كشفت أوساط فلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي يخطط لهدم 22500 منزل فلسطيني في مدينة القدس المحتلة، لافتة إلى أن نحو 130 ألف مقدسي أضحوا بلا مأوى نتيجة سياسات الهدم الإسرائيلية المتواصلة.. فيما يمثل العام الجاري الأعلى في وتيرة بناء المشاريع الاستيطانية منذ عشر سنوات.
وأظهرت تقارير فلسطينية أن ما لا يقل عن 130 ألف مواطن مقدسي لا يملكون منازل تؤويهم نتيجة استمرار الاحتلال في تنفيذ سياسة هدم منازل الفلسطينيين في المدينة المحتلة، في حين تفرض سلطات الاحتلال قيوداً على منحهم تراخيص لبناء مساكن جديدة.
وأشارت لجنة الدفاع عن أراضي سلوان، في تقرير لها أمس حول سياسة هدم المنازل الفلسطينية ومخطّطات تفريغ مدينة القدس من سكانها الأصليين، إلى وجود نحو 22500 منزل فلسطيني في القدس وضواحيها مصنّفة وفقاً لسلطات الاحتلال على أنها «غير قانونية» ومشمولة بقوانين الهدم، عدا عن وجود 130 ألف مواطن مقدسي بلا مأوى.
حظر بناء
وبحسب معطيات التقرير، فإن ما نسبته 52 في المئة من أراضي مدينة القدس المحتلة تشغلها 18 مستوطنة يهودية أُقيمت خلال السنوات الماضية بعد احتلال المدينة، وأن 28 في المئة من الأراضي المتبقية مصنّفة كمناطق خضراء يحظّر على الفلسطينيين البناء عليها، فهي كـ«مخزون استراتيجي لمشاريع استيطانية وتهويدية مستقبلية».
وأشار التقرير إلى أن الطرق والشوارع والمرافق العامة في المدينة المقدّسة مقامة على مساحة لا تتجاوز 10 في المائة من أراضيها، لتتبقى 125 كيلومترا مربعا، وتشكّل ما نسبته 10 في المئة من أراضي القدس وهي مخصّصة للمقدسيين وأعمال البناء والتطوير خاصّتهم، غير أن غالبية هذه الأراضي تقع ضمن التجمعات السكنية، وإجراءات الحصول على تراخيص بناء معقدة وصعبة ومكلفة.
وأضافت لجنة الدفاع عن سلوان أن الاحتلال هدم ما لا يقل عن 2019 منزلا فلسطينيًا في القدس منذ عام 1948، لتبلغ قيمة الخسائر المادية للمواطنين المقدسيين 600 مليون دولار أميركي.
استيطان متصاعد
على صعيد متصل، قال الخبير الفلسطيني في شؤون الاستيطان الباحث أحمد صب لبن، إن عام 2012 شهد ارتفاع وتيرة مشاريع البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية عامّة وفي القدس المحتلة بشكل خاص.
وأوضح صب لبن، في تقرير صحافي أمس، أن الاستيطان وصل خلال العام الجاري أعلى مستوى له خلال السنوات العشر الماضية، حيث بلغ عدد الوحدات الاستيطانية التي تمّت المصادقة على بنائها منذ بداية العام ما يزيد على 2380 وحدة.
وأشار صب لبن إلى أن وزارة الإسكان الإسرائيلية طرحت مؤخراً عطاءات جديدة لبناء 1213 وحدة استيطانية جديدة في الشطر الشرقي من مدينة القدس المحتلة، ضمن مشروع توسعة مستوطنتي بسغات زئيف وراموت، المقامتين على أراضي المواطنين الفلسطينيين شمال شرق القدس.
ورأى الباحث الفلسطيني أن أحد الأسباب الرئيسة وراء طرح العطاءات الجديدة هو قرب الانتهاء من مشروع شق شارع استيطاني يصل بين مستوطنة بيسغات زئيف ومجموعة من البؤر الاستيطانية الواقعة شمالي الضفة بشارع بيغن غربي مدينة القدس المحتلة.