ردّاً على أسئلة خلال مؤتمر صحافي، نالت فيه «البيان» نصيب الأسد، ندّد وزير شؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا في وزارة الخارجية البريطانية أليستار بيرت، بالفيلم المسيء للإسلام، لافتاً إلى وجود قواعد بريطانية تحدّد السلوك وحرية التعبير عن الرأي، وفيما وصف نظام الرئيس السوري بشّار الأسد بسد الأفق أمام الحل، قال إنّ مدينة مصدر في أبو ظبي تُعدُ مصدراً للفخر، وأنّ الإمارات دولة قيادية في قطاع الطاقة المتجددة، نافياً وجود مقترح لإجراء استفتاء على مستقبل بريطانيا في الاتحاد.
اقتصادياً، أكّد الستر بيرت متانة علاقة بلاده والإمارات، لافتاً إلى أنّ «إجمالي التبادل التجاري بين البلدين حقق نمواً نسبته 16 في المئة، خلال النصف الأول من عام 2012، متوقعاً في الوقت ذاته أن يصل إجمالي التبادل التجاري 10.6 مليارات جنيه إسترليني نهاية العام الجاري، واصفاً الإمارات بــ «أكبر أسواق الصادرات البريطانية في المنطقة».
على الصعيد ذاته، جدّد بيرت كبير الثقة في مقدرة اقتصاد البلدين تحقيق هدف اللجنة الاقتصادية المشتركة، والمتمثّل في بلوغ عتبة مليار جنيه إسترليني بحلول 2015، متوقّعاً تواصل النمو التجاري، مستبعداً في الوقت ذاته تأثير تعثّر الاقتصاد البريطاني في الوقت الراهن في مستقبل النمو.
وكشف بيرت عن وضع برامج لضمان تحقيق تعزيز أكبر للتجارة وعلاقات الاقتصاد بين البلدين، وفتح باب أوسع للفرص، مشدّداً على حرص بلاده على توفير قاعدة للشركات البريطانية، تمكّنها من تخطي مصاعب الاقتصاد.
نجاح زيارة
على الصعيد ذاته، وصف بيرت زيارته للإمارات بـ «الناجحة جداً» ووصف بيرت زيارته الراهنة للإمارات بالناجحة جداً، لافتاً إلى أنّه «التقى مسؤولين في الدولة، وبحث علاقات البلدين على مختلف الأصعدة، بما يشمل الأمن والدفاع والتجارة»، مشيراً إلى أنّ «البلدين يرتبطان بعلاقات متينة، عبر احتضان الإمارات نحو 100 ألف بريطاني يعيشون ويعملون على أراضيها»، مضيفاً أنّ «بصمات الشركات البريطانية تبدو واضحة في العديد من المشاريع العملاقة في الإمارات، فضلاً عن مشاريع أخرى مشتركة، على رأسها ميناء «لندن غيتواي» الضخم لموانئ دبي العالمية في لندن.
«مصدر» فخر
وأشار بيرت إلى أنّ لقاءاته مع المسؤولين في الإمارات، تطرّقت إلى عدم الاستقرار الذي تشهده المنطقة في الوقت الراهن، وضمان تعزيز أكبر للعلاقات بين البلدين، وكيفية القدرة على المنافسة، فضلاً عن وضع الأسواق البريطانية والأوروبية، وكيفية تحفيز رجال الأعمال للاستثمار في السوقين الإماراتي والبريطاني، اللذين وصفهما بـ «الوجهتان الجيدتان للاستثمار في ظل الأزمة العالمية».
وأردف بيرت القول: «إننا ننظر للإمارات على أنه دولة قيادية في قطاع الطاقة المتجددة في المنطقة، ونشعر بالفخر لإنجازات مدينة مصدر وكل ما يرتبط بها»، لافتاً إلى أنّه «بحث مع المسؤولين قضايا الأمن والجريمة المنظّمة، بحيث يكون هناك تعاون بين الخبراء لسد أي ثغرات قد تنشأ عن تباين القوانين، ما يساعد على عدم ترك مجال للمجرمين للنفاذ من خلال تلك الثغرات».
