خرجت عشرات المسيرات في العاصمة عمّان والمدن والقرى الأردنية فيما أطلق عليها ناشطون «جمعة الغضب» أعقبت ثلاثة أيام من التظاهر المتواصل ضد قرار الحكومة برفع أسعار المحروقات. في وقت ينتظر أن تشهد الاحتجاجات تصعيدا غدا الأحد حيث أعلنت فيه العديد من النقابات وعلى رأسها نقابة المعلمين الإضراب العام. ، بينما أقرت وزارة الخارجية الأميركية بصعوبة الوضع الاقتصادي في الاردن مشيرة الى ان واشنطن «تحترم حقوق المتظاهرين، أينما كانوا، في التظاهر بشكل سلمي».
وخرجت مسيرة حاشدة من المسجد الحسيني وسط عمان بدعوة من حراكات شبابية وشعبية ، ومقاطعة جماعة الإخوان المسلمين، حيث شارك فيها أكثر من 15 ألف مواطن ، وانطلقوا باتجاه معاكس نحو الديوان الملكي لكن قوات الدرك حالت دون إكمال مسيرتهم.
ويطالب المحتجون صانع القرار في الدولة بتغيير السياسة الاقتصادية المتبعة التي تتبع أسلوب الاقتراض. لكن مطالبهم لم تتوقف عند الملف الاقتصادي بل تعدتها الى المطالب السياسية باجراء إصلاحات سياسية واسعة تفرز تشكيل حكومات منتخبة برلمانيا.
ووفق شهود عيان فقد وقعت إصابات بين صفوف المتظاهرين، لكنها لم تكن إصابات خطرة. وهتف المشاركون بهتافات ذات سقف مرتفع طالبت الملك بالتراجع عن قرار الرفع. ورفع المحتجون العديد من الشعارات منها: «لا إصلاح الا بتغيير النهج السياسي»، و«لا لرفع الأسعار نعم لمحاكمة الفاسدين»
لعبة عض الأصابع
ووصف الناشط السياسي مسيرة ملص ما يجري في الاردن انه لعبة عض الأصابع من يصبر اكثر من الأخر، مشيرا الى ان صانع القرار يظن ان الحراك سيتراجع في النهاية ، بينما يرى المحتجون انه لا عودة عن الشارع الا بعودة الحكومة عن قرار الرفع. ووصف ملص«هذه اللعبة بالخطيرة»،
الاحتجاجات في المحافظات
ولم تكن محافظات المملكة استثناء لكن العنوان الأبرز أمس في هذه التظاهرات خروج ما يطلق عليهم اسم «البلطجية»متصدين للمظاهرات المطالبة بالعودة عن رفع الأسعار. ففي المفرق شرق المملكة اعتدى موالين لمسيرة معارضة خرجت هناك، وفي مادبا غرب العاصمة عمان احرق مجهولون مقر جبهة العمل الإسلامي الواجهة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بعد أن قاطعوا مسيرة أمس، وفي الطفيلة جنوب البلاد منعت قوات الدرك المتظاهرين من الوصول الى مبنى المحافظة، وفي الجنوب أيضا حيث محافظة معان شارك الالاف بمظاهرة تطالب برحيل الحكومة. ولم يكن الحال مختلفا في الكرك جنوب المملكة الذي هتف فيها المشاركون بشعارات طالت السقوف. واتبعت الأجهزة الأمنية آليات متعددة في التعامل مع المظاهرات، ففي منطقة العشائر الساخنة لم تقع الكثير من الصدامات، لكن في منطقة مثل اربد شمالا فضت قوات الامن بالقوة وبمساعدة المسيرة التي شارك فيها آلاف المواطنين هناك. ولم تشذ محافظة الزرقاء العاصمة الاقتصادية للأردن عن المشهد، فقد خرج المحتجون هناك بالألاف في شعارات هي الأخرى لم تكن في السابق تسمع في الشوارع. لكن ما ينتظره الاردنيون هو قدوم يوم غد الأحد الذي اعلنت فيه العديد من النقابات وعلى رأسها نقابة المعلمين الإضراب العام.
300 معتقل
ونقلت وسائل إعلام موالية للحكومة أن مديرية الأمن العام بدأت بالإفراج عن موقوفين على خلفية المظاهرات والاحتجاجات، ممن لم تثبت عليهم أي تهم تتعلق بالاخلال بالأمن العام أو الاعتداء على الممتلكات العامة.وكانت السلطات الأمنية اعتقلت ما يزيد عن الـ 300 شخص للتحقيق معهم بتهم الاعتداء على المصالح العامة وعلى الممتلكات الخاصة، واضرام النار في المركبات والمصالح التجارية.
نفي تعرض سعوديين للاعتداء
وفي السياق نفى المركز الإعلامي الأمني في مديرية الأمن العام تعرض ثلاثة سعوديين للطعن تصادف وجودهم في مطعم قريب من الاحتجاجات التي جرت في المدينة. وقال إن «ما جرى مشادة كلامية بين أحد المواطنين والسعوديين الثلاثة تطورت الى مشاجرة اشترك بها عدد من أصدقاء المواطن الأردني»حيث أصيب السعوديان بجروح طفيفة
ودعت السعودية مواطنيها الموجودين في الاردن الى تجنب الأماكن التي تشهد تظاهرات واحتجاجات ولا سيما دوار الداخلية في وسط العاصمة حيث دارت مواجهات بين محتجين على رفع اسعار المحروقات وقوات الامن.
وقالت السفارة السعودية في عمّان في بيان إنها تحذر الموظفين والطلاب السعوديين في الأردن من الذهاب للميادين العامة والوقوف عند مناطق التجمعات والتظاهرات والابتعاد كليا عن منطقة العبدلي في العاصمة عمان وخصوصا دوار الداخلية وتهيب بهم عدم الذهاب للدراسة.