يتوجه رئيس الحكومة التونسية المؤقتة حمادي الجبالي اليوم الجمعة بكلمة من المنتظر أن يعلن فيها عن التعديل الوزاري الذي تم تأجيله لأكثر من مرة، منذ أن انطلق الحديث عنه في يوليو الماضي، حيث من المتوقع أن يوضح خلفيات المشاورات بهذا الصدد، كما سيقدّم لمحة عن المحطات السياسية الكبرى المقبلة.
وقالت مصادر مطلعة لـ«البيان» امس إن الجبالي «سيتحدث في خطابه اليوم عن المشاورات والمفاوضات التي أجريت خلال الفترة الماضية وعن الإختلاف في وجهات النظر داخل التحالف الحاكم وبين أحزاب الحكم والمعارضة، كما سيقدّم لمحة عن المواعيد السياسية الكبرى المقبلة»، مضيفة انه من المنتظر أن يعلن عن التعديل الوزاري.
الا أن رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة عامر العريض قال انه ليس من الضروري أن يعلن الجبالي عن التعديل الوزاري في حالة عدم الوصول الى إتفاق مع حزبي «التكتل» و«المؤتمر» وبعض الشخصيات المستقلة خلال الساعات الأخيرة من المفاوضات.
وعلمت «البيان» أن إجتماعا عقد اول من امس بين قيادات التحالف الحاكم لتقريب وجهات النظر بخصوص المسائل العالقة، وخاصة في ما يتعلق بشروط «التكتل» للإستمرار في الحكومة، لافتة الى أن إتصالات جرت بهذا الخصوص بين الجبالي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي من جهة، وزعيم حزب التكتل مصطفى بن جعفر للوصول الى صيغة توافقية. واوضحت مصادر لـ «البيان» أن بن جعفر تمسّك بشروط حزبه «كونها تعبّر عن إرادة المكتب السياسي والقواعد الشعبية».
وكان «التكتل» دعا الى «إعادة توزيع وزارات السيادة بين الأحزاب الثلاثة المكونة للتحالف الحاكم وإعادة النظر في التعيينات الإدارية والوظيفية والديبلوماسية التي أقرتها حركة النهضة وتحديد المواعيد السياسية القادمة بما فيها موعد الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية». كما اعرب عن رفضه تعيين القيادي في «النهضة» ووزير الفلاحة الحالي محمد بن سالم في منصب منسُق عام للحكومة، مشيراً إلى رغبته في تعيين القيادي في مكتبه السياسي تهامي العبدولي وزيرا للسياحة، رافضاً أيضاً إقالة عبد اللطيف عبيد من حقيبة التربية.
ومن جهتها، قرّرت «النهضة»، باعتبارها زعيمة التحالف، إقالة وزير التربية الحالي واستبداله للناطق الرسمي باسم حزب التحالف الديمقراطي بمحمد القوماني، والذي قال انه يدخل الحكومة بصفته الشخصية بعد إعلان حزبه رفض الانضمام الى التشكيل الوزاري ، ليقدم استقالته من مهامه الحزبية.
توزيع حقائب
وسيتولى الأمين العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية محمد عبّو وزارة التجارة، بعد أن كان استقال في يونيو الماضي من وزارة الدولة للإصلاح الإداري. وقالت مصادر لـ«البيان» أن «المؤتمر» طالب بتعيين القيادي في مكتبه السياسي عدنان منصر وزيرا للتعليم العالي، بدلا عن القيادي في «النهضة» المنصف بن سالم، وتعيين الهادي بن عباس وزيرا معتمدا لدى وزير الخارجية واستبدال وزير العدل الحالي نورالدين البحيري بشخصية أخرى.