إدانة الفيلم المشين
ودان أليستار بيرت الفيلم المسيء للإسلام والنبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم، والذي أثار موجة احتجاجات واسعة في المنطقة والعالم، ووصفه بـ «الخروج على حرية التعبير».. فيما أشار بيرت إلى وجود قواعد بريطانية تحدّد السلوك وحرية التعبير.
وأشار بيرت إلى تأييد بلاده حرية التعبير عن الرأي،إلاّ أنّه شدّد في الوقت ذاته على ضرورة الحذر من إساءة استخدام الحريات بما يؤدي إلى إثارة العنف والكراهية وقتل الأبرياء مردفا القول: «للحرية حدود».
دعم اليمن
على صعيد آخر، أكّد وزير شؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا في وزارة الخارجية البريطانية، دعم بلاده عملية الانتقال السياسي والاقتصادي في اليمن، بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، على هدى المبادرة الخليجية، مضيفاً أنّ بلاده، وكجزء من الاتحاد الأوروبي، تسعى لدفع الانتقال السياسي والاقتصادي في اليمن، باعتبارها مدخلاً لحل مختلف القضايا.
وفيما وصف بيرت الأوضاع في سوريا، لا سيما الميدانية منها، بـ «المتفاقمة»، ألمح إلى أنّ النظام السوري لا يعطي العالم انطباعاً بوجود حل للأزمة في الأفق القريب، مشيراً إلى أن بلاده تدعم مهمة المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.
لا استفتاء
ورداً على سؤال لـ «البيان» حول قضية الاستفتاء على مستقبل بقاء بريطانيا في الوحدة الأوروبية، لا سيما مع تزايد الضغوط على الحكومة البريطانية لتبنيه، نفى بيرت وجود مقترح لإجراء استفتاء على مستقبل بريطانيا في الاتحاد، لافتاً إلى أنّ «بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي من عدمه مرتبط بسياسة الأحزاب الكبرى والحكومة».
وأوضح بيرت أنّ «أكبر الأحزاب البريطانية تدعم بقاء بريطانيا في الوحدة الأوروبية»، مشيراً إلى أنّ «الحكومة البريطانية شدّدت على إجراء تغييرات كبيرة في المعاهدة الأوروبية التي تحكم علاقة المملكة المتحدة مع أوروبا، والتي تحدد من خلال استفتاء».
تنامي قلق
وتعليقاً على سؤال لـ «البيان» حول أنّ البريطانيين، وعند تصويتهم على الانضمام، صوّتوا على «سوق مشتركة»، وليس اتحاداً سياسياً كما هو قائم، أجاب بيرت أنّه، ومع مرور الزمن، نما قلق الشارع البريطاني، على خلفية شعور المواطنين أن «ليس لهم كلمة» في ما يتعلق بتغيير العلاقة مع أوربا، وهي تغييرات تقودها تعديلات مهمة في المعاهدة الأوروبية، على حد قوله.
وأضاف بيرت أنّ «الحكومة ردّت على قلق البريطانيين المتنامي من خلال محاولة إيجاد آلية تضمن إتاحة الفرصة بأن يكون لهم رأي وكلمة في مستقبل العلاقة في الاتحاد الأوروبي»، مشدّداً على أنّ ذلك لا يعني وجود رغبة في مغادرة الاتحاد الأوروبي، قدر ما ترى الحكومة أنّ يكون للبريطانيين الكلمة في تحديد مصير بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، والطريقة المقترحة لإدخال تعديلات على المعاهدة الأوروبية.
وأشار بيرت إلى أنّ الأحزاب في بريطانيا متفقة على أنّ من مصلحة بريطانيا البقاء في الوحدة الأوروبية، مُذكّراً بأنّ استفتاء عام 1975، لم يكن متعلقاً فقط بتأسيس «سوق مشتركة»، بل تمّ ترك فرصة للمنطقة الحرة الأوروبية للانضمام للمجتمع الأوروبي.