شنت طائرات الاحتلال الحربية فجر أمس غارة على شمال قطاع غزة، فيما نفذت عملية توغل محدودة جنوبه، بينما واصلت فصائل فلسطينية ردّودها على الهجمات.. في وقت رجح خبير عسكري مصري أن ينفذ الاحتلال الإسرائيلي تهديداته بشن عدوان على القطاع في وقت قريب.
وقال سكان محليون إن طائرة حربية إسرائيلية قصفت بصاروخ أرضاً زراعية شمال قطاع غزة. وافاد الشهود العيان بأنّ طائرة بدون طيار اسرائيلية اطلقت صاروخا سقط على موقع تدريب لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة «حماس»، في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة ما الحق اضرارا جسيمة بالمكان.
وزعم الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن طائرات من سلاح الجو أغارت على نفق حفره ناشطون في شمال قطاع غزة، وأنه «تمت إصابة الهدف بدقة».
واعتبر أن الغارة جاءت ردا على استمرار إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، محملاً حركة «حماس» المسؤولية عن إطلاق الصواريخ.
وقال إن الجيش الإسرائيلي سيواصل استهداف أية جهة تمارس «الإرهاب ضد مواطني الدولة».
وكان الاحتلال أعلن عن سقوط أربعة صواريخ غراد باتجاه مدينتي نتيفوت وسديروت فجر أمس، من دون أن يؤدي ذلك إلى وقوع إصابات أو أضرار، بعد أن كانت سقطت عدة قذائف مساء أول من أمس.
وكان الذراعان المسلحان لحركتي «حماس» والجهاد الإسلامي قصفا صباح الاثنين مواقع عسكرية إسرائيلية تقع شرق جنوب قطاع غزة بعشرات الصواريخ وقذائف الهاون ردا على غارة على رفح الأحد أدت إلى استشهاد فلسطيني وإصابة تسعةآخرين.
توغل
في موازاة ذلك، توغلت قوات من الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر صباح أمس شرق رفح وسط قصف عشوائي.
وقال مصدر حقوقي إن سبع آليات عسكرية توغلت في حي الشوكة شرق رفح انطلاقاً من موقع صوفا العسكري، وشرعت في أعمال تجريف بالمنطقة تخللها إطلاق نار عشوائي وتحليق مكثف للطائرات الاستطلاعية.
وقالت كتائب القسام انها اطلقت ثلاثة قذائف صاروخية على دبابات اسرائيلية توغلت في اراضي زراعية فلسطينية قرب معبر صوفا شرق رفح صباح أمس.
كما اعلنت جماعة «مجلس شورى المجاهدين في اكناف بيت المقدس» السلفية انها اطلقت ثلاثة صواريخ على سديروت في جنوب اسرائيل.
واوضحت الجماعة ان اطلاق الصواريخ جاء ردا على «استمرار اقتحامهم للمسجد الأقصى وتدنيسه، وعمليات الاغتيال التي تنفذها طائرات العدو ضد المجاهدين والمواطنين».
عدوان سريع
من جانبه، رجح الخبير العسكري والاستراتيجي المصري اللواء الركن طلعت مسلم أن يشن الاحتلال عدواناً جديداً على قطاع غزة دون الاكتراث للنظام المصري الجديد، الذي قال إنه «لن يستطيع تقديم الكثير للفلسطينيين خلال هذه المرحلة».
وأضاف مسلم، في تصريحات متلفزة، إن «أي عدوان قادم على قطاع غزة سيكون سريعا، وهو بمثابة إنذار للنظام المصري الجديد المتهم بتوفير غطاء للمقاومة في غزة، بأن عليه أن يراعي مصالح إسرائيل ولا يخرج عن الاتفاقيات الموقعة مع النظام القديم». ورأى «أن الظروف الحالية في مصر لا تعطي النظام الحالي القدرة على منع أي عدوان جديد على قطاع غزة، كون مؤسسة الرئاسة مازالت تحاول ترتيب الأوراق المبعثرة في مؤسستي الجيش والأمن، كما أنها ما زالت تحاول بسط نفوذها في كافة أركان الدولة».