ينطلق اليوم في فندق ماريوت بدبي، مؤتمر الشرق الأوسط للرابطة العالمية للصحف وناشري الأنباء «وان - إفرا» في دورته الثامنة، تحت عنوان «السماء ليست الحد.. استراتيجيات ناجحة للمؤسسات الإعلامية». وسط تحديات جمة تواجه الصحافة المطبوعة المحلية الإقليمية والشرق الأوسطية، وتهدد مستقبلها بسبب تطور التقنيات الإلكترونية، وإقبال الأجيال الجديدة عليها باعتبارها مصدراً مهماً للأخبار والمعلومات.
وتشمل الموضوعات المطروحة للنقاش والبحث في المؤتمر ما يطرحه الخبراء الأكثر شهرة والناشرون في هذه الصناعة، لتبادل الاستراتيجيات الناجحة، وسيكون للمشاركين فرصة وافرة لمناقشة ظروف مهنتهم مع زملاء آخرين من جميع أنحاء العالم. ويتحدث في المؤتمر 22 من خبراء الإعلام والصحافة المطبوعة والإلكترونية والتقنيين ومديري الأعمال الإعلامية في جلسات أعمال المؤتمر الذي يعقد في فندق جي دبليو ماريوت في دبي، ويستمر يومين، محتضناً عدداً كبيراً من رؤساء وممثلي الشركات ووسائل الإعلام المختلفة، للوقوف على الأفكار الجديدة والتحديات غير المألوفة التي بزغت الأعوام الأخيرة، فضلاً عن تبادل قصص النجاح الخاصة، التي تعين على الاستعداد لمواجهة كل ما قد يحمله المستقبل من مفاجآت، وترفع درجة التفاؤل والأمل بأن الصحف قادرة على المنافسة حتى في ظل ثورة الإنترنت ومصادر المعلومات الرقمية التي تتدفق بغزارة على القراء من كل حدب وصوب.
حضور مكثف
ويشارك في المؤتمر ما يربو على مئتين من الرؤساء التنفيذيين ومديري العموم والمديرين التقنيين ومديري الإنتاج ومديري الدعاية والإعلان ورؤساء التحرير، ومديري تقنية المعلومات والتوزيع وتطوير الأعمال في المؤسسات الصحافية في دول الشرق الأوسط ومجلس التعاون الخليجي، وذلك بحضور مختلف وسائل الإعلام الرائدة محلياً وإقليمياً، ويمثل المؤتمر فرصة مثالية للمديرين التنفيذيين النشر لاكتشاف ثروة من الأفكار وأفضل الممارسات الإقليمية والدولية.
ويناقش المؤتمر الاستراتيجيات الناجحة للشركات وسائل الإعلام في عالم جديد يجلب التغيير، وخصوصاً بالنسبة لصناعة الصحف، حيث يرى المنظمون للحدث أن العام الجديد سيكون مرحلة انتقالية، ونماذج الأعمال الجديدة والتكنولوجيا الجديدة والأشكال الجديدة للصحافة تتطور بوتيرة متزايدة، ويتيح المؤتمر فرصة للاستماع إلى قادة الصناعة في المنطقة والعالم، و استكشاف مصادر جديدة للدخل.
قصص ناجحة
ويشكل المؤتمر فرصة لتبادل قصص النجاح، وسبل مواجهة تحديات العام الجديد، بالإضافة إلى تبادل الأفكار الجديدة، والاستراتيجيات الحديثة في هذا القطاع، وتبرز الأهمية القصوى للمؤتمر مع وبروز تأكيدات على أن صناعة الصحف اليوم تشهد تغييرات لم يسبق لها مثيل، وأن الناشرين لا يتركون مجالاً إلا سعوا من خلاله لتطوير أعمالهم حتى تزدهر في ظل النظام الإيكولوجي الجديد من الوسائط المتعددة النشر.
