أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة ان ما جرى لاخواننا في غزة خاصة وفلسطين عامة مصيبة كبرى، ليس في اطفالهم فقط ،انما في كل مناحي الحياة، ووجه سموه كلامه لأبناء فلسطين، قائلا: اقول يا بني وياحفيدي في فلسطين نحن معكم، نشارككم البساط، ولو كان بايدينا لكنا معكم الان، لكن هناك وسائل بالامكان ان نعمل من خلالها، ووسائل لا نستطيع ان نعمل بها.. الان كل ما نقدر عليه، ان نشارككم هذه المصائب، ونواسيكم في احساسنا، حتى تكون لديكم الثقة، ولا يصيبكم الياس، وباننا معكم، مصيبتكم مصيبتنا، ونتمنى من كل انسان ان يرسل هذه الرسالة.. رسالة اخوة.. رسالة الدم الواحد.. رسالة الدين الواحد.. رسالة الانسانية، نحن نقف مع اطفال فلسطين، من باب الانسانية، وندعوكم ليس فقط ان نتبرع وانما ان نجعل هؤلاء الاطفال اليتامى او الذين قتلوا او جرحوا قضيتنا بان نواسيهم ونقف معهم.
جاء ذلك خلال انطلاق حملة "سلام ياصغار" التي اطلقتها قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وفي إطار الحملة الخيرية لصالح أطفال فلسطين تحت شعار «سلام يا صغار»، والتي تبنتها "مؤسسة الشارقة للإعلام" عبر برنامج "اليوم المفتوح، اعتباراً من بعد صلاة الجمعة ولغاية صلاة المغرب في مبنى المؤسسة حيث تم توفير منصة مثالية لاستضافة عدد من أبرز الضيوف والمشايخ وتلقي التبرعات من أهل الخير والعطاء، حيث وصل مجموع التبرعات في ختام الحملة الى 16 مليوناً و 172 الف درهم في مدة الحملة وهي 3 ساعات.
فئة مستهدفة
وقال صاحب السمو حاكم الشارقة خلال مداخلة سموه مع انطلاقة الحملة: "الانسان يعجز عندما يشاهد هذه المناظر، فالكلمات تتكسر على اللسان، من شدة الحزن، ومن شدة التأثر... نحن نتحدث عن فئة من هذا الشعب.. فئة مستهدفة.. هي المستقبل ..هي التي ستأتي، هي التي ستخرج بمنطق جديد.. هؤلاء الشباب.. هؤلاء الاطفال، غدا سيصبحون شبابا وسيرفعون علم فلسطين عاليا وعلينا ان نعطيهم الثقة وان نشاركهم مصابهم في هذه الايام، وان نتبرع باي شيء.
وطالب سموه كل انسان كان في دولة الامارات او في أي مكان الشعور والاحساس بهذه المصيبة وان يجعل من قضية فلسطين قضيته الخاصة، ويكون تصرفه، تصرف انسان يعي ما يراد به بعروبته او بإسلامه، وقال سموه: "كل انسان لو فكر في يومه.. ينشغل او يمرح وكان الامر لا يهمه، ولكن الامر جلل، الامر كبير، ليس في ضرب غزة وليس في ضرب البلدان العربية، فالمصيبة كبيرة، وانا ادعو كل من يستمع لي، ان يقتطع وقتا ليفكر، ما الذي يجري الان في هذا العالم العربي، ويعطي نفسه فرصة ليفكر ما يجري في غزة، وما يجري في سوريا وما يجري في مصر، وما يجري في الاردن وما يجري في لبنان، في تونس وفي ليبيا وما الذي حصل؟". وناشد سموه اخواننا في مصر وسوريا.
وقال: "ما الذي يجري، ما الذي اصابكم، المتمسك بالسلطة والرافض للسلطة، والقاتل لأخيه، ولو نشاهد ما يحدث في سوريا نلاحظ الاخ يقتل اخاه، ويخربون بيوتهم بايديهم، هل هذا من الاعمال الانسانية، وهل هذا من عمل الاسلام؟ وهل هذا من عمل العروبة؟ وهل هذا من عمل هذا الدم الذي يجري في عروقي وعروقك، لا والله، هناك الف اسلوب واسلوب، دون القتل، فان العدو ينتظر ان تتحطم قوات سوريا، ويريد ان تنهار مداخلهم واموالهم، وغير هذا يمكن استبداله، ولكن ما سيتركه هذا العمل من حقد وضغينة، وشتات.
واكد صاحب السمو حاكم الشارقة اننا الان امام مصيبة كبيرة، لنترك هذا كله، لكن هناك اطفال ابرياء لا ذنب لهم، وانا امام هذه المشاهد التي اشاهدها على التلفاز اضطر الى اقفاله لانني لا اتحمل هذه المناظر، فالان مطالبتي ليس اقول لندفع لا، ولكن ان نشارك بالاحساس.
