سادت حالة من الهدوء الحذر محيط مقر جماعة الإخوان المسلمين في المقطم بالعاصمة المصرية القاهرة، غداة ليلة من الاشتباكات الدامية بين محتجين وشباب «الإخوان» أسفرت عن سقوط 207 مصابين، وسط انتشار أمني كثيف، في حين دعت الجماعة إلى اقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي اليوم الأحد والمحطات المعارضة للجماعة.
وانتشرت الشرطة المصرية أمس أمام المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين وسط هدوء حذر. وقال شهود عيان إن الشرطة انتشرت بكثافة أمام المبنى الكائن في حي جبل المقطم. وبقيت المتاجر في المنطقة مغلقة وتناثر الحطام الناجم عن الصدامات في كل مكان. وغادر المئات من عناصر الإخوان، والعديد منهم نقلوا على متن حافلات قبيل تظاهرة الاحتجاج، مقر الجماعة. وبلغت حصيلة «رد الكرامة» أول من أمس إصابة 207 من طرفي الاشتباكات الدامية، في حين قال مصدر أمني إن أحداث المقطم تسببت أيضاً في إتلاف ست سيارات كبيرة تابعة للجماعة، فيما أضرمت النيران في سيارة شرطة تابعة لقوات الأمن المركزي، ما تسبب في احتراقها بعد رشقها بالحجارة. كما أسفرت الاشتباكات بين الطرفين عن تحطيم عدد من المحال التجارية وسيارات أخرى.
واندلعت أعمال العنف أول من أمس بعد أن سار نشطاء المعارضة باتجاه المقر العام للجماعة الذي تحرسه الشرطة وعناصر من «الإخوان». وتراشق الطرفان بالحجارة، فيما سمع دوي أعيرة نارية، لكن لم ترد تقارير عن إصابات ناجمة عن إطلاق نار. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، قبل أن تمتد الصدامات إلى أمكنة أخرى في الحي الهادئ عادة في القاهرة. وتمت مهاجمة أكثر من 30 مقراً للجماعة منذ انتخاب محمد مرسي في يونيو 2012 والذي يواجه موجة استياء واسعة.
دعوة «إخوانية»
وبالتوازي، دعت العديد من الصفحات المنتمية إلى التيار الإخواني على مواقع التواصل الاجتماعي إلى محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي بحي السادس من أكتوبر واقتحام استوديوهات فضائية «سي بي سي» وخلال تظاهرات سيتم تنظيمها اليوم الأحد. كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» دعوى لاقتحام «سي بي سي» كبداية لمسلسل اقتحامات للفضائيات المعارضة للنظام الحاكم.
ووصفت الدعوات مدينة الإنتاج الإعلامي بأنها «مدينة النفاق»، وأن حرقها «عمل ثوري سلمي»، على حد تعبيرها. كما ترددت أنباء بأن شباب «الإخوان» قرروا تنظيم تظاهرات اليوم سيحاصرون فيها مدينة الإنتاج تمهيداً لاقتحامها وتحطيم استوديوهات بعض القنوات المعارضة للجماعة.