وقعت الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة بالعاصمة القطرية الدوحة على اتفاق وقف إطلاق النار بينهما دخل حيز التنفيذ اعتبارا من يوم أمس عند الساعة الصفر بتوقيت الدوحة...في وقت تم الإعلان عن إنشاء بنك قطري في الإقليم برأسمال يقدر بملياري دولار موجه لأغراض التنمية تزامناً مع شن الرئيس السوداني عمر البشير هجوما عنيفا على جوبا مطالباً إياها بتنفيذ الاتفاقات التي تم توقيعها بين بلاده وجنوب السودان وأنه لن يقدم مزيداً من التنازلات.
ووقع الاتفاق نيابة عن حكومة السودان وزير الدولة برئاسة الجمهورية، رئيس مكتب متابعة السلام في دارفور أمين حسن عمر وعن حركة العدل والمساواة السودانية نائب رئيس الحركة اركو تقد ضحية.
وقال نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء القطري أحمد بن عبد الله آل محمود في كلمة ألقاها خلال حفل التوقيع أنه تم التوصل إلى اتفاق لسريان وقف إطلاق النار بين الجانبين.
وأضاف آل محمود أن هذا الاتفاق يأتي في إطار محادثات السلام الجارية بين الطرفين على أساس وثيقة الدوحة للسلام في دارفور ووفقاً للإعلان الصادر في يوم 24 أكتوبر 2012 حول الالتزام بعملية السلام ووقف الأعمال العدائية، وجدول الأعمال المتفق عليه بينهما في 24 يناير 2013.واتفق الطرفان على بدء المفاوضات حول الملفات المتبقية والمدرجة في جدول الأعمال فوراً من أجل الوصول إلى حـل شامل ودائم للنزاع في دارفور.
اتفاق مهم
وأكد آل محمود في تصريحات صحافية أهمية هذا الاتفاق الذي يوفر الأرضية المهمة للتوصل إلى سلام شامل في دارفور وقال انه جرى الاتفاق على تشكيل لجنة لمتابعة وقف إطلاق النار ستكون برئاسة الجنرال «باتريك سامبا» قائد «الينومايد» ولجنة مشتركة برئاسة الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي محمد شمباس تضم ثلاثة ممثلين عن الحكومة السودانية وثلاثة ممثلين عن حركة العدل والمساواة وممثلاً عن دولة قطر وممثلا للجامعة العربية وممثلا للاتحاد الإفريقي وممثلا للاتحاد الأوروبي وأمين سر للجنة من «اليوناميد» وستكون مهمتها حل أية مشكلة تتعلق باتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد آل محمود التزام جميع الأطراف الموقعة على وثيقة الدوحة لسلام دارفور بعملية السلام. وقال ان الأطراف الموقعة جميعها قد أبدت ارتياحها للتقدم الذي تم إحرازه على الأرض مبينا في رده على سؤال عن مدى التزام الحكومة السودانية بما ترتب عليها في قضية التنمية في دارفور استنادا إلى وثيقة الدوحة أن حكومة السودان قد أودعت مبلغ 200 مليون دولار كما تنص عليه الاتفاقية ومن حق السلطة الإقليمية في دارفور السحب الفوري من هذا المبلغ لتلبية الاحتياجات التنموية في الإقليم.
لجنة مشتركة
وتم تشكيل لجنة مشتركة تضم دولة قطر وأطرافا دولية للتمهيد لمشاريع البنية التحتية التي يحتاجها الإقليم مشيرا إلى إعلان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة عن إنشاء بنك للتنمية في دارفور برأسمال يقدر بملياري دولار لأغراض التنمية. كما أكد في هذا الصدد أهمية الطريق الذي سيجري إنشاؤه ويربط تشاد وإقليم دارفور على عملية التنمية والاعمار في الإقليم.
البشير يتشدد
وفي جديد ملف الأزمة بين «السودانين» شدد البشير في احتفال جماهيري بافتتاح مستشفى في الخرطوم على رفضه مراجعة الاتفاقات الموقعة بين جوبا والخرطوم مجددا، وقال إنها واجبة التنفيذ بجميع بنودها. وأضاف إن الخرطوم قدمت كل التنازلات من أجل السلام والوحدة، وليس لديها أي استعداد لتقديم المزيد ،وتابع «إننا سلمنا الجنوب دولة كاملة السيادة وبدلا من أن يلتفتوا لبناء دولتهم أصبح همهم اختلاق الخلافات».