رأت سكينة السادات، شقيقة الرئيس المصري الراحل أنور السادات، أن النظام الراهن في مصر لا يهتم كثيراً بالمصريين وإنما بـ«الأخونة»، مشيرة إلى أن وزارتين كاملتين تم «أخونتهما»، وأن جماعة الإخوان لم تحقق شيئاً.
واعتبرت سكينة السادات في حوار مع «البيان» الخلاف بين جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين بأنه «مسلسل»، منتقدة دعوة الرئاسة إسلاميين متورطين في مقتل السادات إلى الحوار، واصفة المشهد القائم في مصر بأنه «زمن العجائب» نظراً لما تمر به بلادها من تقلبات وأحداث متسارعة وشديدة التناقض.
وفي ما يلي تفاصيل الحوار بين «البيان» وشقيقة السادات:
تعددت الروايات إزاء اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.. تعليقك؟
الأمر لم يتضح حتى الآن، ولكن ما هو معروف أن شقيقي الرئيس الراحل أنور السادات «مات غدراً برصاص الجماعات الإسلامية».
شعورك عندما رأيت الجماعة الإسلامية تحتفل بنصر أكتوبر؟
الإهانة جديرة للقاتل الذي قتل قائد نصر أكتوبر الذي حقق لمصر الاستقرار والأمن والأمان ورفع رؤوس المصريين عالياً، وحقق للشعب المصري مطالبه وأهدافه، ومات في سبيل مصر بعدما حقق النصر لهذا البلد العظيم.. «نحن الآن نعيش في عصر الضلال»، كيف يتم الاحتفال بقتلة ومجرمين ودعوتهم إلى الاحتفال بالنصر والسماح لهم بتأسيس أحزاب سياسية ودعوتهم لمقر الاتحادية هو «الضلال بعينه».. كيف يضع المسؤولون أيديهم في أيدي قتلة ومعترفين بجريمتهم؟!.. صحيح أن هذا القاتل نال عقوبته، ولكن هذه العقوبة لن تسقط أبداً. إنه كان أحد المشتركين في اغتيال الرئيس السادات، وهذا في رأيي أول خطأ ارتكبه الرئيس محمد مرسي بعد توليه الحكم.
هل تتوقعين أن يأتي رئيس لمصر يتمتع بكاريزما عبدالناصر وعقل السادات؟
لا أعتقد ذلك؛ لأن ما تمنيته لم يتحقق.. ولكني ليس كما يظن البعض أحمل كراهية لمرسي، بالعكس، فأنا لا أكرهه، ولكنني أكره أن يراعي فقط جماعته وعشيرته ويهمل باقي الشعب.
رحيل مرسي
لكن بصراحة هل تتمنين رحيل مرسي من الحكم؟
بصراحة شديدة نحن لم نقم بالثورة من أجل أن يأتي الإخوان وينفردوا بالحكم، ولكن حدث أن مرسي أتى بالصندوق، ونحن لم ننزعج من هذا، وعلقنا عليه آمالًا كبيرة لم يتحقق منها أي شيء، ومن ثم ثار الشعب عليه من جديد، وهذا من حقهم، ويكفي التقارير الأخيرة التي أخافت المصريين والتي تشير إلى أن مصر ستشهد ثورات جياع خلال الشهور المقبلة، ومن ثم فمن حق الشعب أن يغضب ويقلق.
وما الحل إزاء تمسك الرئيس بمدته؟
لو أن الإخوان المسلمين أكرموا المصريين لما ثار عليهم ولكنهم لم يكرموه ولم يحققوا أياً من أهداف الثورة، وأنا لست ضد مرسي فهو رجل طيب ولكن انتماءه بهذا الشكل الكبير لمكتب الإرشاد يغضب الشعب.. إن كل رؤساء الجمهوريات لم يكن لديهم خبرة بالحكم ولكنهم استعانوا بالخبراء والمتخصصين في كل المجالات من أجل أن تدار البلد بشكل جيد وسليم، فما المانع من أن يستعين مرسي بالخبراء وأصحاب الخبرة من أجل أن تنهض مصر من جديد.
هل تؤيدين تغيير حكومة هشام قنديل؟
لا أؤيد هذا المطلب لأن «أحمد مثل الحاج أحمد»، وهذا مثل يعني أن هذه الوزارة مثل الوزارة التي تليها، وفي رأيي تغيير الوزارة في هذا الوقت غير مستحب، لأن ما سيأتي لا يفرق كثيراً عن هذا، فهم أيضا سينتمون لمرسي وسيكون ولاؤهم له.
