جدد رئيس «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية» معاذ الخطيب، أمس، دعوته لرحيل النظام السوري تجنباً لسفك مزيد من الدماء، مؤكداً أنه لم يجر حتى الآن أي اتصال مباشر مع الحكومة السورية.
لافتاً إلى أن طرح المبادرة ليس ضعفاً، وإنما لوقف نزيف الدم السوري، نافيا ترتيب أي موعد للقاء نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، وفي وقت أكد الرئيس السروري ثبات بلاده على مبادئها مهما استدت الضغوط.
وقال الخطيب، في تصريحات للصحافيين بمقر جامعة الدول العربية أمس، «نوجِّه رسالة أخيرة للنظام السوري أن يتفهَّم معاناة الشعب السوري وندعوه لأن يرحل تجنباً لسفك مزيد من الدماء فربما لا تُتاح له فرصة أخرى»، مشدداً على أنه «لامانع أن نفنى جميعا حتى تحرير سوريا، والشعب لن يتوقف عن ثورته، وعلى النظام أن يرحل».
ونبَّه الخطيب إلى أن عرضه مبادرة للحوار مع النظام السوري «لم يكن عن ضعف ولكن عن قوة ورغبة حقيقية في وقف سفك الدماء»، لافتاً إلى أن النظام السوري «لم يعط أي رد على المبادرة ولم يحصل حتى الآن ترتيب أي لقاء أو اتصال رسمي مع النظام الذي لم يأت بأي رد فعل حيال المبادرة».
ركنان أساسيان
وأضاف الخطيب أن لقاءه مع الأمين العام ركز على المسألة السورية والأزمة التي يعيشها الشعب السوري ، موضحا أن الثورة السورية تقوم على ركنين أساسيين ، «أولهما عسكري والثاني سياسي.. ونحاول بكل الطرق أن نرفع معاناة شعبنا الذي تحمل شيئا لم يحدث في التاريخ أبدا».
وأردف «أوجه رسالة أخيرة إلى النظام السوري بان يحاول أن يتفهم معاناة الشعب السوري بان الثورة ستستمر ولن تتوقف أبدا ، ونحن لا نوقف الثورة، بل ندفعها نحو نتيجة تضمن مصالح الشعب السوري».
مضيفاً القول: «نطالب النظام بكل أركانه أن يتفهم معاناة وآلام الشعب السوري وان يرحل توفيرا للدماء ووقفا للخراب والدمار الشعب السوري لن يتوقف عن ثورته». وشدد على حرص المعارضة السورية على وحدة الأراضي السورية ورفض أي تدخل خارجي.
لقاء الشرع
وردا على سؤال لـ«البيان» حول ترتيب لقاء بينه وبين نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، قال: «لم يحصل ترتيب أي لقاء ولم يحصل أي اتصال رسمي حتى الان مع أي طرف»، مضيفاً القول إن «هناك توافقا جيدا أو عاليا جدا مع الأمين العام والجامعة العربية، على البحث عن حل يخفف ما يعيشه إخواننا في سوريا كمحور أساسي، ثم بعد ذلك البحث في إيجاد مخرج تفاوضي سليم يوفر معاناة الشعب».
وحول نتائج محادثاته مع د. نبيل العربي، قال: «هناك توافق عال وجيد للبحث عن حل يخفف أزمة ما يعيشه السوريون، ثم بعد ذلك البحث عن طريقه لإيجاد مخرج تفاوضي وسليم يوفر معاناة الشعب السوري».
وردا على سؤال حول ما إذا كان بحث هذا الأمر مع المبعوث الأممي والعربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، قال الخطيب «التقيت الإبراهيمي وناقشنا الأمور التي يمكن أن نعمل بها في المراحل القادمة».
دعوة للوحدة
وطالب الخطيب السوريين بعدم التفرقة، وقال «نحن كلنا يد واحدة ضد الظلم ونبحث عن الحرية وهناك محاولة لتفريقنا ووضع الآسافين فيما بين الشعب السوري».
