غصت مدن مصر بالتظاهرات ضد الرئيس محمد مرسي في مليونية «الكارت الأحمر» التي دعت لها القوى المعارضة، إذ خرج مئات الآلاف في مختلف المحافظات أبرزها في القاهرة والإسكندرية، ما أسقط عدداً من الجرحى في اشتباكات مؤيدي ومعارضي مرسي في مدينة كفرالشيخ الساحلية شمالي العاصمة،
وفيما أحرق المتظاهرون مقر جماعة الإخوان المسلمين في المقطّم الليلة قبل الماضية، شهد مقر الجماعة في الفيوم اشتباكات عنيفة. في السياق، عزّزت قوى الأمن انتشارها حول مبنى «مدينة الإنتاج الإعلامي» تحسّباً لمحاولة اقتحامها من قبل إسلاميين.
وأشهر مئات آلاف المصريين «الكارت الأحمر» في وجه الرئيس محمّد مرسي خلال تظاهرات قُدّر المشاركون فيها بمئات الآلاف حول القصر الرئاسي وميدان التحرير، مطالبين بإسقاط النظام، إذ ردّدوا شعارات «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«ثورتنا ثورة شعبية.. مش بدقن وجلابية»، و«يسقط تجار الدين»، و«يسقط يسقط حُكم المرشد»، ولا «إعلان لا دستور، النظام كله يغور».
وشهدت التظاهرات مشاركة مختلف الأحزاب والقوى المدنية في تلك التظاهرات، على رأسها أحزاب الدستور بقيادة محمد البرادعي، والمصري الاجتماعي برئاسة محمد أبوالغار، والتيار الشعبي بقيادة حمدين صباحي، والمؤتمر بقيادة عمرو موسى، وغيرها من الأحزاب والقوى الثورية والشبابية مثل حركة شباب 6 إبريل والجمعية الوطنية للتغيير وغيرهما.
وتدفّق سيل المتظاهرين من مختلف مساجد القاهرة إلى ميدان التحرير ومنها إلى القصر الرئاسي، إذ كانت أبرز المسيرات مسيرة من مسجد الفتح برمسيس وأخرى من مسجد النور بالعباسية، ومسيرة من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، وأخرى انطلقت من مسجد الاستقامة بالجيزة، فضلا عن المسيرة التي تضم سكان منطقتي مصر الجديدة ومدينة نصر، التي انطلقت من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر وأخرى من مسجد السيدة زينب عبرت ميدان التحرير إلى قصر الاتحادية.
وقال الناشط في ميدان التحرير مينا ثابت والبالغ من العمر 24 عاماً: «الحشود تطالب بشيء واحد هو إسقاط النظام، خرجنا منذ أسبوعين وطالبنا بسحب الإعلان الدستوري وأمام عناد الرئيس لن نقبل الآن سوى إسقاطه».
ومن بين الجموع المحتشدة خرج الطالب الجامعي رفعت محمد قائلاً: «كان السبب في خروج الناس اليوم خطاب الرئيس مرسي، كنا ننتظر أن يخرج الرئيس بما يهدئ الشارع ولكنه ظلّ في عناده غير مستمع لمطالب المحتشدين في ميدان التحرير منذ أسبوعين».
توالي مسيرات
على الصعيد ذاته، شارك الآلاف من معارضي مرسي في تظاهرات ومسيرات احتجاج بمدينة الإسكندرية الساحلية رددوا خلالها هتافات: «الشعب يريد إعدام الرئيس»، و«يا بلدنا ثوري ثوري مش عايزين إعلان دستوري».
فيما شارك متظاهرون معارضون للإعلان الدستوري في مسيرات بمدينة دمياط الساحلية مرددين هتافات ضد مرسي وجماعة الإخوان.
سقوط جرحى
وفيما تلتهب الأجواء في معظم المدن المصرية، سقط عدد كبير من المتظاهرين في اشتباكات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه في مدينة كفرالشيخ الساحلية شمالي القاهرة، إذ أكّد مصدر محلي أنّ عدداً غير معلوم من المتظاهرين أصيبوا نتيجة الرشق بالحجارة والاشتباكات بالأيدي في ميدان النبوي المهندس وحول مسجد الاستاد، لافتاً إلى أنّ عدداً كبيراً من المعارضين لجماعة الإخوان المسلمين احتشدوا أمام مبنى المحافظة وأمام استراحة المحافظ سعد الحسيني، مطالبين إيّاه بالرحيل عن منصبه.
