بدأ «العصيان المدني» الذي أطلقته مدينة بورسعيد المصرية بالانتقال إلى محافظات أخرى، حيث دعت إليه، أمس، حركات وقوى ثورية في خمس مدن من بينها العاصمة القاهرة، اعتباراً من غد الجمعة، على أن يبدأ بمسيرات بأواني الطهي، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية، في وقت تبنى المئات في محافظة الاسماعيلية دعوات العصيان ودخلوا في طور تنفيذه ليصبح مجموع المدن التي دخلت هذا الخط الاحتجاجي 7، في مشهد يمهد ليصبح العصيان المدني عنوان المرحلة المقبلة بدلاً من المليونيات، وآخرها مليونية «محاكمة نظام مرسي» الذي دعت إليه 24 حزباً وحركة سياسية غداً.
ودعت الحركات والقوى المنضوية في تحالف يطلق على نفسه اسم «إنقاذ الثورة»، في بيان أمس، المصريين في محافظات القاهرة والاسكندرية والجيزة والشرقية والغربية على بدء عصيان مدني «احتجاجاً على سوء الأحوال الاقتصادية والسياسية التى تمر بها البلاد في ظل حكم جماعة الإخوان المسلمين».
وأكد تحالف «إنقاذ الثورة» أن محافظة بورسعيد «أخذت المبادرة الأولى وأعلنت العصيان المدني في سابقة هي الأولى منذ ثورة 1919 (ضد الاحتلال البريطاني وقتذاك) وسينتقل من محافظة لأخرى»، كاشفة عن «انضمام عدد كبير من ضباط وأمناء الشرطة بوزارة الداخلية من مختلف المحافظات لدعوة العصيان المدني». وأعلنت أن بدء العصيان سيكون غداً الجمعة وبعد غد بخروج مسيرات بأواني الطهي الفارغة من ستة جوامع.
نموذج الأرجنتين
وانتقد الناطق باسم تحالف إنقاذ الثورة، فؤاد أبو هميلة، قيادات الاخوان المسلمين الذين يصفون دعوات العصيان المدني بالتخريب، قائلا إن دولة الأرجنتين خرجت العام 2002 في مسيرات مشابهة بالأواني الفارغة، حيث استطاع الشعب الأرجنتيني أن يجبر السلطة الحاكمة على الاستجابة لمطالبه.وكان عشرات الآلاف من أهالي محافظة بورسعيد بدأوا الأحد الماضي إضراباً عن العمل في عشرات من مواقع الإنتاج التابعة للقطاعين العام والخاص في بداية «عصيان مدني» هو الأول من نوعه في مصر، فيما بلغ ذلك الإضراب ذروته مساء أول من أمس بتعطل العمل في مرفأ شرق بورسعيد الذي ينقل، وفقاً لتقديرات اقتصادية متفاوتة، حوالي 20 في المئة من حجم تجارة مصر.
عصيان الاسماعيلية
وفي السياق ذاته، تجمع عدد من المصريين بمحافظة الإسماعيلية أمام مبنى المحافظة معلنين بدء «عصيان مدني» للمطالبة بإسقاط النظام، حيث احتشد بضع مئات من المنتمين لقوى وحركات ثورية وأحزاب معارضة، أمام مبنى المحافظة (على قناة السويس شرق القاهرة).
وأبلغت مصادر حقوقية وحزبية أن عشرات من شباب القوى الثورية توجهوا إلى عدد من المواقع الحكومية مطالبين الموظفين بالتوقف عن العمل والمشاركة بالعصيان المدني. وأشارت المصادر إلى أن آليات تابعة للجيش تقوم بتأمين مبنى المحافظة ومديرية الأمن والمبنى الإداري لهيئة قناة السويس.
من جهتها، أعلنت حركة ثورة الغضب الثانية عن بدء تصعيدها في القاهرة والجيزة بداية من 24 فبراير الجاري «عبر الاحتشاد بميدان طلعت حرب في الخامسة مساء بالتوقيت المحلي والاحتشاد أمام مبنى محافظة الجيزة»، لافتة إلى أن ذلك «سيكون تمهيدا للحاق ببورسعيد والدخول في عصيان مدنى والدعوة لإضراب عام».
مليونية مرسي
وعلى صعيد التظاهرات، أعلنت 24 حزباً وحركة سياسية وثورية، تنظيمهم مليونية غداً، تحت مسمى «محاكمة نظام مرسي»، موضحين أن «جماعة الإخوان المسلمين لا تمتلك رؤية لمستقبل الوطن المصري، ولم تحترم القانون». وقالت في بيان إن النظام السياسي «يفقد شرعيته عندما تعتدي السلطة الحاكمة على القانون، حيث حدث ذلك عندما تم تعيين نائب عام يمثل وسيلة الرئاسة وجماعة الإخوان».وطالبت الأحزاب والحركات الثورية في مؤتمر بنقابة الصحافيين بـ«محاكمة نظام مرسى والجماعة على ما اقترفه هذا النظام من جرائم في حق الشعب المصري وإقالة النائب العام والمجيء بنائب عام جديد يحقق العدالة التي يتطلع إليها الشعب المصري في ظل عودة دولة القانون، والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين ومحاكمة قيادات الإخوان المتورطة في قتل المتظاهرين».
مطالبة البرادعي
طالب رئيس حزب الدستور محمد البرادعي الرئيس المصري محمد مرسي بتشكيل لجنة للتحقيق في جرائم التعذيب التي حدثت في الآونة الأخيرة. وقال في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «على رئيس الجمهورية تشكيل لجنة مستقلة ذات مصداقية فورا لها كل الصلاحيات للتحقيق في جرائم التعذيب البربرية»، مضيفا: «السكوت علامة الرضا».