أكدت شركات مقاولات وتشطيبات ومكاتب هندسية ومقاولون أمس أن قطاع البناء والتشييد السكني في أبوظبي سيشهد انتعاشة قوية أوائل مارس المقبل مع بدء تنفيذ أكثر من 4 آلاف فيلا بقيمة تزيد عن 8 مليارات درهم تمولها هيئة قروض إسكان المواطنين في أبوظبي. وشددوا في تصريحات لـ"البيان" أمس على هامش أعمال الدورة الثانية لمعرض أبوظبي لهندسة وتصاميم الفلل السكنية الحديثة الذي افتتحه الشيخ محمد بن خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان في فندق رويال مريديان تحت شعار "شكرا خليفة أحببت لنا الخير وجئنا نرد الجميل" على أن حجم أعمال قطاع البناء والتشييد السكني نما بنسبة 50% خلال الربع الرابع من العام الجاري مقارنة بالربع الجاري من العام الماضي.وأكد المهندس طه الراوي رئيس المعرض أن الهدف من المعرض هو مساعدة المواطنين الذين حصلوا على قروض سكنية من هيئة قروض إسكان المواطنين لتعريفهم مشيرا إلى اهتمام القيادة الرشيدة لإمارة أبوظبي بتوفير السكن الملائم للمواطنين بما يحقق الاهداف العليا المتمثلة في توفير الظروف الملائمة لتنشئة أفراد المجتمع في بيئة أسرية سليمة عبر تخصيص آلاف القطع من الاراضي السكنية للمواطنين لغرض تشييد المساكن المناسبة لهم وبما يحقق الاستقرار الاسري والحياة الكريمة.
ولفت الراوي إلى أن حرص حكومة أبوظبي على توفير السكن الملائم للمواطنين سيسهم بصورة قوية في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني من خلال تنمية المشاريع الكبيرة والمتعددة والتي تحتاج الى دور القطاع الخاص في انجازها.
واوضح ان المعرض يقام بصورة دورية في أبوظبي والعين مؤكدا على أن المعرض شهد حضورا واسعا في دورته السابقة من قبل المواطنين عموما والمواطنين الحاصلين على القرض السكني والذي تم تخصيصه لهم من قبل حكومة أبوظبي.
اتفاقيات مع المكاتب
وأكد المهندس أثير طه المدير العام لشركة الأداء الذكي للمقاولات العامة على أن إمارة أبوظبي على وشك البدء بتنفيذ أكثر من 4 آلاف فيلا خلال مارس المقبل بتكلفة تزيد عن 8 مليارات درهم مشيرا إلى أن غالبية المواطنين الذي حصلوا على قروض الإسكان أواخر يوليو الماضي شرعوا في اتفاقيات مع مكاتب هندسية واستشارية لاختيار التصاميم كما أن غالبيتهم تقدم للجهات المعنية في أبوظبي للحصول على تراخيص البناء والسلامة والجودة ومن المقرر أن تنتهي إجراءات البناء خلال فترة تتراوح بين 3 و4 أشهر ليبدأ التنفيذ الفعلي أوائل مارس المقبل.
وقال: عقود بناء الفيلات السكنية الجديدة ستسهم في انتعاش سوق البناء السكني وبصفة خاصة شركات التشطيبات والمصاعد والرخام والتصميم الداخلي، حيث ستجد هذه الشركات فرص عمل ممتازة وبأرباح جيدة.
ونوه إلى أن سوق البناء والتشييد السكني في أبوظبي نما بنسبة لا تقل عن 50% مقارنة بالعام الماضي لافتا إلى أن العام الماضي لم يشهد حركة بناء قوية كتلك الحركة الجديدة التي ستشهدها أبوظبي قريبا.
وأكد وجود منافسة قوية بين شركات المقاولات والمكاتب الهندسية للفوز ببناء أكبر عدد من الفيلات السكنية مشيرا إلى أنه سيتم ترسية المناقصات قريبا على أفضل العروض. وأشار إلى أن نسبة كبيرة من المواطنين تطلب حاليا بناء فيلات بتكلفة تزيد عن قيمة القرض وهي مليونا درهم لافتا إلى رغبة مواطنين في بناء فيلاتهم بتكلفة تصل إلى 14 مليون درهم وغالبيتهم بين 5 ملايين و7 ملايين درهم على أن يتحملوا بقية المبلغ من ميزانيتهم الخاصة.
وأوضح أن العام الجاري يشهد بناء فيلات القروض التي تم إقرارها في عام 2011 لافتا إلى أن عدد هذه الفيلات لا يتجاوز أكثر من ألف فيلا مشيرا إلى أن العديد من المواطنين فضلوا تأجيل البناء إلى أن تتحسن أسعار مواد البناء وهو ما تم خلال الشهور القليلة الماضية.
