بعد أيام من وقوع اشتباكات على الحدود مع لبنان والأردن وسقوط قذيفة في الجولان المحتل، جاء الدور أمس على الحدود العراقية لتشتعل اشتباكات وقصفاً بعدما سيطر الجيش الحر على مدينة اليعربية قرب العراق، بالتوازي مع سقوط صاروخ أرض أرض سوري على قضاء تلعفر في الموصل.
فيما أخليت قرى حدودية عراقية، في حين أرسل النظام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مطار مدينة القامشلي الذي يحتمل أن يشكل الهدف التالي للثوّار، في وقت تكشفت فصول مجزرة جديدة في حلب على يد قوات بشار الأسد قتل فيها 72 شخصاً، بينهم أطفال ونساء.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان أمس، إن مقاتلين ينتمون الى الجيش الحر سيطروا على مدينة اليعربية في محافظة الحسكة في شمال شرقي سوريا على الحدود مع العراق.
وقال المرصد: «سيطر مقاتلون من جبهة النصرة والفاروق وأحرار الشام وكتائب اخرى على مدينة اليعربية والمعبر الحدودي مع العراق في شكل كامل». وتحدث المرصد «عن معلومات عن فرار بعض جنود القوات النظامية واستسلام بعض عناصر الأمن»، مشيرا الى سماع «اصوات رصاص متقطع في المدينة».
صاروخ الموصل
وفي سابقة هي الأولى من نوعها، قال مصدر في شرطة محافظة نينوى العراقية إن صاروخا من طراز أرض-أرض أطلق من الأراضي السورية سقط في منطقة العياضية التابعة لقضاء تلعفر غرب الموصل. وقال المصدر إن الصاروخ الذي يبلغ طوله خمسة أمتار وقطره نصف متر، سقط أمس على ارض غير مأهولة في منطقة العياضية التابعة لقضاء تلعفر غرب الموصل، من دون وقوع أية خسائر.
من جهته، طالب محافظ نينوى اثيل النجيفي الحكومة المركزية بـ«تقديم مذكرة احتجاج رسمية إلى الجانب السوري».
وقال مصدر أمني عراقي إن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وقوات النظام السوري قرب منطقة اليعربية وقرية تل كوجر الحدوديتين مع العراق، فيما أخلت قوات الأمن العراقي القرى القريبة في الجانب العراقي لشدة الاشتباكات.
تعزيزات عسكرية
بالتوازي، أعلن نشطاء ان كتائب من الجيش الحر تقترب من منطقة مطار مدينة القامشلي الحدودية مع تركيا، في حين استقدم النظام تعزيزات عسكرية لمنطقة ومحيط المطار المدني .
وأبلغ ناشطون وكالة الانباء الالمانية ان «التعزيزات العسكرية تشمل رشاشات ثقيلة ودبابات وسلاحا متوسطا إضافة لمئات الجنود، حيث تم نقل قسم منهم بالطائرات كما تم سحب وحدات وعناصر من مراكز ومقرات امنية في المدينة وإلحاقها بمحيط المطار».
وتبلغ المسافة بين دمشق والقامشلي حوالي 750 كيلومترا. ويقيم في القامشلي، التابعة لمحافظة الحسكة الحدودية مع كل من تركيا والعراق، أكراد وقبائل عربية ومسيحيون سريان اشوريون وعدد من الشركس والارمن.
مجزرة حلب
ميدانيا أيضا، ارتكبت قوات بشار الأسد مجزرة وقع ضحيتها 72 شخصا اعدموا ميدانيا وحرقت جثثهم في قرية بالقرب من مدينة حلب.
وذكر بيان صادر عن الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية ان «قوات نظام الأسد قامت بإعدام 72 شخصا ميدانيا ثم حرقت جثثهم، بعد اقتحامها لقرية المالكية غربي مدينة السفيرة قرب حلب».
وأشار البيان الى توثيق أسماء 49 شخصا، لافتة الى ان المجزرة وقعت قبل بضعة أيام. واعتبر الائتلاف ان «هذه المجازر المتكررة التي ترتكبها فرق الموت التابعة للنظام، تشير إلى منهجية إجرامية واضحة تهدف إلى نشر الرعب وتأجيج الغضب ومشاعر الكراهية، في دفع واضح يقوم به نظام الأسد نحو المزيد من التفكيك وزرع الفرقة والبغضاء بين أبناء الشعب السوري».
«ذي تايمز»: واشنطن تدرّب ثواراً
ذكرت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية أمس أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية الحليفة تشرف على قواعد لتدريب الثوار السوريين في الأردن، في محاولة لدعم الجماعات المعتدلة التي تقاتل للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.
وقالت الصحيفة إن الخطوة هي أوضح مؤشر حتى الآن على مشاركة الولايات المتحدة في الأزمة السورية، وتعكس أيضاً مخاوف أوسع نطاقاً من أن الجماعات الإسلامية المقاتلة، مثل «جبهة النصرة»، تقود معركة الإطاحة بالنظام السوري.
وأضافت إن ضباط استخبارات ودبلوماسيين في المنطقة أكدوا أن الثوار السوريين يتلقون تدريبات تتراوح بين استخدام الأسلحة الخفيفة والمناورات المعقدة مثل طرق تأمين منشآت الأسلحة الكيماوية، وهناك اقتراحات بأن يشارك جنود بريطانيين في تدريب الثوار، لكن مصدراً بوزارة الدفاع البريطانية نفى ذلك. واشارت الصحيفة إلى أن مصدراً دبلوماسياً غربياً في عمان أكد أن تدريب الثوار يجري في منشآت عسكرية أردنية وبتنظيم وإشراف مدربين أميركيين.
ونسبت إلى المصدر قوله إن التدريب «ليس مبادرة أردنية بل اميركية تجري في الأردن وفي اطار تنسيق حذر لتزويد الطرف المحق من الثوار بدفعة قوية في القتال ضد الأسد».
وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية الاميركي جون كيري اجرى أحاديث مطولة مع المعارضة السورية في روما مع أنها لن تحصل في هذه المرحلة على الأقل على صواريخ مضادة للدبابات والطائرات وبنادق هجومية وراجمات صواريخ كانت طلبت من الأميركيين تزويدها بها.
وأضافت إن مسؤولين اسرائيليين اكدوا بأن بلادهم تراقب عن كثب تدريب الثوار بعد أن أبدت قلقها من احتمال أن توجه الجماعات المتشددة التي تقاتل في سوريا أسلحتها ضدها في الأعوام المقبلة، في حين قال مسؤول عسكري اسرائيلي: «نراقب الوضع عن كثب وخاصة إذا نجحت هذه الجماعات المتمردة في السيطرة على مخزون الأسلحة الكيماوية».