فيما تسلم الرئيس المصري محمد مرسي أمس مسودة الدستور الجديد الذي اعدته وصادقت عليه الجمعية التأسيسية، كشف مصدر أمني اعتزام أنصار حركة الإخوان المسلمين المبيت أمام مبنى المحكمة الدستورية العليا لمنع أعضائها من الدخول اليوم الأحد للفصل في الدعوى الخاصة ببطلان الجمعية التأسيسية للدستور وحل مجلس الشورى، في حين استبق آلاف المتظاهرين تلك التطورات بالخروج في مسيرات تأييد لقرارت مرسي، الذي اشتبك مؤيدوه مع معارضيه في مدينة الاسكندرية.
وتسلم مرسي امس مسودة الدستور الجديد الذي جرت المصادقة عليه من قبل الجمعية التأسيسية في قاعة المؤتمرات بمحلس الشورى، حيث جرى تأجيل اللقاء بين أعضاء الجمعية ومرسي عدة مرات دون تحديد أسباب التأجيل، بعدما كانت الجمعية صادقت على الدستور بجميع مواده في جلسة ماراثونية لـ19 ساعة.
وأتى ذلك في وقت كشفت مصادر أمنية مطلعة أن أنصار جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة ينوون التوجه ناحية مقر المحكمة الدستورية العليا من أجل منع أعضائها من الدخول اليوم الأحد للفصل في الدعوى الخاصة ببطلان الجمعية التأسيسية للدستور وحل مجلس الشورى.
وأوضحت المصادر أن مقر المحكمة الدستورية سوف يشهد وجوداً أمنياً مكثفاً تحسباً لأي أعمال من شأنها التعدي على أعضاء المحكمة الدستورية العليا. وشهدت دار القضاء العالي ومحيط مكتب النائب العام تواجداً أمنياً مكثفا، في حين صدرت تعليمات للموظفين بالانصراف مبكرا.
التيار الإسلامي
وفي هذه الاجواء وتحت شعار «الشرعية والشريعة»، تظاهر آلاف الإسلاميين مساندة لمرسي وللتأكيد على موافقتهم على الإعلان الدستوري الأخير في محيط جامعة القاهرة، استلهامًا لروح «النهضة» التي يتخذها الرئيس المصري عنوانًا لمشروعه، عقب أن عدلت القوى الإسلامية عن رغبتها في التظاهر بميدان التحرير وفق ما كان مقررًا منذ أيام قليلة، تحاشيًا لحدوث أي اشتباكات مع القوى المدنية المعتصمة بالميدان.
وشارك في التظاهرات مختلف القوى والفصائل الإسلامية تقريبًا بقيادة حزب الحرية والعدالة وحزب النور السلفي وحزب الإصلاح والتنمية (ذراع الجماعة الإسلامية السياسية) وغيرها من الفصائل الشبابية والثورية الأخرى التي تنتمي جميعها للتيار الإسلامي، الذين أعلنوا جميعهم تأييدهم لقرارات مُرسي وإعلانه الدستوري الأخير.
مسيرات واشتباكات
وانطلقت جملة من المسيرات، وخاصة في أعقاب صلاة الظهر من مختلف الميادين المصرية للمشاركة في فعاليات تظاهرات الإسلاميين، وأبرزها مسيرة مسجد عمرو بن العاص، ومسيرة مسجد النور بالعباسية، ومسيرة مسجد الفتح، فضلا عن مسيرات أخرى من مصر الجديدة ومدينة نصر، ليعج ميدان النهضة بالمتظاهرين الإسلاميين الذين أتوا من كل حدب وصوب.
وتزامنًا مع تظاهرات الإسلاميين بالقاهرة، استمر اعتصام عدد من القوى المدنية بميدان التحرير للمطالبة بإلغاء الإعلان الدستوري وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع مشروع الدستور، في وقت شهد عدد من محافظات مصر تظاهرات داعمة للإسلاميين، ولقرارات مُرسي، والدستور الجديد الذي تم الانتهاء من صياغته أخيرًا.
وفي الإسكندرية، شهدت ساحة مسجد القائد إبراهيم اشتباكات بين مؤيدي الرئيس المصري ومعارضيه، حيث تجمعت أعداد كبيرة من مؤيدي الإعلان الدستوري من المنتمين إلى التيارات الإسلامية. وأدى تجمع أعداد كبيرة من القوى الوطنية المعارضة للإعلان الدستوري والمطالبة بوقف الاستفتاء على الدستور، إلى الاشتباك بين المعارضين والمؤيدين في البداية بتبادل الهتافات المضادة وانتهى بقذف الحجارة والاشتباك بالأيدي، ليتمكن الإسلاميون من طرد معارضي مرسي من ساحة مسجد القائد إبراهيم.
مبادرات الحل
كشفت مصادر سياسية أن القوى والتيارات المصرية تناقش بجدية مجموعة مبادرات طرحتها شخصيات وطنية للخروج من أزمة الإعلان الدستوري وقرارات مرسي الأخيرة.
وقالت المصادر ان من أبرز المبادرات التي جرت وتجري مناقشتها بصورة مكثفة هي مبادرة زعيم حزب غد الثورة أيمن نور التي تتضمن: «إصدار إعلان دستوري جديد، وعدم قبول مسودة الدستور، وعودة التأسيسية لاستئناف أعمالها لتنقيح وتجويد المسودة الحالية، وعودة الأعضاء المجمدين والمنسحبين»