جاء خطاب حالة الاتحاد السنوي للرئيس الأميركي باراك أوباما محلياً بامتياز، وعلى الرغم من أنّه تطرّق إلى شؤون إيران وسوريا وأفغانستان والحرب ضد تنظيم القاعدة، لكنّها كلها كانت من باب الحسابات الداخلية.
فالشق الداخلي الأميركي أخذ الحيز الأكبر من الخطاب الذي ألقاه أوباما وجاء متواضعاً، في وقت يعاني فيه الرئيس من انخفاض في شعبيته، وتتعرض برامجه الداخلية وخططه لعراقيل، فهو العام الأخير عملياً، لتحقيق ما وعد والتزم به من برامج وسياسات، ومن هنا كان العنوان العريض الذي ركّز عليه أنّ 2014 هو عام العمل.
لذلك حازت هموم الشقّ المحلي على معظم كلمته الهجومية، والتي لم تنل منها ملفات السياسة الخارجية وسيرة الحروب، سوى دقائق قليلة، ومرّ مرور الكرام على عملية التسوية في الشرق الأوسط التي استطاعت أن تحظى بجملة يتيمة أكّد فيها دعم الإسرائيليين والفلسطينيين بينما غاب الملف المصري نهائياً.
وبعدما مرّ على الأزمة السورية من باب «جنيف2»، توقف قليلاً عند الملف النووي الإيراني في دلالة على أنّ هذا الملف يحتل صدارة أولوياته الخارجية، لـ«يخطف» تهديده الكونغرس باستخدام الفيتو الرئاسي ضدّ أي قانون بفرض عقوبات جديدة على إيران خلال فترة الشهور الستة المحدّدة للتفاوض، عناوين وكالات الأنباء ومحطات التلفزة خارج الولايات المتحدة، بينما في الداخل انشغل بوعود الحد الأدنى للأجور، وبالانتعاش الاقتصادي عبر تأكيد أنّ أميركا تتفوّق على الصين في «الجاذبية» الاقتصادية، وسعى لربط هذا الانتعاش بإصلاح نظام الهجرة، والذي كان أحد أعمدة برنامجه الانتخابي ولا يزال يتعثّر في أروقة الكونغرس.