لاتزال قضية جنوب اليمن تقف حجرة عثرة أمام نجاح الحوار اليمني، حيث طالب اكثر من 400 عضو في مؤتمر الحوار الوطني في اليمن من اصل 565 بمعالجة الوضع في الجنوب قبل الدخول في مناقشة مواضيع الحوار وهدّدوا بعدم المشاركة اذا لم يقم الرئيس عبدربه منصور هادي باتخاذ إجراءات عملية بهذا الشأن.. في حين شهدت جلسة امس فوضى عارمة بعد بعد ان اقتحم مسلحون يرافقون الشيخ ناجي الشائف احد قادة حزب الرئيس السابق القاعة الرئيسية ما أدى الى رفع الجلسة، بالتزامن مع تعليق ممثلي جماعة الحوثي مشاركتهم لمدة يوم احتجاجا على مقتل ثلاثة من مرافقي احد القيادات الحوثية المشاركة في مؤتمر الحوار.
وجاء في عريضة وقع عليها أكثر من 400 من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني اطلعت عليها « البيان» ان على الرئيس هادي تنفيذ النقاط العشرين التي وضعتها الأحزاب السياسية من اجل تهيئة الأوضاع في الجنوب للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني وبالذات ما يتعلق بإعادة المبعدين من وظائفهم مدنيين وعسكريين وإعادة الأراضي التي نهبها نافذون في نظام الحكم السابق، وكذا مؤسسات الدولة التي تم الاستيلاء عليها عقب حرب صيف 1994.
وأكد الموقعون على العريضة انهم «لن يدخلوا في مناقشة مواضيع الحوار الرئيسية الا بعد اتخاذ هذه الخطوة لأن من شأنها تهيئة الأجواء والمساعدة على إنجاح مؤتمر الحوار ولان لا علاقة لها بمواضيع الحوار باعتبارها حقوقاً قانونية تم الاعتداء عليها من قبل نظام حكم الرئيس السابق، وجميع الأطراف السياسية أجمعت على ضرورة معالجتها قبل انطلاق أعمال مؤتمر الحوار».
ويطالب الموقعون «بإصدار قرار رئاسي بإعادة جميع الذين أبعدهم الرئيس السابق من أعمالهم وإلغاء عقود التمليك بمساحات واسعة جدا من الأراضي والمباني العامة في عدن ولحج التي منحت لعدد من أركان النظام السابق والتجار».
فوضى عارمة
من جانب آخر، قامت رئاسة المؤتمر رفع الجلسة الصباحية لمدة نصف ساعة بعد أن اقتحم مسلحون يرافقون الشيخ ناجي الشائف احد قادة حزب الرئيس السابق القاعة الرئيسية في محاولة لإفشال المؤتمر وطلبت رئاسة جلسة المؤتمر وأعضاؤه من الشائف الاعتذار وعدم تكرار الحادثة باعتبار الجميع في الحوار سواسية.
وقال أمين عام المؤتمر احمد عوض إنّ «هذه القضية أزعجتنا وأرهقتنا كثيراً، ورغم ذلك لم نجد تجاوباً »، فيما قطعت القنوات التلفزيونية والإذاعية البث المباشر لجلسة مؤتمر الحوار الوطني وتم رفع الجلسة بحجة الاستراحة بعد أن سادت الفوضى أرجاء قاعة في غضون ذلك، نفذ شباب الثورة المشاركين في المؤتمر وقفة احتجاجية بجانب منصة المؤتمر وطالبوا بطرد الشيخ الشائف من المؤتمر تأديباً له على ما قام به من تصرفات همجية.الحوثيون يعلقون مشاركتهم.
مقاطعة الحوثيين
وعلى صعيد منفصل، أعلنت كتلة الحوثيين تعليق مشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني لمدة 24 ساعة احتجاجاً على محاولة أغتيال أحد أعضاء الكتلة أول من امس ومقتل ثلاثة من مرافقيه واتهموا جهات لم يسموها بالوقوف وراء المحاولة بهدف إفشال مؤتمر الحوار.
وجاء في بيان قرأه احمد شرف الدين في قاعة المؤتمر ان الجماعة التي أطلقت على نفسها أنصار الله انها تشارك في الحوار لإيجاد مشاكل للبلد، لكن مخططاً يهدف لجرهم للمقاطعة والانسحاب. واتهم جهات لم يسمها باستهداف قائمة أعضائها.
توضيحات أمنية
وكانت اللجنة الأمنية والعسكرية أصدرت بيانا اتهمت فيه احد الأشخاص بالوقوف وراء محاولة الاغتيال وقالت انها تتعقبه بعد فراره، لكنها تجنبت الحديث عن دوافع هذه العملية .
وقالت اللجنة العسكرية لتحقيق الأمن والاستقرار واللجنة الأمنية العليا، في بيان رسمي إن «اللجنة توصلت من خلال التحقيقات الأولية الى معرفة المتهم بمحاولة اغتيال أبوراس ومقتل ثلاثة من مرافقيه، مشيرة الى أنهم يقفون وراء عملية الاغتيال.
وأوضح البيان أن وزير الداخلية اللواء عبدالقادر قحطان ووكيل الوزارة لقطاع الأمن، ومدير أمن العاصمة صنعاء والمختصين الأمنيين، انتقلوا إلى موقع الحادثة استجابة لتوجيهات الرئيس هادي للإشراف على التحقيقات.