بعد زهاء الثلاثة أعوام، رضخت تل أبيب لمطالب أنقرة بتقديمها اعتذاراً عن هجوم لجيشها على سفينة «ما في مرمرة» التركية، أثناء توجّهها إلى قطاع غزّة المحاصر، ما أودى بحياة 9 أتراك، إذ أرسل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، اعتذاراً شفاهياً لنظيره التركي رجب طيب أوردغان، صادفه القبول، بتأكيده أنّ العملية لم تكن مقصودة، مع الاتفاق على «تعويضات»، وإعادة التطبيع والسفراء، وإلغاء الإجراءات القانونية ضد جنود الجيش الإسرائيلي، وسط تأكيد تركي على رفع إسرائيل بشكل جوهري، القيود المفروضة على دخول السلع المدنية إلى الأراضي الفلسطينية.
وقدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اعتذاراً للشعب التركي على قتل قوات بلاده تسعة من الأتراك قبل ثلاثة أعوام، في عملية عسكرية شنها الجيش الإسرائيلي على أسطول بحري تركي صغير، كان متجهاً بمؤن إلى قطاع غزّة لدعمه في مواجهة الحصار المفروض عليه.
وأكّدت وكالة أنباء الأناضول التركية، أنّ «نتنياهو أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أعلن فيه أنّ النتائج المأساوية للعملية العسكرية لم تكن مقصودة».
اعتذار
بدوره، قال بيان صدر عن مكتب نتنياهو بعد قليل من مغادرة الرئيس الأميركي باراك أوباما إسرائيل أمس، إنّه «بعد أن أوضحت التحقيقات التي أجرتها إسرائيل، وجود أخطاء إجرائية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يقدّم الاعتذار على جميع الأخطاء التي أدت إلى فقد هؤلاء الأشخاص حياتهم».
وذكرت الوكالة أنّ «أردوغان قبل اعتذار نتنياهو أثناء المكالمة التي تمّت من مطار بن جوريون في تل أبيب، قبيل إقلاع أوباما إلى الأردن، وبمشاركة منه».
إعادة علاقات
وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو: «تحدث نتنياهو مع رئيس الوزراء أردوغان، واتفق الاثنان على إعادة التطبيع بين البلدين، وهذا يشمل إعادة السفراء، وإلغاء الإجراءات القانونية ضد جنود الجيش الإسرائيلي، مؤكّداً أنّ «نتنياهو شرح أنّ النتائج المأساوية لحادثة «ما في مرمرة» لم تكن متعمدة».
وأضاف البيان: «اعتذر رئيس الوزراء نتنياهو إلى الشعب التركي عن كل خطأ قد يكون أدى إلى خسارة أرواح، واتفقا على استكمال الاتفاق بتعويضات»، مشيراً إلى أنّ «التحقيق الإسرائيلي كشف عن أخطاء في العملية».
ترحيب أميركي
في السياق، أكّد الرئيس الأميركي باراك أوباما، في بيان نشره البيت الأبيض، أنّه «يرحّب بالاتصال الذي جرى أمس بين نتنياهو وأردوغان»، مضيفاً أنّ «الولايات المتحدة الأميركية، تثمّن بعمق، الشراكة الوثيقة مع تركيا وإسرائيل، وتعلّق عليها أهمية كبيرة على إعادة إصلاح العلاقات الإيجابية بينهما، من أجل دفع السلام والأمن في المنطقة قدماً».
وأعرب أوباما عن أمله في أن يسمح الاتصال الهاتفي الذي جرى بين أوردغان ونتنياهو أمس، لهما بالتعاون بشكل أوثق في هذه المسألة «إصلاح العلاقات»، وفي تحديات وفرص أخرى.
رفع قيود
قال مكتب رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان، إنّ نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أبلغه أنّ «إسرائيل رفعت بشكل جوهري، القيود المفروضة على دخول السلع المدنية إلى الأراضي الفلسطينية»، مشيراً إلى أنّ رفع السلع المفروضة يشمل قطاع غزّة، وأنّ ذلك سيستمر، ما دام الهدوء سائداً.