يواصل منتدى الاتصال الحكومي الثاني 2013 والذي تستضيفه إمارة الشارقة، أعماله لليوم الثاني على التوالي، حيث أقيمت أمس أربع جلسات حوارية، إضافة الى ورشة عمل بعنوان "العلاقة بين المؤسسات الحكومية ووسائل الإعلام وكيفية إيصال الرسالة الإعلامية للجمهور".
وقد شهد اليوم الثاني لقاء هاماً مع الاعلامي العربي حمدي قنديل ضمن فعاليات المنتدى بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مركز الشارقة الاعلامي، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير شروق، وعبدالرحمن بن علي الجروان، المستشار الخاص لصاحب السمو حاكم الشارقة بالديوان الاميري، وغانم الهاجري، رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، ومحمد علي النومان، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة.
وأكد الاعلامي العربي المصري حمدي قنديل أن مبعث هذا الرضا ليس في كفاءة الاتصال الحكومي، مبعثه في كفاءة الحكومة ذاتها، مشيرا الى ان حكومة دولة الامارات التي يديرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، "حكومة تعمل على إسعاد المواطن على مدى 24 ساعة مثل الخطوط الجوية، مرحبة بالمتعاملين معها كترحيب الفندق بنزلائه.
كلمة
وقال الإعلامي المصري حمدي قنديل: أستحي أن أبدأ كلمتي بالقول إنه ربما تكون إدارة المنتدى قد أخطأت بدعوتي للحديث اليوم عن الاتصال الحكومي، ذلك أنني لم أعمل في هذا المجال من قبل، بل إنني لم أعمل طوال حياتي المهنية التي امتدت لأكثر من خمسين عاما سوى سنتين اثنتين بالحكومة، لكن، ربما كان لمضيفينا العذر أنهم رأوا انه ربما يكون من المفيد أن نستمع لصوت من خارج الدائرة، من خارج الصندوق.
واضاف قنديل: الواقع انني لست فقط خارج الصندوق، انا في الاجمال معترض عن الصندوق ومن فيه... حظي العاثر جعلني غريماً للحكومة في بلدي قبل 25 يناير وبعده، لم نكد ننجو يومها من حكم حتى جاءنا آخر زاد الكثيرين منا تعاسة.
وقال: أطمئنكم أنني لا أنوي إلقاء خطاب سياسي اليوم، ولا أعتقد أن خطابي سيكون مؤثرا كما يصفه برنامج الندوة.. اقصد أنه لن يكون مؤثرا لدرجة البكاء، ولو أن مجمل الأحوال في وطننا العربي تستدعي الرثاء، أقول مجمل الاحوال لأنه حتى القوميين منا مثلي يعترفون بأن هناك تباينات جلية بين بلداننا، خاصة في اوضاعها السياسية زادت حدتها بعد ما سمي بالربيع العربي.
واكد حمدي قنديل انه لن اصنف بانه بين دول جمهورية وملكية، او بأنه بين نظم ديمقراطية وشمولية، ولكنني واضع هدف المنتدى في الاعتبار سأميز بين بلداننا وفقا لمدى الاستقرار، مدى التناغم بين الحكومة والناس، هناك بلدان مستقرة او اقرب الى ان تكون كذلك مثل البلد الذي يستضيفنا اليوم، وبلدان غير مستقرة مثل البلد الذي أجيء منه، بلدان تحظى السلطة فيها برضا شعبي عام او ما هو اقرب الى ان يكون ذلك، وبلدان لا تحظى سلطاتها بمثل هذا الرضا.
ودعا حمدي قنديل الى قيام حكومة انجاز، وفي ظل حكومة الانجاز سيصبح عملنا نحن الذين نلقب انفسنا بالخبراء هو ترشيد الثرثرة، الاقتصاد منها وتصحيح وجهتها، وقد لاحظت شيئا من هذا بالفعل في اول سطرين في برنامج فعاليات المنتدى اذ ينادي البرنامج بوجوب التغيير في اسس الاتصال الحكومي من الحديث الى الجمهور نحو التحدث مع الجمهور هو اتجاه حميد ولا شك، مشيرا الى ان هذا يتحقق بمزيد من الشفافية، اي ان يتاح اكبر قدر من المعلومات للجمهور العام بكفاءة وسرعة، وقد يتحقق ايضا من خلال مناقشة السياسات الحكومية في مجلس نيابي او مجلس وطني.
إنجاز
اشار الاعلامي حمدي قنديل الى ان دولة الامارات سارت منذ توحدت على طريق الانجاز، موضحا ان هناك مجتمعات الوفرة اليوم، مع مرور الزمن ومع اطراد التقدم ومع المتغيرات الاقتصادية الدولية.. ستواجه تحديات تتعلق بزيادة عدد السكان وتزايد معدلات البطالة وضرورة توفير الخدمات والسلع بأسعار معقولة، ولكن تكفي لذلك الثروات الطبيعية التي يجب ادخار جانب منها لأجيال قادمة. واكد حمدي قنديل أن مشكلات مجتمعات الوفرة هذه بل ومشكلات غيرها من البلدان لن تحل سوى بالانتقال من دورة الكونكريت الى دورة الثقافة، التي اشار اليها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة، الانتقال من دورة الاسمنت والخرسانة الى دورة الثقافة.