هل أصبحت الثورة تأتي بنتائج عكسية؟
نعم أتفق مع هذا إلى حد كبير، فالإخوان المسلمون يسعون للانفراد المطلق بالسلطة، وهذا هو المزعج في الأمر، خاصة أنهم يقولون إن عددهم في مصر تقريباً خمسة ملايين وعدد إجمالي المصريين 90 مليوناً، ولكني سأفترض جدلاً أنهم يمثلون ثلث المصريين، وهذا طبعا غير صحيح، فكان يجب أن تكون سلطتهم في حدود الثلث، ولكن ما حدث أنهم يريدون الانفراد بها بمعزل عن جموع المصريين.
نكران الأخونة
لكنهم ينكرون أن هناك خطة تنفذ «للأخونة»؟
هم ينكرون كما يشاءون، ولكن الوثائق لا تكذب، فلدينا كشوف وأسماء لمن تم تعيينهم في الدولة وجميعهم ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، وهذه الجماعة تريد تحويل مصر إلى ولاية إسلامية، وهذا أمر واضح جدا، كما أن هناك وزارتين تمت أخونتهما بالكامل.
هل معنى كلامك أن الإخوان لا يعملون لمصلحة مصر؟
بالتأكيد.. الشعب ليس في اهتمامات هذا النظام، وأهدافهم السياسية هي التي تحركهم، وليس مصالح الشعب.
كيف يؤثر انتماء رئيس دولة لحزب بعينه؟
كل الرؤساء ينتمون لأحزاب سياسية، فالرئيس أوباما ينتمي للديمقراطيين، والرئيس بوش كان منتميًا للجمهوريين، ولكن لم يتدخل أي حزب في الحكم، ولم يقيدوهم بنسبة مئة في المئة كما يقيد مكتب الإرشاد مرسي ويضطره ويضغط عليه لتغيير قراراته وأقواله بهذا الشكل المؤسف.
حوار مرسي
حوار مرسي الأخير أثار جدلا، كيف يقول إن كلام الشارع والمعارضة ليس أوامر.. ألا تتنافى هذه العبارة مع عبارة «أنا خادم هذا الشعب» التي قالها سابقا؟
بلى، تتنافى تماما.. وهو من قال أيضاً «إذا أخطأت فقوموني». وقال «لو هتف الشعب ضدي ارحل» سأرحل. وها هو الشعب يهتف ضده منذ ثلاثة شهور، فأنا فقط أذكره بحديثه الذي قاله للشعب وقت وصوله للحكم.
بم تصفين المشهد اليوم؟
«زمن العجائب» هو أدق وصف لما نعيشه الآن، فنحن لم نتخيل قط ما يحدث، فكل شيء أصبح يمثل أزمة، وهناك مشكلة في كل شيء، وبدأنا نسمع عن جرائم لم نسمع عنها من قبل، فكيف لا نسميه «زمن العجائب».
أزمة ومخرج
ما سبيل الخروج من الأزمة الراهنة؟
الإخوان لم يفهموا طبيعة المصريين، والثورة أخطأت من البداية؛ لأنها لم تكن مدروسة، فهي أسقطت النظام ولم تحدد بعد ذلك أولوياتها أو خطواتها، ومن ثم فالثورة تدفع فاتورة هذا التصرف الآن، والأحداث الأخيرة أصابت الشعب بالاكتئاب، وأقول اكتئاب قومي؛ لأن كافة أطياف الشعب تعاني منه.. فلم يقم الشباب بالثورة ولم يسقط هذا الكم من الضحايا ليكون في النهاية نصيب الفرد ثلاثة أرغفة من الخبز، مع أن السجون تطعم المساجين سبعة أرغفة في اليوم!!.
ليس الخبز فقط، أيضا تحديد نسبة السولار، وخفض الأجور، وغيرها من القرارات التي لا تثير سوى الدهشة.. فهل هذا دليل على الفشل؟
ألا تعتقدين بأن جماعة الإخوان خسرت شعبيتها بشكل كبير؟
أنا لا أثق في هذا المشهد، وانشقاق الجماعة السلفية عن الإخوان «مسلسل»، لأنهم سيلتحمون من جديد عند اللزوم، والدليل على هذا أن السلفيين أكدوا اشتراكهم في الانتخابات المقبلة.
علاقات
قالت شقيقة الرئيس الراحل أنور السادات إن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، كان أقرب إنسان إلى قلب السادات.
وأردفت القول: «إن السادات قال إنه لن ينسى أفضال الشيخ زايد عليه وقت الحرب».
واستبعدت سكينة السادات أن يأتي رئيسا لمصر بكاريزما الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وشعبية الرئيس الراحل أنور السادات.
وقالت: «لا أعتقد ذلك؛ لأن ما تمنيته لم يتحقق.. ولكني ليس كما يظن البعض أحمل كراهية لمرسي، بالعكس، فأنا لا أكرهه، ولكنني أكره أن يراعي فقط جماعته وعشيرته ويهمل باقي الشعب».