خرج آلاف العراقيين أمس في خمس محافظات هي: نينوى والأنبار و ديالى وصلاح الدين وكركوك بالإضافة الى جزء من بغداد في جمعة «لا حكومة الفوضى والدماء»، مجددين المطالبة بالإصلاحات، فيما شنت المرجعية الشيعية هجوماً لاذعاً على جميع الساسة بسبب خلافاتهم، وسط تجدد دعوات التيار الصدري بتنحي رئيس الوزراء نوري المالكي.
وأقيمت خلال تظاهرات امس، التي حملت عنوان «لا لحكومة الفوضى والدماء»، صلاة جمعة موحدة ألقيت فيها كلمات جددت مطالبة الحكومة بالإسراع بتلبية مطالب المتظاهرين.
وأحيطت الاحتجاجات بتدابير أمنية مشددة بدون ان تتدخل القوات الأمنية لفضها أو تفريق المشاركين فيها .
وقال عضو اللجان التنسيقية لاعتصام الأنبار احمد العلواني: «المعتصمون باقون في ساحات الاعتصام لحين تنفيذ المطالب المشروعة وإرجاعها إلى أهلها من قبل الحكومة التي سلبتها منهم».
بدورها، وجهت المرجعية الشيعية العليا في العراق، بزعامة علي السيستاني، انتقادات لاذعة إلى الأطراف السياسية وأجهزة الأمن، وحملتها مسؤولية تردي الوضع الأمني واتساع رقعة العنف والانفجارات في العراق.
وقال معتمد المرجعية الشيعية العليا عبد المهدي الكربلائي، أمام الاف من المصلين في خطبة صلاة الجمعة إن «الكتل السياسية التي تعيش حالة التشرذم والتفرق والتناحر جعلت البلاد تمر بظروف لم يمر بأسوأ منها، إضافة الى قصور خطط الأمن، رغم وجود أكثر من مليون شخص في أجهزة الأمن واعداد كبيرة من كبار الضباط، فإنها لم تستطع منع العصابات الارهابية في أن تقتحم وزارة العدل وتفجّر وتقتل».
التيار الصدري
بدوره، دعا إمام وخطيب جمعة الكوفة ضياء الشوكي رئيس الوزراء نوري المالكي إلى التنحي الفوري عن منصبه، مطالبا التحالف الوطني حصرا باختيار شخصية أخرى بديلة عنه.
وقال خطيب التيار الصدري خلال خطبة سياسية في صلاة الجمعة: «ندعو المالكي إلى التنحي عن الحكم كما ندعو التحالف الوطني حصرا إلى اختيار شخصية بديلة عنه».
وشدد الشوكي على انه «مرت سبعة اعوام على حكم المالكي والأمن في العراق هش والاقتصاد هش، ولم يحقق شيئا للعراق، ونحن ندعوه إلى التنحي الفوري لدرء الفتنة الطائفية التي ستحرق العراق»، على حد وصفه.
وكانت التظاهرات جوبهت خلال الأسابيع الماضية بمسيرات مضادة مؤيدة للمالكي رافضة لبعض مطالب المتظاهرين بغرب العراق وشماله، خاصة ما يتعلق بإلغاء قانون المساءلة والعدالة (قانون اجتثاث البعث) والمادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب.
يشار الى ان العراق يمر منذ نحو ثلاثة أشهر بأزمة سياسية حادة نتيجة الخلافات بين الكتل السياسية والتظاهرات الحاشدة المناهضة للحكومة التي خرجت بالمدن والمحافظات ذات الغالبية السنية وسط وغرب وشمالي البلاد، مطالبة بإسقاط الحكومة والدستور.