وعن الموقف الأميركي قال الخطيب: «لا يمكن أن يحل مشكلة سوريا إلا الشعب السوري كونوا يدا واحدة لأن هذا هو الذي سيعطيكم الانتصار ولا تتفرقوا.. فنحن مدنيين وعسكريين وكل اطياف الشعب السوري عربا وأكرادا وتركمانا وشركسا وآشوريين وعلويين ودروزا ومسيحيين كلنا يدا واحدة ضد الظلم وكلنا نبحث عن الحرية.. هناك يد تحاول وضع الأسافين بين الشعب السوري .. شعب سوريا كلما كان متوحدا ويعمل بتنسيق فلحظات الانتصار قريبة إن شاء الله».
على صعيد آخر قال الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله وفدا اردنيا في دمشق أمس، إن سوريا لن تتنازل عن مبادئها مهما اشتدت «الضغوط» و«المؤامرات»، التي لا تستهدف سوريا وحسب، وانما العرب جميعا»، حسب وكالة سانا الرسمية.
وقالت الوكالة ان الاسد شكر للوفد الذي يضم «عددا من الناشطين السياسيين والمحامين والاطباء والمهندسين»، مواقفه «القومية الداعمة للشعب السوري».
معارضة الداخل ترحب بمبادرة الخطيب
رحبت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة اليوم الاثنين بمبادرة رئيس الائتلاف الوطني المعارض أحمد معاذ الخطيب التي طرح فيها التفاوض مع النظام السوري بهدف إنهاء الأزمة السورية.
ووصف المنسق العام للهيئة حسن عبد العظيم ، في مؤتمر صحفي بدمشق أمس ، مبادرة الخطيب بأنها «حدث مهم»، مشيرا إلى أن مبادرة الخطيب «تتفق مع رؤية هيئة التنسيق التي طرحتها سابقا ومع المبادرة التي طرحتها منذ أشهر في هذا الاتجاه».
وأكد عضو الهيئة رجاء الناصر في بيان دعم الهيئة «لأية خطوة أو تصريح أو موقف يصب في خطة سياسية لحسم الصراع لصالح الشعب السوري والخلاص من الاستبداد ولتقرير وحدة الدولة والمجتمع بأقل التكاليف وبالطرق التي تحقن الدماء وتخفف معاناة الأغلبية الساحقة من المواطنين».
وأعرب الناصر عن أسفه أن تصريحات الخطيب «لاقت صداً من النظام الحاكم الذي انغمس في خطابه التعبوي الحربي والذي لم ير حلا سياسيا إلا بالإذعان لمخططه في إعادة إنتاج نظامه الديكتاتوري».
وأشار البيان إلى أن الهيئة سبق وأن طرحت رؤيتها للحل السياسي القائم على «هدف واضح لا لبس فيه وهو الخلاص من النظام الراهن وبناء الدولة الديمقراطية المدنية التي تتسع لكل أبنائها»، مضيفا أن «المدخل الأساس لتحقيق هذا الهدف هو إيقاف العنف».
وتابع البيان أن «العنف في سورية يتحمل مسؤوليته الأولى النظام بنهجه الأمني العسكري الذي ساعد على نمو العنف المضاد وخلق حواضنه»، لافتا إلى أن العنف المضاد «تغذى من عنف النظام ليكون في بعض الأحيان مثيلا له في استهتاره بحياة المواطنين وكرامتهم».
وشدد بيان الهيئة على أن «إيقاف العنف وما يستدعيه من إطلاق سراح المعتقلين والمخطوفين والأسرى ومن إجراءات إسعافية عاجلة يمكن أن تفتح الطريق أمام عملية سياسية واقعية تبدأ بالتفاوض بين قوى المعارضة التي تريد الحل السياسي وبين قوى النظام التي تختار أيضا هذا الحل».