اتساع نطاق الوعي بمتلازمة داون (جرافيك)
نظمت شرطة دبي في الآونة الأخيرة مؤتمرا توعويا لتحصين أطفال متلازمة داون ضد التحرش، وكانت الشرطة أنشأت مكاتب مختصة بالتحقيق في قضايا الاطفال في مراكز الشرطة المختلفة، ومنها ما يختص بهؤلاء الأطفال المصابين بمتلازمة داون. كما تخطط مراكز متخصصة في الدولة لمؤتمرات مشابهة بالمضمون والهدف.
ما وراء هذا التحرك يكمن في رصد بوادر ظهور مسألة التحرش الى المستوى الملموس في المجتمع، بما ان هذه الفئة من الأطفال، تعاني قصورا في الوعي وعدم إدراك أبعاد أشكال التحرش وخسة مرتكبيه وتجردهم من كل القيم الإنسانية.
عليه سارعت المؤسسات المعنية الى التأهب والاستنفار التوعوي لقطع الطريق أمام ظهور هذا الوباء النفسي.
الدكتورة هبة شركس استشارية الإرشاد النفسي والأسري والتربوي مدرب معتمد وعضو هيئة تدريس بالأكاديمية الأميركية للعلوم والتنمية، تقول: هناك ثلاثة أبعاد أولها المجتمعي، الخاص بإيقاظ الضمير الجمعي لأهمية هذه الفئة من المجتمع وتصفهم بـ"البركة"، ثم مسؤولية الأسرة، وأخيراً رفع الوعي الذاتي عند الفئة من الأطفال لتدرك الصحيح من الخطأ.
وتشدد على الثقة بين طفل متلازمة داون والوالدين، بما لا يسمح لوجود أسرار بينهم.
وعي اجتماعي
عبد الرحمن طهبوب المستشار الاعلامي لمركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة في دبي، يشير الى حرص المركز وتحوطه لهذه المسألة، بالقول إنه يحضر خلال الأشهر المقبلة لمؤتمر عن قضايا التحرش بالأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة للأسر وكيفية حصانة الطفل وغير المؤهلين عقلياً، ويقول طهبوب إن هنالك مستويات لهذه القضية منها التحرش بالنظر ويصف بأنها قد تكون نظرة غير طبيعية للمتحرش به، ومنها قد يكون إجبار الطفل على التحسس، وقد يحدث التحرش في بعض الأحيان من المربية والسائق والخدم والمراهقين من العائلة، والأقارب الذين يترك معهم في خلوة، ويصف طهبوب المتحرشين بأنهم مرضى نفسيين، قد يكون هذا المتحرش شخصا متحرشا به من قبل، وهذا ما يدفعه للتحرش بالآخريـن.
ويرى طهبوب ان تعويد الطفل على ان يروي ما يحدث له كل يوم لوالديه، مع شعوره بالثقة والأمان، له الأثر البالغ في محاربة هذه الظاهرة.
عناية واهتمام
تقول وسام الشرفا، مشرفة في مركز دبي للرعاية الخاصة إن المركز دائماً مهتم بما يدور في حياة الطلبة اثناء تواجدهم بالمركز وحتى بعد انصرافهم الى المنزل، بحيث تكون هنالك زيارات منزلية بين الحين والآخر لأهالي الطلبة للتعرف على آليات المعيشة عند هذه الفئة.
وتشير الى أن مشرفات المركز وتحديدا مشرفات الدين واللغة العربية حريصات دائماً على تعليم الاطفال تجنب الخطأ، مثل عدم السلام على الغريب وعدم تقبيل الفتيات لأي شخصٍ كان.
عين ساهرة
المقدم محمد سعيد الفشتي رئيس قسم العلاقات العامة في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، يؤكد على حرص الشرطة الدائم على تنظيم حملات توعوية لتحصين أطفال متلازمة داون، وتستهدف هذه الحملات المدارس ودور الرعاية الخاصة بالأطفال والأسر المسؤولة عنهم، لافتا الى أن الشرطة أنشأت مكاتب تحقيق متخصصة بالأطفال وتشمل أطفال متلازمة داون مع وجود محققين متخصصين، لكنه يشير الى أن نسبة بلاغات التحرش بمتلازمة داون التي تقدم للمراكز قليلة جداً.
ودعا الفشتي إلى ضرورة تعزيز وإحاطة الأسرة بكل الدعم والرعاية من مختلف مؤسسات الدولة؛ لضمان بناء مجتمع سليم، مشيراً إلى أن القيادة العامة أسست جسر تواصل فعال مع الأسرة والمشاركة في مواجهة تحدياتها، لأن استقرار الأسرة هو جزء لا يتجزأ من استقرار الأمن.