دانت وزارة الخارجية الإماراتية أمس، قيام كوريا الشمالية بإجراء تجربتها النووية الثالثة، وأكدت أن هذه التجارب المتكررة «تضر بالمساعي الداعية إلى حفظ السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية»، فيما دانت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التجربة، ووصفتها بأنها عمل استفزازي للمجتمع الدولي، داعية مجلس الأمن الدولي لاتخاذ تدابير رادعة ضد بيونغ يانغ، فيما حذرت الرئيسة الكورية الجنوبية المنتخبة، بارك كون هيه، من أن كوريا الشمالية ستنهار إذا عززت قدراتها النووية بالمزيد من التجارب.
وقالت وزارة الخارجية في بيان لها، إن «كوريا الشمالية خالفت قرارات مجلس الأمن رقم 1874 ورقم 1718 ورقم2087، والتي تدعو كوريا الشمالية إلى الامتناع عن إجراء التجارب النووية الجديدة، أو استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية في عمليات إجراء التجارب».
وطالب البيان حكومة كوريا الشمالية بضرورة «احترام القرارات والمواثيق الدولية، والامتناع عن سياسة تصعيد التوتر في منطقة شبه الجزيرة الكورية». واعتبر أن هذه السياسة التي تنتهجها كوريا الشمالية «ستزيد من عزلتها الدولية». وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية على أن «النهج المسؤول في العلاقات الدولية يعتمد اعتماداً كبيراً على ضرورة الاحترام الكامل للقرارات الصادرة عن المجتمع الدولي، والالتزام بمبدأ عدم الانتشار النووي، حفظاً للأمن والسلم الدوليين».
استنكار خليجي
من جانبه، قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، د. عبد اللطيف الزياني، في بيان: «إن التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية تمثل انتهاكاً واضحاً للالتزامات الدولية، ولقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بمكافحة انتشار الأسلحة النووية، وتتطلب من مجلس الأمن سرعة اتخاذ التدابير المناسبة ضد كوريا الشمالية، وردعها عن مواصلة السير في تنفيذ برنامجها النووي العسكري، الذي لا يقتصر خطره على تهديد أمن واستقرار الدول الآسيوية فقط، بل يمتد ليشمل جميع أعضاء المجتمع الدولي».
وعبر الزياني عن «قلق دول مجلس التعاون من استمرار بعض الدول في خرق القوانين الدولية المتعلقة بحظر انتشار الأسلحة النووية»، آملاً أن تقنع ردة فعل المجتمع الدولي القوية والموحدة كوريا الشمالية وغيرها من الدول بأهمية الاستجابة لنداءات المجتمع الدولي، الذي يطالب بأن يكون العالم خالياً من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، حفاظاً على أمن وسلامة شعوب العالم، مجدداً تأكيد موقف دول مجلس التعاون الداعي إلى ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية.
انهيار متوقع
في الأثناء، تواصلت ردود الفعل الدولية المندّدة بالتجربة الكورية الشمالية، وقالت رئيسة كوريا الجنوبية المنتخبة بارك كون هيه: «بغض النظر عن عدد التجارب النووية التي تجريها كوريا الشمالية لتطوير قدراتها النووية، فإنها إذا أصبحت منبوذة دولياً وبددت مواردها، فذلك من شأنه أن يؤدي إلى انهيارها».
وأضافت بارك، في اجتماع حول السياسة الخارجية مع فريق انتقال السلطة: «على بيونغيانغ أن تعرف أن الاتحاد السوفييتي السابق انهار، ليس بسبب عدم امتلاكه للأسلحة النووية»، مشيرة إلى أن كوريا الشمالية «تسيء التقدير»، باعتقادها أن القدرات النووية الأكبر تمنحها قدرة تفاوضية أقوى. وأوضحت أنه «فقط عندما تحاول كوريا الشمالية التخلي عن أسلحتها النووية، فإن قدرتها التفاوضية تقوى».