في سياق متصل، حاصر مئات من المعارضين للجماعة المقر الرئيسي لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بمدينة طنطا بشارع البحر الرئيسي محاولين اقتحامه، غير أنهم تراجعوا بعد مناشدات من الأهالي.
كما طاف المتظاهرون مناطق السوق والجامعة وشارع سعيد، حيث تجمّع عدد كبير منهم أمام منزل القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الشيخ سيد عسكر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب المصري المنحل، وحطموا لافتة تحمل اسمه وصورته.
على الصعيد ذاته، نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان قولهم: إنّ الاشتباكات دارت أمام مقر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين ومقر الجماعة القريب، مؤكّدين أنّ «حالة من الذعر سادت المدينة».
تعزيز حراسة
وتحسّباً لمحاولة اقتحامها من قبل إسلاميين مؤيدين لمرسي، عزّز الأمن المصري مساء أمس من وجوده حول مبنى «مدينة الإنتاج الإعلامي» جنوبي القاهرة.
وقال أحد العاملين بمدينة الإنتاج الإعلامي لوكالة «يونايتد برس انترناشونال»، إنّ «عناصر الأمن نشرت آليات خفيفة ومئات من الجنود مساء أمس حول مبنى مدينة الإنتاج الإعلامي بضاحية 6 أكتوبر، خشية اقتحامها من جانب مئات المتشدِّدين المنتمين لتيار الإسلام السياسي»، مضيفاً أنّ «العاملين والموظفين بالقنوات الفضائية داخل المدينة يقومون بحراسة مقار القنوات للدفاع عنها في حال ما اقتحم المتشددون المدينة».
إحراق مقار
وفي مشهد آخر لسيناريو الاحتجاجات، أضرم متظاهرون معارضون لمرسي الليلة قبل الماضية المقر الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين في منطقة المقطّم بالقاهرة، فيما وقعت اشتباكات عنيفة أمام مقر الجماعة بمحافظة الفيوم.
واحتشد بضعة آلاف من المعارضين ليل الخميس – الجمعة حول المقر الرئيسي بمنطقة المقطّم بالقاهرة، حيث دارت اشتباكات عنيفة بينهم وبين عدد كبير من شباب الجماعة، قبل أن يتمكن المعارضون من اقتحام المقر وإضرام النار فيه. كما وقعت اشتباكات عنيفة أمام مقر الجماعة بمحافظة الفيوم المصرية، بعد منتصف الليلة الماضية بين منتمين لتيار الإسلام السياسي ومعارضين لمرسي والجماعة.
إدانة استهداف
أعربت نقابة الصحافيين عن القلق والانزعاج الشديدين مما أسمته «الاستهداف الممنهج» من جانب مؤيدي مرسي للصحافيين أثناء مواجهات الاربعاء الدامية، منددة بما قالت: إنّها «محاولة اغتيال» تعرض لها صحافي موجود في العناية المركزة، في محاولة لمنع وصول الحقيقة إلى الرأي العام، على حد قولها.
وأضافت النقابة في بيان لها أنّ «الانتهاكات التي وقعت ضد عدد من الصحافيين خلال اليومين الماضيين ترقى في توصيفها لمستوى جرائم ضد الإنسانية».
وتابع البيان أنّ ذروة ما أسمتها الأحداث الفاجعة تمثّلت في محاولة اغتيال الزميل الحسيني أبوضيف الصحافي بجريدة الفجر بعد استهدافه عن عمد واطلاق خرطوش على رأسه من مسافة مترين، في تمام الثانية والنصف فجر الخميس الماضي، ما أحدث كسراً في جمجمته وإنّه يعيش صراعاً مع الموت بالمستشفى.
وصرح أمين عام النقابة كارم محمود، أنّ عدداً من أعضاء مجلس النقابة تقدموا ببلاغ لقسم شرطة الوايلي وببلاغ آخر للنائب العام صباح، مطالبين بفتح تحقيق فوري.