تزامناً مع الضجة الكبيرة التي ترافق زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى مصر ولقاءه الرئيس المصري محمد مرسي ورئاسة الأزهر، وما رافقها من تصريحات جذبت الأضواء حوله، قال نجاد إن إيران عرضت قرضاً على مصر رغم العقوبات الاقتصادية الدولية على طهران بسبب برنامجها النووي، مؤكداً أن التعاون المصري الإيراني من شأنه إنهاء القضية الفلسطينية وفقاً للمصالح الفلسطينية.
وأشار نجاد في حوار مطول مع عبد الناصر سلامة رئيس تحرير صحيفة «الأهرام» نشرته أمس، أن «مجالات التعاون المختلفة كبيرة أمام إيران ومصر، ويمكننا أن نقدم خطا اعتماديا وائتمانيا كبيرا للإخوة المصريين، ومستعدون لوضع جميع تجاربنا في متناول الأشقاء المصريين. كما أن هناك إمكانات مهمة تتعلق بالسياحة». وأن إيران «عرضت قرضاً على مصر»، دون أن يحدد التفاصيل.
مليشيات ثورية
ورداً على سؤال بشأن حقيقة ما أثير عن تعاون أمني يتمثل في «استفادة مصر» من النموذج الإيراني في إقامة مليشيات ثورية، قال نجاد: «أعتقد أن الشعب المصري أكبر من ذلك كله، وأجدر بأن يقوم بمعالجة مشكلاته لا أن يطلب من آخرين ذلك».
وقال نجاد إنه لم يحدث تقدم يذكر نحو استئناف العلاقات بين أكبر دولتين من حيث تعداد السكان في الشرق الأوسط والتي قطعت عقب الثورة الإسلامية في إيران في عام 1979 وتوقيع مصر اتفاق سلام مع اسرائيل في نفس العام. وأضاف: «لم يحدث تغيير خلال السنتين الماضيتين ولكن الحوارات بيننا تطورت وتنامت وفخامة الرئيس مرسي زار إيران والتقيناه كما التقى وزير الخارجية الإيرانية. وسبق أن اتصلنا بمصر لنعرف ما يتعلق بالشؤون السورية».
ومن العقبات الدائمة التي تعرقل العلاقات من وجهة نظر القاهرة وجود شارع في طهران (الإسلامبولي) الذي قاد اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات في عام 1981. وقال أحمدي نجاد: «مسألة اسم الشارع او إزالته هذه المسائل ستعالج تدريجياً».
إزالة الصهاينة
وتوقع نجاد، «قرب إزالة أسباب وجود الكيان الصهيوني، الذي يعمل جاهداً على تغيير الواقع في المنطقة عبر شن الحروب وآخرها توجيه ضرب عسكرية لبعض المنشآت السورية». وشدَّد على أن إيران لم تتسبب في أي أذى لدول المنطقة منذ اندلاع الثورة الإسلامية، ولا تتدخل بشؤون سوريا والشعب السوري ولا أي من شعوب المنطقة، مؤكداً «أن كل مبتغاها هو تعزيز أمن المنطقة»، على حد قوله.
وأعرب الرئيس الإيراني عن قناعته بأنه «إذا التقت مصر وإيران، فسوف تميل دفة القوة إلى صالح المنطقة وستتحقق مطالبها وطموحاتها»، موضحاً أن التعاون المصري الإيراني من شأنه إنهاء القضية الفلسطينية وفقا للمصالح الفلسطينية. واستطرد قائلاً: «لهذا يجب فتح الأبواب المغلقة من أجل تنمية العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية».
وأضاف أن «إيران بحاجة إلى طاقات وامكانيات مصر، ومصر بحاجة أيضاً إلى امكانيات وقدرات إيران، وأن طهران على استعداد لتوجيه امكانياتها نحو تكامل العلاقات مع مصر بدون سقف في كافة المجالات، وعلى استعداد أيضاً لرفع مستوى العلاقات الدبلوماسية».
كان نجاد وصل إلى القاهرة أول من أمس، في زيارة لمصر تستغرق يومين للمشاركة في أعمال الدورة الثانية عشرة لقمة منظمة التعاون الإسلامي التي تختتم اليوم. وأثارت زيارة الرئيس الإيراني إلى مصر ردود أفعال متباينة على الساحة الداخلية، حيث رحَّبت قوى سياسية مدنية وإسلامية أبرزها حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، فيما حذَّرت القوى والأحزاب السلفية من «إمكانية أن تنطوي الزيارة على أهداف أخرى غير مُعلنة ربما تفتح باباً لنشر المذهب الشيعي».
نفي جديد
رغم إلقاء الأمن المصري القبض على أربعة متهمين، نفى سفير إيران لدى مصر رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة مجبتي أماني، حدوث أي اعتداء على الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال زيارته لمسجد الإمام الحسين أول من أمس.
وقال السفير أماني، إن «هذا الخبر عار تماما عن الصحة» ، مضيفاً: «أنا بصفتي مرافقاً للرئيس نجاد في كل تحركاته خلال زيارته للقاهرة ولقائه مع شيخ الأزهر أحمد الطيب، وزيارته لمسجدي السيدة زينب والحسين، أؤكد أنني لم أشاهد أي مكروه من جانب المواطنين الحضور، بل كان هناك ترحيب وتأييد لإيران». ورداً على سؤال عن أن الأمن المصري ألقى القبض على المشتبه بهم في هذه الواقعة، أجاب السفير أماني: «لا علم لنا بهذا الموضوع من قريب أو من بعيد.. إلا أنني أؤكد أن هذه الواقعة لم تحدث تماماً». البيان