أعلن سعيد محمد الطاير عضو مجلس الإدارة المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي عن إنشاء مركز أبحاث للطاقة المتجددة ضمن مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، تابع للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أيرينا) والذي يبدأ بناؤه في الربع الثالث من عام 2013، بالإضافة إلى التعاون مع وكالة (أيرينا) في عرض المجمع في المحافل والتجمعات والمؤتمرات الدولية الخاصة بالطاقة المتجددة والتي تشرف عليها الوكالة لتعريف العالم بتقدم دولة الإمارات في مجال الطاقة المتجددة والشمسية ونقل تجربة دبي في توليد الطاقة الشمسية إلى دول العالم أجمع.
جاء ذلك عقب توقيع هيئة كهرباء ومياه دبي مذكرة تفاهم مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أيرينا)، وذلك انسجاماً مع رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الهادفة إلى تعزيز التنمية المستدامة في إمارة دبي، وانطلاقاً من رؤية الهيئة لتصبح مؤسسة مستدامة على مستوى عالمي وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة ودعم وتطوير السياسات والأطر التنظيمية المتعلقة بالطاقة المتجددة عن طريق مشاريع متعددة تصل تكلفة المشروع الواحد منها إلى 3 مليارات درهم.
ووقع الاتفاقية كل من سعيد محمد الطاير عن الهيئة وعدنان أمين مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة بحضور حشد من المدراء والمسؤولين من الدوائر والهيئات الحكومية في دبي.
وقال الطاير: "تهدف هذه المذكرة إلى توفير ووضع إطار عمل وتيسير سبل التعاون بين الهيئة والوكالة، مع دعم وتعزيز عملية الاستخدام والاستفادة من الطاقة المتجددة ودعم عمليات تطوير وتطبيق السياسات اللازمة والأطر التنظيمية من خلال الأنشطة التي تخدم صالح الطرفين، كما تتطرق إلى دعم الجهود الرامية إلى تطوير وتطبيق سياسات واستراتيجيات الطاقة الملائمة للإسراع في عملية الاستفادة من الطاقة المتجددة وتبادل أفضل الخبرات والتجارب."
خطة متكاملة
وأشار الطاير إلى أن خطة دبي المتكاملة للطاقة 2030 والتي وضعها المجلس الأعلى للطاقة في دبي تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة لتكون 71 % للغاز و12 % للطاقة النووية و12 % للفحم النظيف و5 % للطاقة الشمسية مع تخفيض استهلاك الطاقة العامة بنسبة 30 % بحلول عام 2030، موضحاً إلى أن بناء مستقبل أخضر مستدام أصبح مسؤولية الجميع وهو الأمر الذي تعمل معه الهيئة على تبادل أفضل الخبرات والتجارب والممارسات في مجال الطاقة المتجددة مع الجهات المرموقة في هذا الشأن، حيث تأتي الوكالة الدولية للطاقة المتجددة كشريك استراتيجي للهيئة في هذا المجال، ساعين لتحقيق رؤية الإمارات 2021 لأن تصبح الدولة واحدة من أفضل دول العالم المتمتعة بأعلى مستويات المعيشة في ظل بيئة مستدامة.
وأضاف الطاير إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي تعمل على تطوير خطتها الاستراتيجية عن طريق المشاريع الجاري تنفيذها في مقر الهيئة، والتي تعد جميعاً صديقة للبيئة ومبان خضراء، كما أشار إلى أن ميزانية كل مشروع تختلف عن الأخرى، فقد تصل إلى 3 مليارات درهم، مما يجعل مشروع الطاقة ذا أهمية وتميز لدولة الإمارات العربية المتحدة.
كما أشار إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي بصدد افتتاح المبنى الأخضر الأول من نوعه في الشرق الأوسط والذي حاز على تصنيف "بلاتيني" في فئته من المنظمات العالمية المتخصصة خلال الشهور القليلة القادمة.
تنويع مصادر الطاقة
ومن جانبه، قال عدنان أمين: "يعد توقيع هذه المذكرة خطوة هامة من أجل تنويع مصادر الطاقة في إمارة دبي حيث تهدف إلى وضع إطار عمل مناسب وفعال للسياسات والنظم التي تنظم هذا التوجه الهام، كما يعد التوجه الاستراتيجي نحو الاستفادة من الطاقة المتجددة في هذه المنطقة الهامة من العالم، والتي تتمتع بوفرة في مصادر النفط والغاز، علامة قوية وواضحة على التزام الدولة بتحقيق مستقبل مستدام تصبح فيه الطاقة المتجددة خياراً ملائماً من الناحية الاقتصادية والبيئية." وأضاف: هذه هي أول وكالة عالمية بمقر رئيسي في الشرق الأوسط، ولا يعد هذا بالغريب على الإمارات حيث أنها تسعى دائماً إلى الصدارة في تطوير مستوى المعيشة بشتى الطرق والحفاظ على كوكب الأرض.
وصرح أمين لـ "البيان" قائلاً: لقد زرت مفاوضة تغير المناخ العالمي في الدوحة مؤخراً وبانت لي أهمية الطاقة المتجددة حيث أن تكنولوجيا الطاقة المستدامة تطورت بشكل ملحوظ في السنين القليلة الماضية ومع انخفاض الأسعار بسرعة هائلة، أصبح هذا النوع من الطاقة هو الأكثر فعالية من حيث التكلفة ومن غير إعانات، خاصة في أنحاء العالم التي تحظى بالرياح والشمس الساطعة وفي المناطق التي لا تصلها شبكات الكهرباء.
وأضاف أمين: لاحظ المستثمرون انتشار الطاقة المستدامة، ففي عام 2011 بلغ الاستثمار في الطاقة المتجددة 257 دولاراً، ما يعادل ستة أضعاف الاستثمار في المجال نفسه في 2004 وضعف المبلغ في 2007.
تلبية احتياجات
قال عدنان أمين أن أبوظبي تهدف إلى تلبية 7% من احتياجاتها للطاقة المتجددة في 2020، وأنهت بناء مركز أبحاث للطاقة المستجدة على مستوى عالمي، بالإضافة إلى تأسيسها لمشروع الطاقة الشمسية المركزة عن طريق برنامج السقف الشمسي الممتد.
وأشار إلى أن إمارة دبي تبدي قيادتها الخاصة في هذا المجال حيث أنها من خلال استراتيجية الطاقة المتكاملة 2030 تعزم على تخصيص 1% من محفظة الطاقة للطاقة الشمسية في 2020، ومضاعفتها إلى 5% في 2030، كما أنها استثمرت ثلاثة مليارات دولار في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بسعة 1 جيجاوات وسيكون عاملاً في 2030.
ونوه أمين إلى أن دبي أبدت التزاماً لتطبيق الأنظمة الصحيحة وتحقيق رؤيتها بالتعاون مع أيرينا، حيث أن الوكالة ستوفر التوجيهات في نظم الطاقة المتجددة لجذب المستثمرين وموفري التكنولوجيا والخبراء في مجالات الطاقة المتجددة والمستدامة.