شهدت العاصمة المصرية أمس، هبّةً من قبل آلاف المتظاهرين المعارضين لحكم جماعة الإخوان المسلمين في جمعة «رد الكرامة»، حيث وقعت صدامات، أدت إلى سقوط عشرات الجرحى، قرب المقر الرئيس للجماعة في المقطم، فيما أضرم متظاهرون النيران فى 4 سيارات ميكروباص تردد أنها تابعة لحزب الحرية والعدالة، بالتزامن مع إحراق مقر أمانة حزب الحرية والعدالة بمدينة المحلة الكبري.
في حين اقتحم المتظاهرون مقر التنظيم القديم في حي منيل الروضة، وآخرين في مدينتي الزقازيق وبلبيس، توازياً مع محاصرة شباب حركة 6 أبريل منزل الرئيس محمد مرسي بالتجمع الخامس.
واندلعت النيران بمقر أمانة حزب الحرية والعدالة بمدينة المحلة الكبري، عقب رشق العشرات له بزجاجات المولوتوف الحارقة والحجارة، وسط تزايد ملحوظ بأعداد المتظاهرين المشاركين في مليونية «رد الكرامة».
وأتت النيران علي محتويات المقر، فيما حاول الأهالي وأعضاء جماعة الإخوان وقوات الحماية المدنية إخماد النيران والسيطرة عليها.
وردد المتظاهرون هتافات منها «يسقط يسقط حكم المرشد والإخوان" و«عبد الناصر قالها زمان الإخوان مالهمش أمان" و«ياشهيد نام واتهنا واحنا نجيك على باب الجنة» و«ثورة ثورة حتي النصر ثورة فى كل شوارع مصر»، و «يالا يا سيسي الشعب اختارك تحمي مصر من الإخوان».
اقتحام مقر
على الصعيد ذاته، قال شهود عيان من سكان حي منيل الروضة في القاهرة أمس، إن عشرات المعارضين للنظام الحاكم في مصر اقتحموا المقر المركزي القديم لجماعة الإخوان المسلمين بالحي، موضحين أنه جرى تحطيم محتويات المقر وبعثرتها.
وأضاف الشهود أن قوة من عناصر الأمن المركزي وصلت إلى المقر بعدما تم تحطيمه، وقامت بفرض طوق أمني للتحفظ على الأوراق والمحتويات المبعثرة.
كما قالت مصادر محلية بمحافظة الشرقية، إن محتجين على الجماعة، التي تمثِّل النظام الحاكم، قاموا باقتحام مقرين لها في أنشاص الرمل بمدينة بلبيس، وفي شارع عبد العزيز علي في مدينة الزقازيق مركز المحافظة. وبالتوازي، وقعت صدامات بين آلاف المتظاهرين أدت إلى سقوط عشرات الجرحى.
وقال شهود عيان إن اشتباكات عنيفة بين محتجين وأعضاء في الجماعة، وقعت بالقرب من المقر الرئيس للجماعة بهضبة المقطم في القاهرة. وقال شاهد إنه سمع دوي أصوات طلقات نارية لا يعرف مصدرها. وأضاف أن الاشتباكات وقعت بميدان يبعد مئات الأمتار عن مقر الجماعة التي تحكم مصر.
وفي وقت سابق، وقع تراشق بالحجارة بين مئات المحتجين ومئات من أعضاء جماعة الإخوان قرب المقر. وقال شاهد إن التراشق وقع حين قذف المحتجون بالحجارة مجموعات من أعضاء الجماعة جاءوا إلى المكان في حافلات ليشاركوا في حماية المقر. وأضاف أن أعضاء الجماعة ردوا بالمثل، قبل أن يهرولوا في شارع يؤدي إلى المقر.
منزل مرسي
على صعيد متصل، قام شباب حركة 6 أبريل بوقفة احتجاجية مفاجئة أمام منزل الرئيس محمد مرسي بالتجمع الخامس، منددين بحكمه، ومحاصرين المنزل، وسط هتافات تنتقد حكم الإخوان المسلمين.
وقفة احتجاجية
في هذه الأجواء، اعتصم عشرات الضباط والأفراد الملتحين وطلاب كلية الشريعة في محيط قصر عابدين، فيما أطلق عليه جمعة «لن نيأس». وطالب الضباط والأفراد الملتحون، الرئاسة بإصدار قرار يلزم وزير الداخلية محمد إبراهيم بإعادتهم إلى العمل، بعد حصولهم على حكم من محكمة القضاء الإداري بإعادتهم إلى العمل، والسماح لهم بإطلاق لحيتهم.