شهدت أسعار الأسماك الطازجة والمستوردة والمثلجة ارتفاعات قياسية ومصطنعة في أسواق الساحل الشرقي، وارتفعت إلى أعلى معدلاتها لتصل إلى مستويات غير مسبوقة بعد إجازة عيد الفطر المبارك، لتصل إلى أكثر من 150 %، في ظل ارتفاع في الطلب ونقص ملحوظ في المعروض من محصول الأسماك، والمحلية الطازجة بصفة خاصة، إذ وصل الصافي آنذاك، والذي تجاوز سعره 70 درهماً للكيلوغرام للثلاجة، إلى جانب الأنواع الأخرى من الأسماك، حيث وصل سعر (من القبقوب) إلى 100 درهماً بعدما كان سعره 50 درهماً للمنين منه.
حيث أكد باعة السمك أن المعروض من الأسماك في الأسواق شهد انخفاضاً ملحوظاً خلال الشهور الماضية، إلا أنه عاد وارتفع مع الاستعدادات لشهر رمضان الكريم لتزايد الطلب عليه من قبل الأفراد والجهات العامة والمطاعم والفنادق، ليعود وينخفض نوعاً ما، ويستقر على تلك الأسعار، إلا أنه عاد وارتفع هذه الفترة التي لا تتجاوز الأسبوعين، مشيرين إلى أن الزبائن لا يجدون ما يشترونه في ظل ارتفاع كبير في الأسعار، خاصة لسمك الهامور الذي تجاوز سعره 500 درهم للحجم الكبير، وبالتالي فإن المؤشرات الحالية لا توحي بتوقف موجة الارتفاعات الحالية.
تتجه للاستقرار
ومن جانبه، أوضح سليمان الخديم رئيس لجنة شؤون الصيد والصيادين المشتركة في المنطقة الشرقية ورئيس جمعية الصيادين بدبا الفجيرة، أن أسعار الأسماك في المنطقة تتجه إلى الاستقرار النسبي، في ظل تحسن الأجواء المناخية وارتفاع معدلات الصيد، بفعل عودة الجزء الأكبر بمعدل 80 % من القوارب والطراريد لممارسة صيد الأسماك مجدداً، خصوصاً أن المدة الفاصلة لانتهاء الموسم لا تتجاوز 15 يوماً. بالإضافة إلى استمرار تدفق الواردات من الأسماك بشكل يومي، وكلها عوامل رئيسة في عودة الاستقرار لأسعار الأسماك التي سجلت في الأيام الماضية ارتفاعات كبيرة (كما تم وصفها).
وأكد الخديم أن أسعار السمك ستبقى مرتفعة نوعاً ما، على اعتبار أن استمرار لفحات فصل الصيف الحار وما يرافقه من أجواء متغيرة، وأيضاً مناسبتي شهر رمضان وعيد الفطر، تسببت في قلة كميات الصيد. كما أن الأسماك آنذاك اتجهت إلى قاع البحر، التي تكون فيه المياه أكثر برودة من الشواطئ، ونحن الآن دخلنا موسماً وفصلاً جديداً، وننتظر أن تتحسن الأجواء، لنتأكد من أن الأسباب طبيعية، وليست نقصاً في المخزون السمكي.
وأشار إلى أن أسعار السمك تتأثر بعوامل عدة، منها مواسم الصيد، والأحوال الجوية، التي تؤثر في كمية الصيد، وأيضاً أنواع ووسائل الصيد، والتي بدورها تؤثر في كمية الأنواع التي يجلبها الصيادون للسوق. مشيراً إلى عدم إمكانية تحديد سعر ثابت للسمك بسبب اختلاف العوامل، لذلك تشهد الأسعار ارتفاعاً وانخفاضاً بين اليوم والآخر. مضيفاً أن النقص واضح في الأسماك، من حيث نوع وحجم وكمية الأسماك في السوق، ما رفع الأسعار إلى نحو 100 %.
تخوف وترقب
وفي جولة ميدانية لـ «البيان» أمس في سوق السمك بالفجيرة، لاحظت ازدياد الإقبال من المستهلكين على الأسماك، وارتفاع الطلب عليها خلال الأيام القليلة الماضية، ما جعل أسعار الأسماك بمختلف أنواعها، خاصة المحلية منها، تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار. حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد من «سمك الشعري» 55 -60 درهماً، بينما لم يكن سعره يصل إلى 30 إلى 35 درهماً. فيما وصل سعر الكيلوغرام الواحد من «الكنعد» 65 70 درهماً للكيلوغرام الواحد، بينما لم يكن سعره يتراوح ما بين 40 إلى 50 درهماً.
فرق لضبط الأسعار
ناشد المستهلكون بضرورة وجود فرق ضبط الأسعار التابعة للجهات المعنية بشكل دائم في سوق السمك لحماية المستهلكين من الارتفاعات القياسية وغير المبررة. حيث، ولأول مرة ربما وبتاريخ أسواق الأسماك المحلية، يتخطى سعر المن من الأسماك حاجز الـ 1000 درهم، وهو سعر قياسي، وتخوف المستهلكون من استمرار ارتفاع الأسعار إلى حتى ما بعد عيد الفطر ووصول الأسعار إلى مستويات قياسية.