أرجأت محكمة جنايات القاهرة، المُنعقدة في مقر أكاديمية الشرطة، أمس، محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي و14 من قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي، في قضية «قتل المتظاهرين»، إلى جلسة 4 فبراير الجاري، وذلك لفحص مستندات القضية، فيما ظل مرسي صامتاً على غير عادته طوال الجلسة وأدار ظهره للقضاة.
وانطلقت الجلسة بعد ساعات على وصول مرسي إلى أكاديمية الشرطة مع 14 متهماً آخرين. وتحسباً لأي أعمال شغب أو إخلال بالأمن، وضعت وزارة الداخلية المصرية خطة أمنية استثنائية لتأمين سير المحاكمة، ومواجهة مخططات جماعة الإخوان المسلمين التي تقول مصادر إعلامية مصرية إنهم يسعون للقيام بعمليات مسلحة لوقف سير المحاكمة.
استنفار أمني
وطوّق 35 تشكيل أمن مركزي و15 ألف ضابط ومجند محيط الأكاديمية. كما تضمنت خطة وزارة الداخلية نشر مروحيات ومجموعات قتالية وخبراء مفرقعات في محيط أكاديمية الشرطة والمنطقة المحيطة ابتداء من الساعة الخامسة فجراً في محاولة لإجهاض أي مخططات من قبل عناصر تنظيم الإخوان لتعطيل سير المحاكمة.
واحتشد العشرات من أنصار الرئيس المعزول وجماعة الإخوان المسلمين في محيط مقر المحاكمة ومارسوا الشغب والتخريب والحرق، كما احتشد كذلك عدد من المعارضين لحُكم الإخوان، في وقت دفعت وزارة الصحة بالعديد من سيارات الإسعاف. وكان ما يسمّى «تحالف دعم الشرعية» دعا أنصاره للتظاهر عبر البلاد لدعم «الرئيس الشرعي المنتخب».
صامت لأول مرة
وبدأت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد صبري يوسف، جلسة المحاكمة بعد إثبات حضور محمد سليم العوا محامياً عن مرسي. وظهر محمد مرسي في قفص الاتهام للمرة الأولى صامتاً، ولم يطلب الحديث من هيئة المحكمة طوال الجلسة، وأدار ظهره لها، واكتفى بأحاديث جانبية مع بعض المتهمين.
وقد بدأت المحكمة في فض أحراز القضية التي تضمنت أسطوانات مدمجة عدة، وبعرضها لم يشاهدها جميع المتهمين، حيث أداروا ظهورهم لشاشة العرض باستثناء المتهم جمال صابر الذي شاهد الفيديوهات.
وكانت محكمة جنايات القاهرة، قررت في جلستها الأخيرة يوم 8 يناير الماضي تأجيل القضية إلى جلسة 1 فبراير لحين إحضار مرسي من محبسه، بعد تلقيها خطاباً من مدير أمن القاهرة يثبت تعذر حضوره لسوء الأحوال الجوية.
المتهمون
والمتهمون في القضية إلى جانب مرسي هم القيادي الإخواني عصام العريان ونائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق أسعد شيخة، ومدير مكتب مرسي أحمد عبد العاطي ومستشاره أيمن عبدالرؤوف، وعلاء حمزة وعبد الرحمن عز وأحمد المغير، وجمال صابر ومحمد البلتاجي ووجدي غنيم، وأربعة آخرون.
تأجيل محاكمة المرشد
إلى ذلك، تم تأجيل محاكمة مرشد الإخوان محمد بديع وعدد من قيادات الجماعة في أحداث العنف وقطع طريق قليوب إلى يوم غدٍ الاثنين، وذلك بسبب تزامنها مع محاكمة مرسي وقيادات الجماعة في أحداث الاتحادية بأكاديمية الشرطة. وكان من المفترض أن تبدأ أمس محاكمة 48 متهماً من الإخوان، أولهم مرشد الجماعة محمد بديع، والقياديان محمد البلتاجي وعصام العريان، بتهمة التحريض على العنف والانضمام لجماعة إرهابية وقطع المواصلات العامة في أحداث عنف جرت في مدينة قليوب (دلتا النيل) وأسفرت عن مقتل شخصين في يوليو الفائت.
كما كان مقرراً أن تعقد جلسة المحاكمة في مقر معهد أمناء الشرطة بطرة بعد موافقة الجهات الأمنية، نظراً لصعوبة إجرائها في مجمع محاكم شبرا لوجوده داخل كتلة سكنية يصعب فيها تأمين المتهمين، إلا أن التأجيل ألغى كل شي.
خيانة
طوق حشد السيارات التي تقل المحامين المدافعين عن الرئيس المعزول محمد مرسي لدى وصولها إلى مقر محاكمته في القاهرة الجديدة أمس واتهموهم بالعمالة لدول أجنبية. وقالت متظاهرة للمحامي محمد سليم العوا «يا خاين بلدك».
تأييد حكم حظر «الإخوان» ومصادرة أمواله وممتلكاته
رفضت محكمة استئناف القاهرة للأمور المستعجلة، أمس، الاستئناف المقدم من محامي جماعة الإخوان المسلمين حامد صديق بوقف الحكم الصادر بحل الجماعة والتحفظ على أموالها وممتلكاتها، في وقت أعلن رئيس الوزراء حازم الببلاوي أنه سيجري تعديلاً وزارياً على حكومته يشمل 3 حقائب.
ورفضت محكمة استئناف القاهرة أمس طلب صديق بوقف قرار حل جماعة الإخوان المسلمين.
وكانت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، برئاسة المستشار محمد السيد، قضت في نهاية سبتمبر الماضي في الدعوى رقم 2315 لسنة 2013 مستعجل القاهرة بحظر أنشطة تنظيم الإخوان في مصر وجمعية الإخوان المسلمين، وأي مؤسسة متفرعة منها أو تابعة لها أو منشأة بأموالها أو تتلقى منها دعماً أو أي نوع من أنواع الدعم، وكذلك الجمعيات التي تتلقى التبرعات، ويكون من بين أعضائها أحد أعضاء الجماعة والجمعية أو التنظيم.
في سياق آخر، قال رئيس الوزراء حازم الببلاوي لصحيفة «المصري اليوم» إنه سيجري تعديلاً محدوداً على حكومته هذا الشهر يشمل وزير الدفاع، في أوضح إشارة إلى أن المشير عبد الفتاح السيسي الذي يشغل المنصب يستعد للترشح للرئاسة.
ونقلت الصحيفة في عددها الصادر أمس عن الببلاوي قوله «هناك ثلاث وزارات أصبح من المؤكد إجراء تعديل بها وهي الإنتاج الحربي والدفاع والتعاون الدولي». ويشير الببلاوي إلى وزارة الإنتاج الحربي التي خلت بوفاة الفريق رضا حافظ في ديسمبر الماضي.
وخلت وزارة التعاون الدولي الأسبوع الماضي باستقالة زياد بهاء الدين الذي كان يشغل أيضاً منصب نائب رئيس الوزراء. وقال الببلاوي للصحيفة إنه لن يعلن التعديل الوزاري قبل زيارة مقررة للسعودية أواخر الأسبوع الحالي.