تحديات
ويأتي المؤتمر وسط تحديات تشمل تغير جمهور وسائل الإعلام خلال السنوات العشر الأخيرة، الأمر الذي زاد من جرعة متطلبات هذا الجمهور الذي راح يهاجر باتجاه الأحداث، وأصبح لديه إمكانية الوصول إلى الخبر عن طريق وسائل إعلام متعددة، بدءاً بالهاتف المحمول، ومروراً بالكمبيوتر والإنترنت، وليس انتهاء بأجهزة الـ (آيفون) والـ (آيباد)، فضلاً عن أنه لم يعد يرضي هذا الجمهور البث باتجاه واحد، بل أصبح يريد المشاركة والتفاعل أيضاً، ما دفع الناشرين إلى التوجه للمنصات الإعلامية المتعددة، والتي تعمل في وقت واحد، لكنهم لم يوفقوا في الحصول على المستوى المنشود من العوائد، فوجدوا أنفسهم مضطرين للبحث عن وسيلة جديدة تجسدت في الوسائط الذكية التي تقوم على مبدأ تفهم متطلبات المعلنين، وإيجاد أشكال مختلفة لتحقيق تلك المتطلبات.
نماذج
أثبتت التجارب أن هناك عدداً من الأمثلة الناجحة والمربحة على هذا التطور الدراماتيكي الذي حدث في وقت قصير نسبياً، ومن أبرز تلك النماذج، ما حققته من نجاح شركات، مثل ( سنغافورة بريس هولدينغ) و( إيه آند إن ميديا) البريطانية وموقع ( ميل أون لاين) وصحيفة (ديلي ميل) وشركة (إكسل سبرنغر) الألمانية، التي تمكنت من رفع عوائدها بشكل تدريجي عن طريق اللجوء إلى الوسائل الرقمية، بعد أن أدرك القائمون عليها وجود فجوة في العوائد، ولأجل تخطيها اكتشفوا أن الإعلانات وحدها لا تكفي لتعويض ذلك النقص في العوائد، فوضعوا خريطة للمجالات التي ينوون أن يكونوا فاعلين فيها، ومن بينها، على سبيل المثال، عروض السيارات وسوق العقارات والأعمال، وبذلك تمكنت هذا الشركات من إيجاد منصات إعلانية جديدة قادرة على التغلغل في الاهتمامات التفصيلية لجمهور المتلقين.
أجندة جلسات المؤتمر
يتضمن المؤتمر جلسات تفاعلية على مدى يومين، حيث تبدأ فعاليات اليوم الأول في تمام الساعة العاشرة صباحاً، ويلقي الكلمة الافتتاحية يعقوب ماثيو رئيس «وان - إفرا»، رئيس التحرير التنفيذي والناشر لمجموعة مطبوعات في ولاية كيرالا، الهند، ويلي ذلك كلمات ترحيبية لعبد الوهاب الفايز الرئيس التنفيذي لمجموعة نشر السعودية، وصالح الحميدان المدير العام لشركة دار اليوم للإعلام، المملكة العربية السعودية ورئيس لجنة «وان - إفرا» الشرق الأوسط، ومحمد عبد الله العضو المنتدب، وسائل الإعلام الكتلة - تيكوم للاستثمارات.
وفي تمام الساعة الحادية عشرة يلقي فنسنت بييرغن الرئيس التنفيذي لـ «وان - إفرا» كلمة ترحيبية وجلسة بعنوان «الشرق الأوسط في 60 دقيقة».
وتتحرك الجلسة في جولة حول الشرق الأوسط، يتحدث خلالها كبار المسؤولين التنفيذيين من مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، قطر والكويت عن تقديم أحدث الاتجاهات في مناطقها. تتطرق مناقشات الجلسة إلى الاتجاهات المبتكرة في جميع أنحاء العالم. ويكون رئيس الجلسة بيتر لامب، ميامي، فلوريدا، الولايات المتحدة الأميركية، وأما المشاركون فهم محمد عليان ناشر ورئيس الأردنية المتحدة للصحافة، ورانيا المالكي من مصر، ومحمد الحمادي رئيس تحرير «ناشيونال جيوغرافيك»، الإمارات العربية المتحدة، وماضي عبد الله خميس الأمين العام، منتدى الإعلام العربي الكويت، ووليد قطان المدير العام للمنظمة عكاظ للصحافة والنشر، المملكة العربية السعودية وخالد السيد رئيس تحرير «شبه الجزيرة»، وأحمد الحمادي الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية والتسويق في مؤسسة دبي للإعلام.
