شنت القوات الموالية للنظام السوري أمس غارات جوية على مناطق عديدة في ريف دمشق وألقت قنابل عنقودية على مدينة داريّا، فيما تواصلت الاشتباكات في مدينة راس العين بين مسلحين أكراد وكتائب تابعة للجيش الحر إضافة إلى جبهة النصرة. ودخلت على الخط دعوات مدنية من مثقفين وناشطين لإيقاف «الحرب العبثية» وانسحاب كافة المسلحين من المدينة من الطرفين.
وقال ناشطون ولجان حقوقية إن نحو 50 شخصاً قتلوا في عمليات عسكرية نفذتها قوات نظام الرئيس بشار الأسد في عدة مدن ومناطق، غالبيتهم في دمشق وريفها. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن الطيران الحربي للنظام أغار على الزبداني وبيت سحم بريف دمشق، وعلى حي جوبر بالعاصمة دمشق بينما واصلت دبابات النظام قصف مدينة داريا في ريف دمشق بالصواريخ. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن قنابل عنقودية سقطت على مبنى مكون من ثلاثة طوابق في داريا يعج بالسكان مما أدى إلى انهياره بالكامل على رؤوس ساكنيه أغلبهم من النساء والأطفال. ولا تزال عملية انتشال الجثث مستمرة في ظل انعدام مواد الإسعاف.
في غضون ذلك ذكرت شبكة شام أن اشتباكات عنيفة اندلعت عند مفرق بلدة حيش بريف إدلب إثر استهداف الجيش السوري الحر أحد أرتال قوات النظام الحاكم. وأضافت أن الجيش الحر تكمن من تدمير دبابة بينما سمع دوي انفجارات في المنطقة.
اشتباكات راس العين
وفي راس العين الواقعة في محافظة الحسكة، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين كتائب إسلامية تابعة للجيش الحر إضافة إلى جبهة النصرة، وأكراد مسلحين من حزب الاتحاد الديمقراطي الموالي لحزب العمال الكردستاني. وساد التعتيم على مجريات المعارك عدا تقارير غير موثوقة يتحدث فيها كل طرف عن قتل وأسر أعداد كبيرة من الطرف الآخر.
في هذا السياق، أصدر مثقفون وفنانون وناشطون بياناً بشأن الاشتباكات التي تشهدها مدينة راس العين طالبوا فيها بانسحاب كافة القوى العسكرية من داخل المدينة، مؤكدين أن ما يجري هي معركة عبثية لا يستفيد منها إلا النظام. وذكر البيان أن أطرافاً كثيرة لا يرضيها الوئام الاجتماعي والوفاق السياسي البيني، اللذان يسودان علاقة اطياف الشعب السوري مع بعضها البعض، وتريد فتح معركة جانبية لا يستفيد منها إلا النظام. وطالب الموقعون بعدم تحويل "الاختلافات السياسية الثانوية في المدينة إلى ركيزة لتصارع مفتوح بينهم، قد يهدد بجر البنية الأهلية في المنطقة إلى صدام غير حميد"، مؤكدين أن جوهر الحل يكمن في انسحاب كافة القوى العسكرية من داخل المدينة، وإعادة الهدوء إليها، وتشكيل مجلس محلي من أبناء المدينة لإدارتها، وأن يشرف هذا المجلس على مجموعة مسلحة بالحد الأدنى لحفظ الأمن داخل المدينة.
ودعا الموقعون على البيان قوى المعارضة السورية الرئيسية، إلى القيام بدورها وواجبها الوطني، والدخول في مداولات مباشرة، لحفظ الوفاق الوطني، ولو بفرض توافقات وهدنة طويلة على جميع الأطراف. وأضاف البيان: «نعتبر أن الطرف الذي يريد أن يفرض أجندته وحساسيته المجتمعية والسياسية الخاصة على أبناء المدينة، هو من يتحمل وزر ما يجري». معتبراً أن ما يجري في رأس العين، معركة عبثية لا تخدم مصالح الشعب السوري وتطلعاته الديمقراطية». ومن بين الموقعين، فارس الحلو، لقمان ديركي، حلا عمران، وائل سواح، سعد لوستان، لويز عبد الكريم، شورش ميرو، ماجد كيالي، رستم محمود، ومنهل باريش.
تأثيرات الأزمة
اعتبر تقرير للأمم المتحدة يعني بالتوقعات الاقتصادية العالمية لعام 2013 الأزمة السورية بأنها تشكل أهم العوامل المؤثرة سلبا في حالة الاقتصاد العربي خلال العامين الماضي والحالي. وتوقع التقرير أن يستمر تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي ولا سيما وان في ظل تطبيق بعض السياسات مثل التقشف وتراجع الإنفاق العام، مشيرا إلى أن التباطؤ الإقتصادي شمل عددا من الدول الناشئة مثل الصين والهند لأن اقتصاد تلك الدول يعتمد بشكل كبير على التصدير إلى أوروبا والولايات المتحدة.