادفة لقوتها في الإنتاج الصناعي ومدى امتلاكها للموارد ولكن التحول الذي خلق بفعل تكنولوجيا المعلومات من خلال التغيير في طرق الاتصال جلب قوة العقول وقوة الثقافة وقوة سرعة التواصل لخلق الشراكات.
التكنولوجيا التي ولدت المواهب والمصممين والعقول التقنية والمهندسين، فيما تكنولوجيا المعلومات قدمت لهم أداء مكنهم من التواصل عبر العالم. وبالتالي أعتقد أن الدول الصغيرة بإمكانها التواصل بصورة أفضل من المجتمعات والبلدان الكبيرة.
واستـــشهد الرئيس الأيســلندي بالتحول الكــــبير الذي شهدته الإمارات رغم كونها دولة فـــتية قائلا إنه كان قد زارها قبل 40 عاما كانت وقتها مجتمعا صغيرا، مشيدا بمـــا حقـــقته من إنجازات على كافة الأصـــعدة وتبنــيها المـمارسات الذكية التي جعـــلتها تحتل مكانة مرموقة على خارطة الاقتصاد العالمية.
منافذ بيع
تتزايد أهــــمية الإمارات كمركز عالمي للتجزئة، فطبقا لتقرير أعدته شركة سي بي ريتشارد أليس كانت الإمارات قد احتلت المركز الثاني بعد المملكة المتحدة كأكبر سوق عالمية لتجارة التجزئة لعام 2013 بفارق ضئيل للغاية، مع تنامي التـــوقعات بأن تتجاوز الإمارات المملــــكة المتحدة كأكبر سوق عالمي لتجارة التــجزئة لعام 2014.
وبناء على دراســات أجــــريت على شركات عالمية ضمــــنها 232 من أكبــــر بيوت المـــوضــــة العالمـــية أفادوا بأن أكثر من 53,8 % ( 174 تجار تجزئة) لديـــــهم حالياً منافذ بيع في دبي.
أسواق دبي والإمارات مقصد شركات التجزئة والضيافة
أكد أدالتين فالديمارسون رئيس شركة (أل أس للتجزئة) في كلمة له خلال المؤتمر الصحافي على الأهمية التي يولونها لأسواق دبي والإمارات بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام واصفا أسواقها بالواعدة قائلا بأن الشركة لديها خطط كبيرة لهذه المنطقة لتقديم حلول تكنولوجيا تجارة التجزئة والضيافة على مستوى عالمي.
وكشف نورداهل على أن أكثر من 50% من متاجر التجزئة في منطقة الشرق الأوسط تقوم بتشغيل حلول (أل أس للتجزئة). قائلا إن هناك 4 آلاف متجر في الإمارات يستخدمون حلول برمجيات الشركة من إجمالي 10 آلاف متجر يستخدم تلك الحلول في منطقة الشرق الأوسط أي أن 40% من مستخدمي حلول الشركة التكنولوجية مقرهم الإمارات، مشيرا إلى أن الشركة نجحت في خلق قاعدة عملاء لها بنحو 2500 عميل في العالم.
واعرب عن سعادته باستضافة الإمارات معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي قائلا إن قرار الشركة تأسيس مكتب لها في دبي تشغل من خلاله كافة عملياتها في منطقة الشرق الأوسط والهند، وأضاف بأن شركة (أل أس للتجزئة) متواجدة في أكثر من 50 بلدا، بأكثر من 46 ألف متجر.
وأكد فالديمارسون على أن حضور الرئيس الأيسلندي شخصيا للإطلاق الرسمي لمكتب الشركة في الإمارات وخاصة أنه يمثل أول تواجد لشركة أيسلندية في أسواق الإمارات يعكس حرص الحكومة الأيسلندية على تعزيز وتشجيع التجارة بين الإمارات وأيسلندا، متوقعا أن تحذو العديد من الشركات الإيسلندية..
هذا الحذو في تأسيس تواجد لها في أسواق الدولة وخاصة في ظل الفوز المشرف للإمارات لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي وفي ظل الفرص الاستثمارية الواعدة التي ولدت مع هذا الفوز قائلا إن فوز الإمارات باستضافة إكسبو في دبي كان عاملا مشجعا لهم في اتخاذ قرار تأسيس مكتب لهم في دبي يعمل فيه ما بين 8-10 موظفين في مجال الدعم التقني والمبيعات.
وتوقع وضاح لحام المدير الإقليمي لشركة (أل أس للتجزئة) خلال المؤتمر الصحافي أن تشهد السنوات الثلاث القادمة توسعا كبيرا في المراكز التجارية الكبرى في دبي ونموا في أعداد مراكز التسوق الجديدة في دبي بحلول 2017 والتي من شأنها أن تجذب مجموعة من الاسماء إلى السوق.
كلمة
وتوقع جيمي غالفيز مسؤول التشغيل والتسويق في شركة (مايكروسوفت) خلال كلمة ألقاها أمــــام الحضور أن يصل إجمالي مبيعات قطاع التجزئة في الإمارات إلى 150 مليار درهم (41 مليار دولار) بحلول 2015 بحسب بيزنس مــونيتور إنتلجنس. وقال إن حلول برمجيات شركة (أل أس للتجزئة) تعتمد من قبل 150 شــريكا معتمدا من شركة مايكروسفت وقال إن الإمارات أصبحت قريبة جدا في أن تصبح أكبر سوق عالمي لتجارة التــجزئة، مضيفا بأن الإمارات أصــبحت اليوم مركزا مهما في المنطقة للابتكار والتـكنولوجيا والخدمات.
وأشار غالفيز إلى أنه ولأول مرة في التاريخ أكثر من 50% من إجمالي سكان العالم سيعيشون في المدن وهذا يعني تزايد الحاجة إلى الابتكار والتكنولوجيا وحلولها فيما تقود الصناعات إلى تحقيق التمكين. ويرى غالفيز أن قطاع التجزئة يلعب دورا كبيرا في رؤية دبي 2021، مؤكدا على قدرة ورغبة شركة (أل أس للتجزئة) في المساهمة في تحقيق هذه الرؤية.