دعم
من جانبها قالت الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي: "نحن اليوم نجدد دعوتنا لكم لنقف معا متعاونين وداعمين لابنائنا في فلسطين، لقد قدتم الكثير من الدعم المالي والإنساني في حملتنا (سلام يا صغار) عندما بدأت في عام 2007، أي منذ خمس سنوات، ويشهد الله اننا لم نفرط في اموالكم بل كانت في مكانها في دعمكم في كافة المجالات، والبرامج التعليمية، والصحية، ومشروعات التنمية المستدامة، جزاكم الله خير الجزاء لما قدمتموه، وها هو الحال كما تشاهدون وتسمعون والهجوم الشرس على غزة، والمخاطر تتجدد على أطفالنا في فلسطين في امنهم وسلامهم".
واضافت الشيخة جواهر: إن الأطفال هم اول الضحايا الذين تتفطر لهم قلوبنا ونحن نشاهد شقاءهم ومعاناتهم ولا نملك ان نقف من دون حراك انساني اخوي تجاههم، وهنا تأتي دعوة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة بتجدد حملة سلام يا صغار ومن منطلق إيمانه بضرورة الوقوف لحماية الطفولة، والطفولة اولا واخيرا، فهم المستقبل الذي سوف يحقق امالنا ولهم تمتد ايادينا وايادي كل فرد في مجتمعنا المعروف بكرمه وعطائه ومواقفه الانسانية مع ضحايا الحروب والكوارث اينما كانت، ندعوكم ان تجودوا بما تستطيعونه من اجل اطفالنا واطفالكم في غزة وفي فلسطين بوجه عام.. نسأل الله ان يحفظ بلادنا ارضا وقيادة وشعبا من كل مكروه والبلاد محبي السلام في كل مكان في العالم.
تبرع
وأشاد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس "مؤسسة الشارقة للاعلام" و"مركز الشارقة الاعلامي"، بمبادرة حرم صاحب السمو حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الاعلى لشؤون الاسرة، في دعم هذه الحملة الانسانية والخيرية لمساعدة أطفال فلسطين، مؤكداً حرصه الدائم على السير على خطى صاحب السمو حاكم الشارقة، الرامية الى نشر الخير والعطاء ومساعدة كل محتاج، لا سيما في المنطقة العربية. مضيفاً: "نناشد كل فرد في الدولة المساهمة في هذه الحملة ولو في درهم واحد لان المسؤولية تقع على كل فرد منا للحد من معاناة هؤلاء الاطفال والمساهمة في تأمين بيئة أفضل تلائم متطلباتهم واحتياجاتهم".
واكدت نورة النومان مدير عام المكتب التنفيذي للشيخة جواهر بنت محمد القاسمي ان هناك ازمة وجرائم تحاك الان ضد الطفل الفلسطيني، وهناك اعتداءات وحشية عليه، لذا قمنا بتفعيل هذه الحملة التي انطلقت في العام 2007، لان الاطفال بحاجة الى رعاية سواء هناك وقت ام لا للرعاية ولكننا نساعدهم للمستقبل في الصحة والتعليم، وليس بالاغاثة فقط، لان الاغاثة لا تتوقف ابدا، مشيرة الى ان الحملة الماضية كنا نامل في جمع 20 مليون درهم ولكن وبفضل الله جمعنا 83 مليون درهم، واملنا اليوم في جميع الناس ان تشارك في هذه الحملة الانسانية والخيرية.
نجاح
من جانبه اكد الدكتور خالد عمر المدفع مدير اذاعة وتلفزيون الشارقة ان الحملة هي استمرار لحملة قامت منذ 5 سنوات، حيث وجهت الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي إعادة إطلاقها اليوم لما يحدث لاطفالنا في فلسطين، مشيرا الى ان مؤسسة الشارقة للاعلام تبنت هذه الحملة والتي تستمر لمدة 3 ساعات، بمشاركة عدد من الضيوف.
تضامن
شارك في فعاليات الحملة عدد من الدعاة مثل الدكتور عمر عبدالكافي، والاعلاميين والمختصين في مجال الطفل، وافتتح مصرف الشارقة الاسلامي التبرعات بمبلغ 500 الف درهم، يليه جمعية الشارقة الخيرية بمبلغ مليون درهم، كما تبرع احفاد صاحب السمو حاكم الشارقة الشيوخ مريم وعلياء واحمد بن سلطان القاسمي بمبلغ مليون درهم، واكثر من مليون درهم اخرى من غرفة تجارة وصناعة الشارقة ومركز اكسبو الشارقة ونادي سيدات الشارقة، كما تبرعت الشيخة جواهر القاسمي بمبلغ مليون درهم، و3 ملايين درهم من مجموعة شركات البطحاء، بالاضافة الى عدد من مؤسسات ودوائر الشارقة المحلية.