فشلت أمس، الجبهة الوطنية للإصلاح، المعارضة في الأردن في تأمين حشد كبير لمسيرة «الانتفاضة الشعبية» التي دعت إليها، للاحتجاج على الغلاء، والمطالبة بالإصلاح في البلاد. وقدرت جهات رسمية وأخرى مستقلة أن القائمين على المسيرة لم يستطيعوا أن يحشدوا سوى ألفين إلى ثلاثة آلاف شخص. وكشف رئيس الجبهة، أحمد عبيدات، خرق المسيرة من شباب قرى نائية، وأطلقوا شعارات خرقت الخطوط الحمراء، تبرأ منها.
وتغيبت خمسة أحزاب يسارية وقومية كانت تحت مظلة الجبهة عن المسيرة، وهي كل من "حشد" والشيوعي والبعثين التقدمي والاشتراكي والحركة القومية، وردد المشاركون هتافات نادت بسقوط حكومة عبدالله النسور التي اتهموها بالخضوع لشروط صندوق النقد الدولي، بتحرير أسعار المشتقات النفطية، واضطر عبيدات في كلمة، ألقاها أمام المشاركين في المسيرة التي لم تشارك فيها قيادات إسلامية بارزة، إلى «الالتزام بما أتفق عليه» قبل انطلاق التظاهرة، وقال «ندعو إلى الإصلاح السياسي والاقتصادي، وليس إلى التخريب».
وتبرأ من شعارات تجاوزت الخطوط الحمراء، وقال إنها لا تمثل الجبهة الوطنية للإصلاح، وإن الشعار الرئيس الذي توافقت الجبهة عليه هو إصلاح النظام. وأضاف «دعوة الجبهة الوطنية للإصلاح لتنظيم المسيرة السلمية ليس بهدف استعراض القوة، ولا رغبة في المزايدة، أو الانتقاص من أي مبادرة جادة لإيجاد حلول حقيقية للأزمة المستحكمة في البلاد، بل، لأننا نحترم إرادة شعبنا، ونؤكد أنه متعطش للإصلاح، ويدين الفوضى والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة. ومن هنا، نعلن أن قانون الانتخاب الحالي فاقد للشرعية الدستورية، ونجدد رفضنا له، فقد قسّم الشعب إلى موالين وغير موالين».
واعلن عبيدات رفضه تنظيم أي انتخابات نيابية على أساس القانون الحالي الذي وصفه بالفاسد، ودعا إلى قانون انتخاب ديمقراطي عادل، يقوم على احترام حقوق المواطنة، ويفرز مجلس نواب يمثل حقيقة الشعب الأردني، ويتصدى للفساد والفاسدين الذين خانوا الأمانة، وخذلوا الشعب، وفرطوا بالوطن وموارده، وطالب بمحاربة الفساد، لأنه «السبب الرئيسي لفشل التنمية وإفلاس الدولة وتغول الفاسدين وحرمان المواطنين من كل فرص التقدم، ومصادرة حقهم في العيش الكريم».
ومن أبرز الهتافات التي اطلقها المشاركون، وخرقت السقف المعقول في المسيرة: «ارحل ارحل يا نسور قبل ما الشعب يثور»، ورفع المشاركون يافطات تطالب بالإفراج عن المعتقلين
وكانت مديرية الأمن العام قد أغلقت حركة السير في الطرق المؤدية إلى المسيرة، إجراءً وقائياً في سياق الحفاظ على سلامة المشاركين فيها.