استشهد امس الأسير الفلسطيني عرفات جرادات (33عاماً) في معتقله بسجن «مجدو» الإسرائيلي، تزامناً مع انضمام سبعة أسرى فلسطينيين جدد إلى إضراب الأسرى الأربعة الآخرين، المفتوح عن الطعام في تصعيد لحرب الأمعاء الخاوية، في وقت حذرت المؤسستان الأمنية والسياسية في إسرائيل من إمكانية اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة نتيجة الإحباط من توقف عملية السلام وبعد تصاعد الاحتجاجات المتضامنة مع الأسرى والرافضة للاستيطان.
وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، في تصريح إن الأسير عرفات شاهين شعوان جرادات «استشهد بعد ستة أيام من اعتقاله، وهو موقوف في سجن مجدو، ويخضع للتحقيق».
وطالب قراقع بـ«تشكيل لجنة تحقيق دولية في ظروف استشهاد الأسير جرادات»، مؤكداً أن «الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن حياته وحياة بقية الأسرى، خصوصاً المضربين عن الطعام». وأضاف «إسرائيل تتحمّل المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير جرادات في سجن مجدو العسكري».
أكد قراقع ان اسرائيل «دولة بلا أخلاق تتصرف كعصابة وبفساد قانوني وإنساني منقطع النظير».
وفي السياق، حمّلت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس في غزة، إسرائيل المسؤولية موت جرادات. وقال الناطق باسم الحكومة، طاهر النونو، في تصريح، إن «جرادات توفي بسبب الظروف غير الإنسانية التي يعاني منها الأسرى في سجون الاحتلال». وطالب بـ«محاكمة إسرائيل على هذه الجريمة»، محذراً من التقاعس في ذلك.
إلى ذلك، أعلن الأسرى في السجون الإسرائيلية، اليوم الأحد يوم إضراب شامل عن الطعام في كافة السجون، احتجاجاً على وفاة جرادات.
وكان جرادات (30 عاماً) وهو من سكان الخليل جنوب الضفة الغربية، استشهد مساء امس في سجن مجدو بعد ستة أيام من اعتقاله، إثر إصابته بأزمة قلبية حادة، وفق الإعلام الإسرائيلي.
في الأثناء أفاد تقرير صادر عن وزارة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية أمس أن الإضراب المفتوح عن الطعام قد بدأ يتصاعد في السجون. موضحاً أن عدداً من الأسرى شرعوا بالإضراب المفتوح عن الطعام وسط حالة من قمع وعزل وعقوبات غير مسبوقة تقوم بها إدارة السجون بحق الأسرى.
وذكر التقرير أنّ أربعة أسرى في معتقل عوفر العسكري بدأوا بإضراب مفتوح عن الطعام تضامناً مع الأسرى المضربين: سامر العيساوي وأيمن الشراونة وجعفر عز الدين وطارق قعدان، وإن إدارة السجن عزلتهم ومن ثم نقلتهم إلى معتقلات أخرى.
أسرى إداريون
ومن جهة أخرى، شرع عدد من الأسرى الإداريين بإضراب مفتوح عن الطعام ضد اعتقالهم الإداري وهم : يونس عودة حمدان الحروب من محافظة الخليل المحكوم بالسجن الإداري لمدة ستة شهور وجدد له الاعتقال ستة شهور أخرى، والأسير حازم عوني الطويل من الخليل أيضاً والمحكوم ستة شهور إداري، وهو مريض مصاب بالجلطة وتم عزله في زنازين سجن عوفر.
وبيّن تقرير الوزارة ان هجمة واسعة بدأت تشنها إدارة السجون على الأسرى في ظل اتساع حركة التضامن مع المضربين وحالة الغضب التي تسود الأسرى في كافة السجون.
توجس إسرائيلي
من جانب آخر أشارت مصادر عسكرية إلى حالة من التوجس تعيشها المؤسستان الأمنية والسياسية في إسرائيل، من إمكانية اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، في ضوء تصاعد ما تسميه المصادر الإسرائيلية أعمال العنف من جهة، ومن ضعف السلطة في الشارع الفلسطيني وعدم قدرة الأجهزة الأمنية التابعة له منع اندلاع الاحتجاجات العارمة، التي ستتحول إلى انتفاضة مع رد جيش الاحتلال.
وأشارت المصادر العسكرية التي وُصفت بأنها رفيعة المستوى قائلةً لإذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن مناطق متفرقة في الضفة الغربية، شهدت مواجهات عنيفة بين متظاهرين فلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وسط مخاوف لدى المنظومة الأمنية الإسرائيلية من فرضية قرب اندلاع انتفاضة ثالثة.
وتابعت المصادر القول إن ما أسمتها «جولة عنف في المنطقة»، قد تكون قريبة، وان احتمالات اندلاع عنف في المناطق قوية، والظروف تشبه إلى حد كبير تلك التي سبقت اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر من العام 2000.
إحباط
ويسود الاعتقاد لدى المنظومة العسكرية في جيش الاحتلال بأن احتمالات انهيار الوضع الأمني في الضفة الغربية المحتلة تعود أسبابها للإحباط الذي يصيب الفلسطينيين نتيجة توقف المفاوضات وتراجع الاقتصاد وغياب الأفق قد يدفعهم إلى انتفاضة جديدة، وأردفت المصادر عينها قائلةً إن جيش الاحتلال يتخذ الاستعدادات ويدرس الأحداث في الضفة، في ظل تقديرات بأن الأوضاع قد تنفجر في أي لحظة نتيجة حادث صعب، على حد تعبيرها.