وفي تمام الساعة الثالثة والنصف، يكون هناك جلسة بعنوان «جلسة الابتكار في الطباعة»، ويلقيها مانفريد يرفيل نائب الرئيس التنفيذي ومدير الإنتاج التنفيذي «وان - إفرا»، وفي تمام الساعة الرابعة، ستكون هناك جلسة بعنوان: «إحداث الفارق الطباعي باعتماد الجودة العالية والاستعمال السهل ــ الفوائد والتحديات في مجال الطباعة مع التكنولوجيا»، ويلقيها مايك كوندون، مدير الإنتاج في أخبار الخليج.
وفي تمام الساعة الرابعة والنصف سيكون هناك جلسة بعنوان: «النادي الدولي لجودة الطباعة الملونة - الرؤية التي توحد مضامين النشر»، ويقدم خلالها مدير أبحاث «وان إفرا» السابق ومؤسس نادي «روكسو» للجودة، وجهة نظره بشأن جودة الطباعة الملونة في أنحاء العالم. ولماذا وكيف تم تأسيس النادي الدولي؟، ما تم إنجازه، وما قد يحدث في المستقبل، وتختتم فعاليات اليوم الأول في تمام الساعة الخامسة. وفي تمام الساعة الثامنة مساء سيتم تكريم أعضاء النادي الدولي لجودة الطباعة الملونة.
فعاليات
وتبدأ فعاليات اليوم الثاني في تمام الساعة العاشرة والربع في جلسة بعنوان: «أحدث الاتجاهات في وسائل الإعلام الرقمية في جميع أنحاء العالم واستراتيجيات المحتوى المدفوع». وستجيب الجلسة على أسئلة مثل: «هل تعتمد صحيفتكم اليوم على أرباح قطاع الطباعة؟ ألم تسأل في أي وقت مضى، كيف يمكن للصحيفة البقاء على قيد الحياة اقتصادياً دون الطباعة في المستقبل؟ ويلقيها الدكتور ستيغ نوردقفيست المدير التنفيذي المنصات الرقمية الناشئة وتطوير الأعمال، «وان - إفرا».
وفي تمام الساعة العاشرة وخمس وأربعون دقيقة ستكون هناك جلسة بعنوان: «الأخبار اليوم ليست هي الصحيفة»، ويلقيها طارق عطية مدير برنامج تطوير الإعلام، القاهرة، مصر، وبيتر ليتغر، المدير الدولة ألمانيا والابتكار الإعلامي الدولي المجموعة الاستشارية.وفي تمام الساعة الحادية عشرة وخمس وأربعون دقيقة، ستكون هناك جلسة بعنوان: «الوصول للقارئ بطبعات المحمول»، ويلقيها إبراهيم بديع محرر ورئيس المحتوى الرقمي، دار الحياة الجديدة، لندن، بريطانيا، وفي تمام الساعة الثانية عشرة ستكون هناك جلسة بعنوان «الحر هو ما يدفع»، وتلقي الجلسة الضوء على تجربة مجلة سيدتي نحو فلسفة المحتوى المجاني وتأثيره في الحصول على المزيد من العائدات، ويلقي الجلسة محمد فهد الحارثي، مجلة سيدتي، السعودية للأبحاث والنشر. وفي تمام الساعة الثانية عشرة والربع ستكون هناك جلسة بعنوان: «بناء النفوذ في عالم رقمي»، ويكون رئيس الجلسة ايرتون شيرلين، المدير التنفيذي لمنتدى المحررين العالمي، «وان - إفرا»، وأما المشاركون فهم حسن فتاح رئيس تحرير، «ذا نشيونال»، الإمارات العربية المتحدة، محمد فهد الحارثي، رئيس تحرير سيدتي، مجلة الجميلة ومجلة أخبار العرب، الإمارات العربية المتحدة، منصور الجمري، مؤسس ورئيس تحرير وكاتب عمود يومي في صحيفة الوسط، البحرين.
