لم تؤت خطوة الرئيس المصري محمّد مرسي ثمارها ولم تطفئ نيران الاحتجاجات المستعرة في معارضة لم تجد في استبدال الاعلان الدستوري الرئاسي بأعلان جديد سوى مراوغة و«تنازلات واهية»، فيما أتت اللطمة الثانية في وجه الإعلان الجديد من «اتحاد شباب الثورة» بوصفه حوار مرسي وممثلي بعض القوة بــ «العائلي»، قبل تسديد حركة «أقباط من أجل مصر» آخر اللكمات للإعلان بتأكيدها بأنّه يحمل عبارات «تقلّل من شأن مصر»، مطالباً بعزل مرسي وتكوين مجلس رئاسي بقيادة حمدين صبّاحي.
وفشل الإعلان الدستوري الجديد الذي أصدره مرسي والإبقاء على الاستفتاء على الدستور في موعده، في وقف سيل غضب القوى المدنية، إذ وصفت قوى المعارضة من قوى ثورية ومدنية قرارات مرسي الأخيرة بـ «المراوغة» والتحايل عبر ما أسمته تقديم «تنازلات واهية». واعتبر الناشطون السياسيون أنّ «تعديلات مرسي واهية ومحاولة تحايل على المعارضة عبر ايهامها باستجابته لمطالبهم، وإثمار الحوار الوطني الذي عقده من بعض القوى، لافتين إلى أنّ ما يثبت عدم سلامة نية مؤسسة الرئاسة إصرارها على إجراء استفتاء الدستور في موعده».
ووصف الناشط السياسي جورج إسحق الإعلان الدستوري الجديد بـ «النسخة المُجمّلة» للإعلان القديم، مشيراً إلى أنّ حوار مؤسسة الرئاسة مع بعض القوى والشخصيات لم يأت بجديد، لاسيّما مع إصرارها على تجاهل اعتراضات القوى المدنية على الدستور الجديد.
حوار «عائلي»
وفي سيل ردود الأفعال الرافضة، انتقد اتحاد شباب الثورة أمس اللقاء بين الرئيس مرسي وممثلي بعض القوى السياسية في البلاد، ووصفه بــ «العائلي»، لافتاً إلى أنّ حوار مرسي وبعض القوى عائلي، ولم يكن حواراً حقيقياً لعدم تمثيل القوى الثورية والمعارضة المنتشرة في الشارع والرافضة للإعلان الدستوري. وقال الاتحاد في بيان أصدره مساء أمس، إنّ نتائج الحوار الذي جرى أول من أمس ينطبق عليها المثل القائل: «تمخض الجبل فولد فأراً»، مشيراً إلى أنّه «حوار عائلي» لم يأتِ بجديد، قدر ما أثبت أنّ المتحذلقين القانونيين والدستوريين المحيطين بالرئيس هم من وضع البلاد على حافة الهاوية، ويتحملون مع مرسي الدماء التي اريقت، مشدّداً على ضرورة «إقصائهم عن دوائر صنع القرار وتقديمهم للمحاكمة».
ولفت البيان إلى أنّ مرسي لم يدع إلى حوار حقيقي وجاد بل طرح حواراً مغلفاً بتهديد وفرض أجندة من جانبه فقط دون النظر إلى مطالب القوى الثورية والمعارضة الموجودة في الشارع والمعتصمة في ميدان التحرير وأمام القصر الرئاسي، محذِّراً من أنّ ما أسماه «تصلّب الرئيس في قراراته الخاطئة وعدم رجوعه عنها»، سيؤدي إلى عواقب وخيمة.
عزل رئيس
في السياق، شدّدت حركة «أقباط من أجل مصر» في بيان لها على ضرورة عزل مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، واصفة إياهم بـ «أعداء الوطن والمصريين»، وذلك بعد الإعلان الدستوري الجديد واحتجاجاً على نتائج اجتماع القوى الوطنية مع مرسي.
وأكّد هاني الجزيري رئيس الحركة أمس، أنّ «الدستور يحتوي على عبارات تقلّل من شأن مصر»، رافضاً أن يكون لأحد مهما كان «تغيير حدود مصر»، مطالباً في الوقت ذاته بكف المعارضة عن اعتبار الإخوان فصيلاً سياسيًّا، مردفاً القول: «لا تعاطف مع الخونة». وطالب البيان جبهة الإنقاذ بالإسراع في إصدار بيان بعزل مرسي وتكوين مجلس رئاسي بقيادة حمدين صبّاحي، بجانب وجود شخصية عسكرية.
خيام إسلاميين
في الأثناء، نصب مئات المعتصمين من السلفيين خياماً حول مدينة الإنتاج الإعلامي جنوب القاهرة أمس لاستكمال اعتصام مفتوح بدؤوه قبل يومين من أجل ما يسمونه «تطهير الإعلام». وتتزايد أعداد الخيام أمام البوابتين 4 و2 بمدينة الإنتاج الإعلامي بضاحية 6 أكتوبر، فيما أقام آلاف من المعتصمين السلفيين منصة للخطابة ضمن فعاليات اعتصام مفتوح بدؤوه قبل يومين للمطالبة بتطهير الإعلام من الفساد.
تحليق مقاتلات
خرقت عدة مقاتلات حربية حاجز الصوت فوق سماء القاهرة على ارتفاع منخفض ظهر أمس، في أعقاب دعوات أطلقها الجيش المصري حض فيها أطراف المعادلة السياسية التوصّل إلى توافق عبر الحوار، وتجنيب البلاد ما أسماه «النفق المظلم». وكانت طائرات حربية اخترقت حاجز الصوت فوق القاهرة ومحافظات مصرية اخرى في نهاية أكتوبر الماضي، الأمر الذي عزاه الناطق باسم إلى إجراءات لاختبار قدرة وسائل الانذار وقوات الدفاع الجوي على تأمين المجال الجوي.
إضراب مترو
طالب مجهولون أمس بوقف تشغيل مترو الأنفاق بالقاهرة وفقاً لإضراب عام تسعى التيارات المدنية إلى تنفيذه رفضاً لإعلان دستوري جديد أصدره مرسي. وقالت مصادر تعمل بجهاز مترو الأنفاق، إنّ «عدداً من الشباب طالبوا من إدارة الجهاز في محطتي «الشهداء» و«السادات» المركزيتين وقف تشغيل المترو في القاهرة الكبرى، تنفيذاً لمطالب القوى السياسية المدنية ببدء إضراب عام احتجاجاً على إصدار مرسي لإعلان دستوري جديد أمس وعدم إلغاء الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد». وأوضحت المصادر أنّ الشباب يحاولون إقناع إدارة جهاز تشغيل مترو الأنفاق بالمشاركة في إضراب عام في البلاد كنوع من الضغط على الإدارة السياسية في البلاد.