في خطوة انتظرها ملايين الفلسطينيين لعقود طويلة، اعترفت الأمم المتحدة رسميا الليلة قبل الماضية بفلسطين كدولة بصفة مراقب في منظومتها الدولية، دون المساس بحقوق منظمة التحرير الفلسطينية المكتسبة وامتيازاتها ودورها في الأمم المتحدة بصفتها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني ووفقا للقرارات والممارسة الدولية ذات الصلة، فيما اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرار الأمم المتحدة بأنه «انتصار للسلام والحرية».
وجاء هذا الاعتراف التاريخي بدولة فلسطين بالأمم المتحدة خلال جلسة التصويت على قرار فلسطيني الليلة قبل الماضية في الجمعية العمومية، عملت على تبنيه قبل التصويت قرابة 71 دولة من بينها دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث حصل القرار على تأييد 138 دولة، في حين رفضته تسع دول، فيما امتنعت عن التصويت عليه 41 دولة أغلبها أوروبية.
مكاسب
ويؤكد هذا القرار عدم جواز الاستيلاء على أراضي الشعوب عن طريق القوة وعلى حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال في دولته فلسطين على أرضيه الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967.
ويقرر منح فلسطين مركز دولة مراقبة غير عضو في الأمم المتحدة دون مساس بحقوق منظمة التحرير الفلسطينية المكتسبة وامتيازاتها ودورها في الأمم المتحدة بصفتها ممثل الشعب الفلسطيني وفقاً للقرارات والممارسة ذات الصلة.
ويعرب القرار عن أمل الأمم المتحدة في أن يستجيب مجلس الأمن للطلب الذي قدمته دولة فلسطين في 23 سبتمبر 2011 من أجل الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وأعلن عزم الجمعية العمومية المساهمة في إحقاق حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، والتوصل إلى تسوية سلمية في الشرق الأوسط تنهي الاحتلال الذي بدأ العام 1967 وتحقق رؤية الدولتين، المتمثلة في دولة فلسطين المتمتعة بالاستقلال والسيادة والديمقراطية ومقومات البقاء والمتاخمة لدولة إسرائيل والتي تعيش جنبا إلى جنب معها، على أساس حدود ما قبل 1967.
استئناف المفاوضات
وأعرب القرار عن الحاجة الماسة إلى استئناف المفاوضات وتسريع وتيرتها في إطار عملية السلام في الشرق الأوسط، استنادا إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومرجعيات مؤتمر مدريد، بما فيها مبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية وخريطة الطريق التي وضعتها المجموعة الرباعية.
مواصلة الدعم
وحضّ القرار جميع الدول والوكالات المتخصصة ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة على مواصلة دعم الشعب الفلسطيني ومساعدته على نيل حقه في تقرير المصير والاستقلال والحرية في أقرب وقت ويطلب من الأمين العام أن يتخذ التدابير الضرورية لتنفيذ هذا القرار، وأن يقدم إلى الجمعية العمومية تقريرا عن التقدم المحرز في هذا الصدد في غضون ثلاثة أشهر من تاريخ الأمس.
أراضي 67
وجدد القرار في ديباجته اعتراف الأمم المتحدة بوضع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس الشرقية على أنها تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي، وأن للشعب الفلسطيني وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة الحق في تقرير مصيره والسيادة على أرضه.
اسم فلسطين
كما أشار الى قرار الأمم المتحدة الصادر عام 1988 والمعترف بإعلان دولة فلسطين الصادر عن المجلس الوطني الفلسطيني في 15 نوفمبر 1988 وقررت أن يستعمل اسم فلسطين بدلاً من تسمية منظمة التحرير الفلسطينية، دون المساس بمركز المراقب لمنظمة التحرير الفلسطينية.
انتصار للسلام
من جانبه، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن قرار الأمم المتحدة «انتصار للسلام».
وقال عباس في بيان تهنئة للشعب الفلسطيني بالقرار هو «انتصار للسلام والحرية والشرعية الدولية».
وشكر عباس الشعوب العربية والإسلامية «الذين وقفوا دائما مع نصرة القضية الفلسطينية»، كما شكر «أحرار العالم الذين صوتوا لصالح الشعب الفلسطيني».
وتعهد عباس بـ«استمرار الكفاح الوطني حتى رفع علم فلسطين على مآذن وكنائس القدس الشرقية». وكان الرئيس الفلسطيني ألقى كلمة قبل التصويت صفق لها أعضاء وفود الدول الحاضر بقوة.
ترحيب فلسطيني
الرئاسة: الاحتلال هُزم
أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن الاحتلال الإسرائيلي قد «هزم وأن دولة فلسطين قد انتصرت». وقال «اليوم هزم الاحتلال الإسرائيلي وانتصرت دولة فلسطين وشعب فلسطين».
فياض: خطوة إضافية
قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ان اليوم الذي رفعت فيه مكانة فلسطين الى دولة بصفة مراقب يعتبر «انتصار لشعبنا». وتمنى ان «تكون هذه الخطوة اضافية على درب الوصول لتحصيل كافة حقوق شعبنا المشروعة».
المالكي: انتصار للحق
أعرب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي عن سعادته، داعياً إسرائيل إلى إعادة حساباتها والالتزام بالقانون الدولي. وقال «هذا تأكيد على ان دول العالم، أخيراً، انتصرت للحق الفلسطيني».
هنية: إنجاز سياسي
أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية تأييد أي إنجاز سياسي للشعب على طريق انتزاع الدولة. وقال هنية إن التأييد يقوم على «قاعدة عدم الاعتراف بالمحتل أو التفريط بثوابتنا الاستراتيجية وحقوقنا الثابتة وفي مقدمتها حق العودة».
«الشعبية»: تحقيق للعدالة
اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القرار الجمعية بأنه «انتصار وتحقيق لعدالة قضيتنا وحقوقنا وصمود شعبنا».