جدوى القرار
وأوضح إبراهيم حسن محمد مدير مكتب الرؤية للاستشارات الهندسية أن مكتبه افتتح مقرا له في أبوظبي مشيرا إلى جدوى قرار المكتب حيث إن سوق البناء في أبوظبي حاليا مثالي جدا وتتواجد فيه آلاف الفرص عكس أسواق إمارات أخرى. وقال: كثير من المكاتب الاستشارية والهندسية نقلت مقارها الرئيسية أو افتتحت مكاتب جديدة لها في أبوظبي والعين.
وأشار إلى وجود منافسة قوية بين شركات المقاولات والمكاتب الهندسية للفوز بأكبر عدد من الفيلات موضحا أن السوق في أبوظبي يشهد حاليا "ظاهرة حرق الأسعار" حيث أدت المنافسة الشرسة إلى تقديم الشركات والمكاتب لعروض مجزية ومنخفضة الأمر الذي أدى إلى تخفيض تكلفة بناء القدم المربعة لتصل إلى 240 درهما بينما في إمارات أخرى تتجاوز 260 درهما.
ونوه إلى أن انتعاش السوق في أبوظبي يرجع أيضا لآلاف الفيلات السكنية التي يشرف عليها مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني في أبوظبي والعين والمنطقة الغربية وأبرزها مشروع الفلاح السكني ومشروع وطني الذي تطوره شركة صروح وغيره وبلا شك فإن هذه المشاريع الكبيرة تخلق فرص عمل للكثير من شركات التشطيبات والديكور المنزلي والمصاعد والأبواب وغيرها.
وقال: السوق ينتعش بقوة ودفع بالكثير من المكاتب الهندسية إلى تقديم عروض مجزية منها العرض الذي قدمه مكتبنا بتصميم المجلس والغرفة الرئيسية في كل فيلا مجانا وهو ما يخفض قيمة أتعابنا بنحو 20% وذلك من أجل الفوز بمشاريع عديدة ونحن متفائلون كثيرا بسوق أبوظبي.
ونوه وليد قاسم مدير المبيعات وتطوير الاعمال في شركة بال إلى أهمية المعرض موضحا أن فكرة اقامة هذا المعرض بصفة دورية سنويا تهدف إلى جمع نخبة من الشركات الاستشارية والشركات المتخصصة في مجال البناء مع المواطنين لتنفيذ مشاريعهم، كما أن المعرض فرصة لتوفير الوقت والجهد على المواطنين الذين يبحثون عن العروض الجيدة موضحا ان نسبة المكاتب الاستشارية في تنفيذ مشاريع الاسكان تبلغ 2% ولكن سيجد المواطنون من خلال هذا المعرض عروضا افضل لتقليل هذه النسبة.
وأوضح أن عام 2012 شهد انتعاشة ملحوظة للقطاع العقاري وبصفة عامة مكاتب الاستشارات الهندسية في أبوظبي خصوصا لو أخذنا في الاعتبار أن تمويل قروض المواطنين كان متوقفا لعدة سنوات.
عطايا الإسكان
لفت مدير مكتب الرؤية للاستشارات الهندسية إلى أن حرص حكومة أبوظبي على إعطاء قضايا الاسكان الأهمية الكبرى لا يستهدف فقط توفير السكن للمواطنين بل يسهم في تنشيط الاقتصاد الوطني من خلال تنمية المشاريع الكبيرة والتي ستحتاج بالتأكيد الى دور القطاع الخاص في انجازها اضافة الى التركيز على معايير الاستدامة التي تتبناها امارة ابوظبي. وأشار إلى أن المعرض يتميز بعرض تصاميم فريدة ومتنوعة من تصاميم الفيلات مشددا على أن الأولوية في التصاميم تكون للمواطن. وقال: هناك نقاشات مستفيضة بين المواطنين الراغبين في البناء والمهندسين الاستشاريين لاختيار أفضل التصاميم.
ويشارك في المعرض أكثر من 20 شركة من شركات المقاولات العامة المتخصصة في بناء الفلل ومكاتب استشارية وهندسية إضافة الى مجموعة متنوعة من شركات مواد البناء المختلفة والديكور والأثاث والتصميم والمصاعد وتنسيق الحدائق والرخام والحجر الطبيعي، حيث تعرض على مدار 3 أيام أحدث تصاميمها، كما تقدم هذه الشركات عروضا وتسهيلات عديدة تمكن المواطنين من اختيار التصاميم الملائمة التي يطمحون اليها واستخدامها في تعمير منازلهم.