تظاهر عشرات من المنتمين لقوى الإسلام السياسي، أمس، حول مدينة الإنتاج الإعلامي جنوب القاهرة، مطالبين بما أسموه «تطهير الإعلام»، هاتفين لمرشد الاخوان المسلمين محمد بديع، مطالبين الرئيس محمد مرسي بضرب الرؤوس، في حين اتهم رئيس حزب مصر القوية د. عبد المنعم أبوالفتوح الادارة الحالية للجماعة بعدم احترام القانون، والضرب به في عرض الحائط.
وتجمَّع عشرات من المنتمين لقوى الإسلام السياسي، أمس، حول مدينة الإنتاج الإعلامي في ضاحية 6 أكتوبر جنوبي القاهرة، مطالبين بما أسموه «تطهير الإعلام من الفساد ومن رموز النظام السابق». ورفع المتظاهرون لافتات: «الإسلام هو الحل»، و«الشعب يريد تطبيق شرع الله». ووقعت مشادات كلامية تطورت إلى اشتباكات بالأيدي بين المتظاهرين وعدد من الإعلاميين والصحافيين تواجدوا لتغطية أحداث التظاهرة.
جبهة الإنقاذ
وندد عدد من المتظاهرين بقيادات جبهة الإنقاذ الوطني على رأسهم رئيس حزب المؤتمر عمرو موسى، وزعيم التيار الشعبي حمدين صباحي، ورئيس حزب الدستور د. محمد البرادعي، ورئيس حزب الوفد السيد البدوي. وهتف البعض منهم: «يلا يا مرسي اغضب ثور واضرب طير كل الروس»، و«يا مرشدنا يا بديع مش هنسلم مش هنبيع». كما تسلّق بعض المتظاهرين بوابة رقم 4 لمدينة الإنتاج الإعلامي والوقوف أعلى البوابة حاملين أعلاماً بيضاء مكتوباً عليه «لا إله إلا الله» وعلم مصر.
وقام المتظاهرون بأداء صلاة العصر أمام البوابة رقم 4 مرددين الدعاء: «اللهم عليك بالإعلام واضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا منهم سالمين، واللهم عليك بالمنافقين دعاة الفتن».. ومنعوا عدداً كبيراً من الكاميرات الخاصة بالصحف والقنوات الفضائية من أداء مهام عملهم، حيث طالب البعض بطرد كافة القنوات الفضائية بما فيها الصحف والقنوات المحسوبة على التيار الإسلامي، مؤكدين أنهم لا يريدون أن يظهروا في الإعلام، وأن رسالتهم واضحة للإعلاميين المتواجدين داخل مدينة الإنتاج الإعلامي.
متحدي الإخوان
واعتدى المتظاهرون على متظاهر مناوئ مقطوع اليدين جاء وهو يهتف «أنا علي عفيفي متحدي الإخوان»، وقام على الفور أحد الملتحين بصفعه على وجهه.
وأراد بعض الموجودين إبعاد عفيفي خارج نطاق التظاهرة، ولكنه قاوم وعاد إلى التظاهر هاتفًا «أنا علي عفيفي متحدي الإخوان»، فقام البعض بضربه مرة أخرى، فيما قام البعض الآخر بمحاولة حمايته قائلين «لا نريد أن يتخذ الإعلام الفاسد ذريعة للهجوم علينا»
احتياطات أمنية
وكانت تشكيلات من قوات الأمن المركزي انتشرت في وقت سابق أمس حول مقر مدينة الإنتاج الإعلامي، فارضة سياجات أمنية تحسُّباً لانطلاق تظاهرات كان نشطاء إسلاميون دعوا لها رفضاً لما يعتبرونه «عدم حياد وسائل الإعلام في تغطية الأحداث العنيفة التي شهدها محيط المقر المركزي لجماعة الإخوان المسلمين يوم الجمعة الفائت».
ضرب القانون
على صعيد متصل اتهم رئيس حزب مصر القوية د. عبدالمنعم أبوالفتوح، والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية، الإدارة الحالية لجماعة الإخوان المسلمين بأنّها لا تحترم القانون وتضرب به عرض الحائط.
وأضاف أبوالفتوح خلال ندوة جامعية أن جماعة الإخوان المسلمين قننوا وضعهم في أقل من 24 ساعة، ولم يوضحوا للشعب هل الدكتور محمد بديع أصبح رئيساً لجمعية الإخوان، أم المرشد، أم رئيس الحزب، وهل سيتم وضع المبالغ المالية الخاصة بهم فى البنوك وباسم من؟
وأشار أبوالفتوح إلى أنه مختلف تماماً مع الإدارة الحالية لجماعة الإخوان المسلمين، قائلاً: «الجماعة لم يمر عليها إدارة مثل الادارة الحالية في تاريخها، وخلافي معهم هو بسبب خلط الدعوة بالعمل الحزبي وما نحن فيه الآن هو نتاج هذا الخلط».
مرسي: مايحدث عنف وشغب لا علاقة له بالثورة
قال الرئيس محمد مرسي، إن الدم المصري عزيز وغالٍ، وإنه لن يسمح بإراقة المزيد من دماء أبناء الوطن، مشيراً إلى أن التظاهر السلمي حق للجميع، إلا أنه أكد «أن مايحدث ان ليس له علاقة بالثورة، إنما عنف وشغب وتعدٍ على الممتلكات العامة والخاصة، وسيتم التعامل معها وفقاً للقانون».
ودعا مرسي خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر مبادرة حقوق وحريات المرأة المصرية أمس «جميع القوى السياسية لعدم توفير أي غطاء سياسي لأعمال العنف والشغب»، مشيرا إلى أنه لن يكون سعيدا إذا ما أثبتت التحقيقات إدانة بعض الساسة.
وأضاف قائلا: «إذا ما أثبتت التحقيقات إدانة بعض الساسة، فسيتم اتخاذ اجراءات اللازمة ضدهم مهما كان مستواهم.. الكل أمام القانون سواء، ولن أسمح بأي تجاوز للقانون سواء كان من مؤيد أو معارض، من رجل شرطة أو رجل دولة».
وقال مرسي: إن المحاوت التي تستهدف إظهار الدولة بمظهر الدولة الضعيفة، هي محاوت فاشلة وأجهزة الدولة تتعافى وتستطيع ردع أي متجاوز للقانون، مضيفاً التأكيد أنه «إذا ما اضطررت لاتخاذ ما يلزم لحماية هذا الوطن سأفعل.. وأخشى أن أكون على وشك أن أفعل ذلك.. وأدعو الجميع لحفظ امن وضبط النفس.. وأكرر أن التظاهر السلمي مكفول للجميع».
وأنهى كلامه بالقول: «أنا رئيس لكل المصريين ولن أسمح أن يتم النيل من الوطن.. ورغم تجاوز إحدى الصحف فى حقي بالقول إن إهانة الرئيس واجب وطني، إ أنني لم اتخذ أي إجراءات ضدها.. ثورة 25 يناير كانت ثورة ضد الديكتاتورية والفساد».