تعرضت أحياء عديدة في العاصمة السورية دمشق إلى قصف بالصواريخ من القوات الموالية للنظام، واشتكى السكان بأنهم لم يتمكنوا من النوم طيلة الليل بسبب الهجمة العشوائية العنيفة على العاصمة من قوات الرئيس بشار الأسد التي قصفت تظاهرة في حي بستان القصر بحلب وسقط عشرات القتلى والجرحى، فيما شهدت معظم أنحاء سوريا تظاهرات حاشدة في جمعة «دعم الائتلاف الوطني».
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون عن استمرار القصف والاشتباكات أمس على الاحياء الجنوبية في دمشق والمناطق القريبة منها في الريف. وافاد سكان في دمشق وكالة «فرانس برس» انهم لم يتمكنوا من النوم طيلة ليلة أول من أمس بسبب قوة الانفجارات التي كانت تتردد اصداؤها في العاصمة. وكانت العمليات العسكرية والمعارك في هذه المناطق اوقعت الخميس 139 قتيلا.
قصف تظاهرة
وفي محافظة حلب، قصفت قوات النظام تظاهرة في حي بستان القصر مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل. وقال ناشطون إن قذيفة سقطت على المتظاهرين الذين كانوا يهتفون للجيش الحر، وتطايرت الأشلاء في المكان بسبب قوة التفجير. كما دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات من الجيش الحر في محيط مطار النيرب العسكري الذي شن المعارضون عليه هجمات عدة خلال الاشهر الماضية من دون ان ينجحوا في التقدم نحوه. وشهدت بعض احياء مدينة حلب معارك وقصفا في ساعات الصباح الاولى، بحسب المرصد.
طرد النظام
من جهة أخرى أفادت لجان التنسيق المحلية بانسحاب القوات النظامية من حاجز العالية لتصبح بلدة رأس العين الحدودية مع تركيا «محررة بالكامل». وكانت اشتباكات عنيفة وقعت خلال الأيام الماضية للسيطرة على رأس العين (سري كانيه)، أطلقت خلالها المروحيات السورية صواريخ على البلدة بعد أيام من سيطرة مقاتلي الجيش الحر عليها.
وفي محافظة حمص، افاد المرصد عن محاولة القوات النظامية اقتحام مدينة الرستن واشتباكات عنيفة عند اطرافها الشمالية مع مقاتلي الجيش الحر الذين يتحصنون فيها، مشيرا الى خسائر في صفوف الطرفين.
وذكرت لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة السورية ان الجيش الحر تمكن من صد محاولة تقدم القوات النظامية نحو الرستن المحاصرة منذ اشهر طويلة.
تظاهرات الجمعة
إلى ذلك، خرج متظاهرون سوريون يطالبون بسقوط النظام بعد صلاة الجمعة في مسيرات وتجمعات في عدد من المناطق السورية تلبية لدعوة الناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت. ودعا هؤلاء الى التظاهر «دعما للائتلاف الوطني» الذي شكل في نهاية الاسبوع الماضي في قطر وجمع غالبية اطياف المعارضة سعيا للحصول على اعتراف دولي يعطي دفعا لمعركته من اجل اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد.
وبث ناشطون مقاطع فيديو لتظاهرات شهدتها مدن وبلدات في ادلب وحلب والحسكة ودمشق وحمص ودرعا. ورفع المتظاهرون لافتات دعم للائتلاف الوطني من دون حماسة كبيرة. ورفع ناشطون في مدينة كفرنبل لافتة تقول إنهم يدعمون الائتلاف كـ«وسيلة» لتلقي الدعم الخارجي بهدف إسقاط نظام بشار الأسد.
سوريا وغزة
رفع شبان ساروا في مقدمة تظاهرة في اليادودة في ريف درعا، لافتات كتب فيها «إلى الائتلاف الوطني، درهم لتسليح الجيش الحر خير من قنطار كلام». وفي خربة غزالة بدرعا، رفع المتظاهرون لافتة كتب فيها: «اوباما لا تخاف الشعب السوري مع الائتلاف».
وفي التظاهرة نفسها في خربة غزالة، رفع ولدان لافتة كتب فيها: «بشار (الاسد) لنتانياهو (رئيس الوزراء الاسرائيلي) انتقم لي من حماس لانني مشغول في ذبح الناس». في داعل في المحافظة نفسها، رفعت لافتة كتب عليها: «الدم السوري والفلسطيني واحد»، واخرى: «الاسد يستعين بصديق، اسرائيل، لمواجهة الجيش الحر في القنيطرة».