استمراراً للحالة الأمنية المتوترة في مدينة بنغازي، لقي أربعة حتفهم وأصيب 16 بجروح في اشتباكات جرت أمام مديرية الأمن بين عناصر أمنية وميليشيا مسلحة تلت احتجاجاً لليبيين أمام المقر، في وقت أعلن البيت الابيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل نتائج التحقيق المستقل في الهجوم على القنصيلة الأميركية في المدينة، التي خلصت إلى لوم الخارجية الأميركية.
وقالت مصادر أمنية ليبية أمس: إن أربعة اشخاص قتلوا في اشتباك بين قوات الأمن ومتظاهرين مسلحين خارج مركز شرطة في مدينة بنغازي بشرق ليبيا الليلة قبل الماضية، مضيفة القول: إن اثنين من رجال القوات الخاصة ورجل ميليشيا إسلامية ومدنياً قتلوا في الاشتباك.
وقال مسؤولو مستشفى: إن نحو 16 شخصاً أصيبوا في العنف بينهم رجلا شرطة أصيبا إصابة خطرة، فضلا عن ثمانية مدنيين، فيما أفيد أن من بين المصابين قائد القوات الخاصة في بنغازي العقيد صلاح بوحليقة. وأوضحت مصادر أن هذه الحصيلة جاءت إثر وقفة احتجاجية سلمية في البداية من قبل جموع من المواطنين الليبيين الذين كانوا يطالبون بالإفراج على موقوفين لدى قسم البحث الجنائي، غير أن مجموعة مسلّحة اقتحمت المكان وبدأت في إطلاق النار على رجال الأمن.
وأشارت إلى أن رجال الأمن تبادلوا إطلاق النار مع تلك المجموعة بعد مشادة كلامية بين المحتجين والعقيد بوحليقة، قبل أن يتطوّر الأمر إلى شجار واعتداء على العقيد.
وقالت المصادر: إن رئاسة أركان الجيش اضطرت إلى تكليف قواتها بالقيام بالمهام الأمنية في المدينة عقب تلك الاشتباكات، والتي تأتي ضمن سلسلة أحداث أمنية شهدتها بنغازي على مدى الأشهر الماضية.
قبول التحقيق
إلى ذلك، أكد الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يقبل ما جاء في التقرير عن التحقيق المستقل بهجوم بنغازي، الذي أسفر عن مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير كريس ستيفنز، وإدارته «تعتمد كل التوصيات الواردة فيه». وقال كارني للصحافيين: إن أوباما «يقبل التقرير، وهو يرى أن معديه قدموا خدمة كبيرة لأميركا وإدارته ووزارة الخارجية تتبنى كل ما ورد فيه من توصيات، وقد تم العمل بموجب بعض التوصيات حتى قبل إصدار التقرير».
وأضاف أن «ما حصل في بنغازي مأساة وقد خسرنا أرواح أربعة أميركيين، ولدينا واجب تجاههم وتجاه عائلاتهم وتجاه كل الأميركيين الذين يخدمون في الخارج لنعلم ما حصل بالضبط، ونتعلم من الأخطاء لتفادي تكرار ذلك، وهذا هو الهدف من التحقيق المستقل». وشدد كارني على أن الأولوية بالنسبة لأوباما هي «سلامة الأميركيين الذين يخدمون في الخارج». وانتقد التحقيق المستقل في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي بشدة وزارة الخارجية الأميركية على نقص الجهاز الأمني والاعتماد على ميليشيات محلية في حماية المكان.
كيري يدعو
دعا السيناتور الأميركي جون كيري، والمرشح لتولي حقيبة الخارجية، الكونغرس، إلى بذل المزيد من الجهد من أجل تمويل الأمن في البعثات الدبلوماسية بعد الهجوم المميت على القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية العام الجاري. وقال كيري خلال جلسة استماع تنظر في تقرير مستقل بشأن الهجوم الذي وقع يوم الحادي عشر من سبتمبر الماضي وقتل فيه السفير الأميركي: «من الواضح أنه تم ارتكاب أخطاء». وأشار إلى «إخفاقات» في النظر إلى الصورة بأكملها من جانب المسؤولين الذين ركزوا على تهديدات فردية وكذلك مسؤولية الكونغرس في عدم توفير تمويلات كافية.