أعدمت القوات الموالية للنظام السوري 12 شخصاً في دمشق من بينهم أربعة من عائلة واحدة خلال هجوم انتقامي جنوب دمشق وسط تقارير عن أن حصيلة المعتقلين في سجون النظام بلغت 200 ألف شخص، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة في مخيم اليرموك بين القوات النظامية والجيش الحر الذي يخوض معركة طاحنة للسيطرة على فرع الاستخبارات الجوية في حلب.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان امس ان 12 شخصا بينهم اربعة من افراد عائلة واحدة من سكان في احد الاحياء الجنوبية لدمشق، ماتوا تحت التعذيب بعد اعتقالهم من القوات النظامية.
وقال المرصد إن 12 رجلا قتلوا من سكان حي نهر عيشة في مدينة دمشق بينهم أربعة من عائلة واحدة وذلك تحت التعذيب في سجون القوات النظامية بعد اعتقالهم في أوقات سابقة.
ونقل المرصد عن ناشطين قولهم ان اهالي القتلى تسلموا البطاقات الشخصية للشهداء من القوات النظامية مساء اول من امس. وأوضح ان الحي يشهد «اعتقالات مستمرة من قبل القوات النظامية وانباء عن استشهاد معتقلين آخرين جراء التعذيب في سجون النظام».
وتتعرض الأحياء الجنوبية للعاصمة بشكل دوري للقصف من القوات النظامية، ترافقه اشتباكات مع المقاتلين المعارضين الموجودين فيها.
آلاف المعتقلين
ووثق المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف مناطق سوريا، مئات الحالات التي عذب فيها معتقلون حتى الموت في سجون النظام السوري. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» انه يصعب توفير رقم محدد لعدد المعتقلين في السجون السورية، وأردف: «اعتقل اكثر من 200 الف شخص، لكننا لا نعرف عدد الذين توفوا منهم».
وطالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قبل ايام السلطات الموالية للنظام بمنح المراقبين الدوليين «حق الدخول الفوري دون عوائق الى كافة مقرات الاحتجاز»، وذلك بعد وفاة ناشط سلمي في المعتقل، والاشتباه بوفاة آخر.
مخيم اليرموك
ميدانياً أيضا، اندلع قتال عنيف بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط مخيم اليرموك وشارع الثلاثين وسط سماع انفجارات عنيفة في أنحاء العاصمة. وأشارت «شبكة شام» إلى أن قوات النظام تحاول اقتحام المنطقة، في حين تقوم قوات أخرى بحملة مداهمات في أحياء الميدان وقبر عاتكة والفحامة بدمشق.
وفي محيط العاصمة بريف دمشق استمر قصف قوات النظام بالمدفعية الثقيلة والدبابات على مدن معضمية الشام ودوما والزبداني، وسط معارك تدور على أطراف مدينة داريا.
ويقول الناشطون إن مدينة الزبداني تتعرض لقصف يومي منذ أكثر من أربعة أشهر مما أدى إلى نزوح أكثر من 95 في المئة من السكان في وقت يعاني من بقيَ من الأهالي من حصار خانق ووضع معيشي يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.
وقالت الهيئة العامة للثورة إن القصف على الزبداني أوقع قتيلا وعشرات الجرحى، في حين استهدف القصف الأحياء السكنية بمعضمية الشام ودوما وداريا.
في الغوطة الشرقية بريف دمشق، يخوض الثوار معارك عنيفة ضد قوات النظام، حيث يحاصرون اللواء 39 في الغوطة الشرقية الذي يضم كتائب الكيمياء والإشارة والخدمات الطبية.
وضع حلب
من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري أن اشتباكات دارت بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في محيط فرع الاستخبارات الجوية بحي الزهراء بمدينة حلب. وذكر المرصد، أن هذه الاشتباكات رافقها قصف من قبل القوات النظامية طال بلدات حيان وتل رفعت وعنجارة بريف حلب.
الجامع الأموي
وفي حلب أيضاً، وقال مدير المرصد لوكالة «فرانس برس»: «سيطر مقاتلون من الكتائب المقاتلة على الجامع الاموي في مدينة حلب بعد اشتباكات مع القوات النظامية التي انسحبت من الجامع (أمس) وتمركزت في مبان مجاورة».
واشار الى «معلومات عن احتراق متحف الجامع الأموي وسقوط سقف» هذا المتحف الذي تبلغ مساحته نحو 110 أمتار مربعة، من دون تحديد مصير محتوياته أو ماهيتها.
وتحدث المرصد عن اشتباكات عنيفة في جوار الجامع الواقع في المدينة القديمة وسط حلب، منها «المناطق المحيطة بساحة السبع بحيرات ومديرية الاوقاف والقصر العدلي الذي يحاول مقاتلون من الكتائب المقاتلة التقدم نحوه من أجل السيطرة عليه منذ أيام عدة».
ويسعى المقاتلون الى السيطرة على القصر العدلي «لقطع الامدادات العسكرية للقوات النظامية المتمركزة في قلعة حلب»، بحسب عبد الرحمن.
انفجار
أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن انفجارا شديدا هز حي عكرمة أمس بمدينة حمص. وذكر المرصد في بيان أنه تبين أن الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة بالقرب من مسبح تشرين بحي عكرمة المذكور، حيث افيد عن مقتل شخص وجرح 24. دمشق ـ ا.ف.ب