العالم الرقمي
في تمام الثالثة بعد الظهر، ستكون هناك جلسة بعنوان: «كيفية النجاح في العالم الرقمي؟، وسيكون هذا العرض مسلياً وملهماً، حيث الإعلان على الإنترنت هو بالفعل ثلاثة أضعاف حجمه في الصحف، وتستعرض الجلسة إدارة تجارة صحافية رقمية مربحة من خلال أكثر من 200 موقع على الإنترنت تصل إلى 60 ٪ من مجموع مستخدمي الإنترنت في بولندا، تستعرض أيضاً الانتقال من غرفة الأخبار في الصحيفة التقليدية إلى موقع قوة الوسائط المتعددة، تعلم الدروس من أهم قصص النجاح الرقمية. ويدير الجلسة غجيغوج بيتشوتا، رئيس INMA أوروبا، أخبار محرر، فيبورتشا غازيتا، وارسو، بولندا. وفي تمام الساعة الثالثة والنصف، ستكون هناك جلسة ختامية تحت عنوان «رواية من عصر التقنية اللوحية»، ويلقيها الدكتور ماريو غارسيا الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة ميديا غروب غارسيا، تامبا، الولايات المتحدة الأميركية.
فعالية
رئيس «وان افرا»: تأسيس أنظمة فاعلة يوفر فرصة أكبر لصناعة النشر
يرى جيكوب ماثيو، رئيس الرابطة الدولية للصحف وناشري الأنباء، أن تأسيس أنظمة إعلامية فاعلة يعطي فرصا أكبر لصناعة النشر وذلك بالاعتماد على تطور التكنولوجيا والطباعة عالميا، مشيرا إلى تبني دول الشرق الأوسط وناشريها سياسة التعامل مع مسارات الإعلام كافة، معتبرا أن الصحافة التقليدية تواجه تحديات كبرى تتمثل في ضرورة اعتمادها على تعدد المهارات لضمان مستقبل صناعة النشر. انتخب جيكوب ماثيو في 8 أبريل 2011 رئيسا لـ"وان افرا" من قبل الأعضاء في الجمعية العامة، خلال اجتماع المجلس الذي عقد في دبلن، إيرلندا. وأشار ماثيو إلى أن تعدد مهارات الصحافة المطبوعة سيؤتي ثماره على المدى الطويل في منافستها للصحافة الالكترونية بما في ذلك تقديم النسخ الآنية والمرئية والمسموعة للصحافة التقليدية .
مشيرا إلى أن أفضل طريقة للاحتفاظ بالقراء هي تقديم أفضل محتوى صحافي مع الإبقاء على الحضور عبر الوسائط الإعلامية المتعددة والجديدة، مؤكدا ضرورة وجود معايير للجودة في الصحافة التقليدية بما في ذلك جودة وتميز المحتوى. وأوضح أن المؤتمر سوف يناقش الابتكارات الإعلامية الجديدة وكذلك حرية الصحافة وأهميتها في مواجهة التحديات التي يريدها القراء والشعوب في الدول النامية مطالبا بضرورة التفاؤل بإيجاد الصحافة الحرة في ظل الأوضاع السياسية التي تسود المنطقة وألمح إلى زيادة التوقعات والمعايير بشأن الصحافة الحرة في ظل نشاط الفضائيات والإعلام على الانترنت وانخفاض سقف الرقابة على الصحف وملاحقة الإعلام للتحرر السياسي في كوريا وأوروبا الشرقية وأميركا ووجود الصحافة الديناميكية ما أتاح فرصاً أفضل للصحافة لخدمة القراء بشكل أمين وشفاف. وجاكوب ماثيو هو رئيس التحرير التنفيذي والناشر لمجموعة "مانوراما مالايالام" للمطبوعات في ولاية كيرالا، الهند. وتنشر مجموعة صحيفة "مانوراما مالايالام" يوميا مع توزيع أكثر من 1.9 مليون نسخة في اليوم الواحد.
تنظيم
تبادل قصص النجاح
يُشكّل المؤتمر فرصة لتبادل قصص النجاح، وسبل مواجهة تحديات العام الجديد، بالإضافة إلى تبادل الأفكار الجديدة، والاستراتيجيات الحديثة في هذا القطاع، وسيلقي المؤتمر نظرة شاملة على أحدث تقنيات الإنتاج والأعمال في مجال النشر الصحافي مثل: مستقبل نشر الأخبار، وغرف الأخبار المجمعة، والطباعة نصف التجارية، وجودة الطباعة والمواصفات القياسية، ونماذج لأعمال الناشر. دبي ــ «البيان»