بعد ثلاثة أيام فقط من تجديد ولايته، بدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما عهده الثاني بفضيحة من العيار الثقيل، صدمت واشنطن، حيث قدم مدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي اي ايه» ديفيد بترايوس استقالته على خلفية تورطه في مغامرة عاطفية خارج اطار الزواج، وهو الذي كان يوصف بـ«بطل الحرب» في العراق، في حين يلتقي أوباما الجمعة المقبل في البيت الأبيض زعماء الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس بعد أن يكون عقد أول مؤتمر صحافي منذ اعادة انتخابه يوم الاربعاء.
وقدّم بترايوس استقالته من منصبه بسبب مغامرة عاطفية خارج إطار الزواج، ما ينهي حياته المهنية الناجحة ويطفئ بريق «بطل الحرب» في العراق.
وقال بترايوس في رسالة وجهها إلى الموظفين: «بعد زواج استمر أكثر من 37 عاماً، تصرفت بسوء تقدير هائل عبر إقامتي علاقة خارج إطار الزواج»، واصفاً تصرّفه بـ«غير المقبول لا كزوج أو مسؤول في مؤسسة مثل وكالة الاستخبارات المركزية»، فيما لم يتمّ الكشف عن هوية السيدة التي أقام معها بترايوس العلاقة.
وأشار الجنرال بترايوس في رسالة بعث بها إلى العاملين في الوكالة: «توجّهت إلى البيت الأبيض وطلبت من الرئيس قبول استقالتي من منصب مدير السي آي ايه لأسباب شخصية»، حيث قبل أوباما الاستقالة، مشيداً به «كأحد أبرز الجنرالات في جيله».
وقال أوباما في بيان مكتوب: «أثق تماما في أن وكالة الاستخبارات المركزية ستواصل النجاح وتنفيذ مهمتها الأساسية، ولدي ثقة كاملة في مايكل موريل القائم بأعمال مدير الوكالة».
تحقيقات وشبهة
على الصعيد ذاته، ذكرت شبكة التلفزيون «ان بي سي» أنّ مكتب التحقيقات الفدرالي «اف بي آي» يجري تحقيقات بشأن باولا برودويل التي يشتبه أنّها حاولت الاطلاع على الرسائل الالكترونية لبترايوس التي تحوي معلومات سرّية عندما كان على رأس التحالف الدولي في أفغانستان. وتأتي استقالة بترايوس، والذي استقال من الجيش ليتولى إدارة وكالة الاستخبارات المركزية، بينما يفترض استماع لجنة الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب لإفادته في مسألة الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، إذ سيقوم موريل بتقديم الإفادة بدلاً عن المسؤول السابق.
جون برينان
وقال بروس ريدل المسؤول السابق في «سي آي ايه» والذي يعمل حاليا محلّلاً في مركز «بروكينغز اينستيتوت»، إنّ «المستشار الحالي لأوباما لمكافحة الارهاب جون برينان من الشخصيات المطروحة لتولي الإدارة العامة لوكالة الاستخبارات خلفا لبترايوس»، مضيفاً أنّ برينان الذي طرح اسمه في السابق لهذا المنصب «صاحب خبرة ويتمتع بثقة اوباما».
من جانبه، أكّد رئيس الادارة الوطنية للاستخبارات جيمس كلابر أنّ «قرار ديفيد الاستقالة يشكّل خسارة لأحد موظفينا الذين يتمتعون باحترام كبير».
حراك رئاسي
على صعيد آخر، أعلن الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني أنّ الرئيس الأميركي سيعقد مؤتمراً صحافياً الأربعاء المقبل يرد فيه على أسئلة الصحافيين، في أول مؤتمراته منذ إعادة انتخابه رئيساً لولاية ثانية.
وأكّد كارني أنّ أوباما سيلتقي الجمعة المقبل في البيت الأبيض زعماء الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس لبحث طريقة تخفيض العجز. على صعيد آخر، يتوجّه اوباما الخميس إلى نيويورك لبحث تداعيات الإعصار «ساندي» الذي ضرب شمال شرقي الولايات المتحدة قبل 11 يوما.