في خطوة استبق فيها الجهود والدعوات الفرنسية والبريطانية لتسليح الثوار في سوريا، طالب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون دول الاتحاد الأوروبي المجتمعة في دبلن أمس بعدم رفع حظر الأسلحة عن سوريا، في وقت دان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة استمرار انتهاكات نظام دمشق، بالتوازي مع ارتكاب القوات الحكومية مجزرة جديدة في مدينة تلبيسة بحمص.
وأفادت مصادر مطلعة أن كي مون طالب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المجتمعين في دبلن أمس بـ«عدم رفع حظر الأسلحة عن سوريا»، دون الإفصاح عن المزيد. وعقد الوزراء مشاورات تستمر إلى اليوم السبت لمناقشة إلغاء حظر توريد أسلحة إلى سوريا المقرر أن ينتهي في 31 مايو المقبل إذا لم توافق حكومات الاتحاد الأوروبي بالإجماع على تمديده. وطالبت فرنسا وبريطانيا بإلغاء الحظر الذي فرضه التكتل من أجل دعم الثوار بالسلاح ضد الرئيس بشار الأسد، في حين عارضت معظم دول الاتحاد الاقتراح.
موقف ألمانيا
بدوره، أعرب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله عن استعداد بلاده للتوصل إلى حل وسط في الخلاف الأوروبي بشأن توريد أسلحة إلى المعارضة.
وقال فيسترفيله في تصريحات لصحيفة «زود دويتشه تسايتونج» الألمانية: «نحن نتشكك إزاء الأمر وندرسه، وفي الوقت نفسه نعلم أنه يتعين علينا أن نكون مستعدين لتغيير سياستنا عند تغير الأوضاع».
قلق مزدوج
وفي سياق متصل، عبر وزيرا خارجية فرنسا وبريطانيا لوران فابيوس ووليام هيغ عن قلقهما المتزايد إزاء استعداد الأسد لاستخدام أسلحة كيماوية في الحرب الأهلية في سوريا. وفي رسالة لمسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون، قالا: «الأزمة تعرض استقرار المنطقة للخطر بشكل متزايد. ونحن قلقان بشكل زائد من رغبة النظام في استخدام أسلحة كيماوية».
إدانة أممية
إلى ذلك، دان مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة النظام السوري لطريقة تعامله مع الأزمة وعدم الاعتداد بتقارير الأمم المتحدة بشأن ارتكاب جرائم ضد الانسانية. وقال المجلس في بيان أعدته الدول العربية ووافقت عليه 41 من أصل 47 دولة واعترضت عليه دولة وامتنعت خمس إنه «يدين بشدة استمرار انتهاكات حقوق الانسان والحريات بواسطة السلطات السورية والميليشيات، مثل هؤلاء الذين يشتركون في قصف المناطق المأهولة بالصواريخ البالستية».
وفي قراره التاسع بشأن سوريا، أشار المجلس إلى احتمال احالة القضية للمحكمة الجنائية الدولية.
إدانة هجوم
في السياق، دان مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات الهجوم الدموي على مسجد في العاصمة السورية دمشق، معرباً عن تعاطفه الشديد وخالص تعازيه لأسر ضحايا هذا الهجوم ولشعب سوريا، متمنياً الشفاء لعاجل للمصابين.
مجزرة تلبيسة
ميدانياً، قتل عشرات المدنيين في مجزرة لقوات النظام في مدينة تلبيسة بحمص، حيث تحدثت «هيئة حماية المدنيين» عن وقوع «مجزرة جديدة بحق المدنيين» في المدينة، وأكدت مقتل العشرات تحت الأنقاض نتيجة قصف طيران «ميغ» في أربع غارات، بعد استهداف المستشفى الميداني وساحة الحرية وأحياء أخرى.
مناطق متفرقة
كما قصفت قوات النظام بصورة عنيفة مدينة داريا بريف دمشق، حيث أدى القصف إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، بالتوازي مع اندلاع معارك عنيفة في الغوطة الشرقية والذيابية ومعضمية الشام وبيت سحم بريف دمشق. وإلى الشرق، دارت معارك عنيفة بين الثوار وقوات النظام في عدة مناطق في دير الزور. وقصفت قوات النظام أحياء الحويقة والعمال والمطار القديم في المدينة.
كذلك، شهدت حلب سقوط صاروخ «سكود» على بلدة أورم الصغرى، فضلاً عن قصف جوي ومدفعي على بلدات حريتان وعندان وحيان وأحياء بني زيد والأشرفية والشيخ سعد ومساكن هنانو. وفي محافظة حماة، قصف الطيران الحربي وراجمات الصواريخ بلدات كفرنبودة وكرناز والمغير.