في تصعيد خطير بعث المخاوف مع اندلاع حرب وشيكة في شبه الجزيرة الكورية، دقّت كوريا الشمالية الطبول بإعلانها «حالة الحرب» مع الشطر الجنوبي. وفيما ينتظر الجيش المزيد من الأوامر من الرئيس عجّلت الولايات المتحدة من ردّها لمقابلة هذا التسخين الحربي بإعلان استعدادها للتهديدات الكورية وأنها تأخذها على «محمل الجد»، بينما حضّت سيؤول الشمال على وقف التهديدات، مؤكّدة أنّ «التدريبات العسكرية مع الأميركيين «دفاعية الطابع»، في حين وجّهت موسكو دعوات للعواصم الثلاث للتحلّي بالمسؤولية وممارسة أقصى درجات ضبط النفس مطلقة تحذيرات من تجاوز الأمور «نقطة اللاعودة».
ومضت كوريا الشمالية في صب مزيد من الزيت على النيران المشتعلة، بإعلانها أنّها في حالة حرب مع جارتها الجنوبية وفقاً لما نقلته وسائل الإعلام الرسمية أمس. وأعلنت بيونغيانغ في بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، أنّه «ستتم معالجة جميع القضايا بين الكوريتين بطريقة الحرب»، فيما ينتظر الجيش الكوري الشمالي المزيد من الأوامر من الزعيم كيم جونغ أون على حد قول الوكالة.
وأكّد بيان مشترك من كل الهيئات والمؤسسات الحكومية في كوريا الشمالية أنّه «واعتباراً من الآن باتت العلاقات بين الكوريتين في حالة حرب، وكل القضايا بين الكوريتين سيتم التعامل معها بحسب بروتوكول خاص بزمن الحرب»، مضيفاً أنّ «وضع اللا حرب واللا سلم المستمر منذ زمن في شبه الجزيرة الكورية انتهى».
مأخذ جد
ولم يتأخر الرد الأميركي أكثر من لحظات، إذ أعلنت الولايات المتحدة أنّها «تأخذ التهديدات الكورية الشمالية الجديدة على محمل الجد».
وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي كيتلين هايدن: «شاهدنا التقارير الإخبارية بخصوص بيان جديد غير بنّاء صدر عن كوريا الشمالية، نحن نأخذ هذه التهديدات بجدية ونبقى على اتصال وثيق مع حليفنا الكوري الجنوبي».
طابع دفاعي
بدورها، رأت وزارة إعادة التوحيد الكورية الجنوبية في بيان أنّ الإعلان الكوري الشمالي الجديد لا يشكّل تهديداً في الواقع بل واحداً من سلسلة تهديدات استفزازية»، إذ حضّت وزارة الدفاع كوريا الشمالية على وقف توجيه التهديدات، مؤكّدة أنّ «التدريبات العسكرية السنوية التي تجري بشكل مشترك مع القوات الأميركية حتى أواخر أبريل المقبل ذات طبيعة دفاعية تماماً.
من جهتها، وصفت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية إعلان بيونغيانغ دخول الحرب مع سيؤول بـ «غير المقبول»، لافتة إلى أنّ استمرار تهديدات كوريا الشمالية ضد كوريا الجنوبية مثل قول «إنّها ستدخل حالة حرب غير مقبول تماماً إذ إنّه يضر السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية»، مشيرة إلى أنّ «التدريبات العسكرية الأخيرة التي تجريها مع واشنطن ونشر القاذفات الاستراتيجية الأميركية في شبه الجزيرة ذات طبيعة دفاعية ضد الاستفزازات المحتملة». وأضافت أنّه «لم يسجّل أي تحرّك غير عادي للقوات قرب الحدود».
دعوات ضبط نفس
ورداً على حرب الألسنة المندلعة، دعت روسيا كلاً من كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة التحلّي بالمسؤولية وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، في أعقاب إعلان بيونغيانغ أنّها في حالة حرب مع جارتها سيؤول.
وأكّد المسؤول عن الملف الكوري في وزارة الخارجية الروسية غريغوري لوغفينوف، أنّ بلاده تنتظر من الطرفين التحلّي بالمسؤولية وممارسة أقصى درجات ضبط النفس وعدم تجاوز أحدهما «نقطة اللاعودة»، مضيفاً: «لا يمكننا بطبيعة الحال الوقوف لا مبالين بينما يتصاعد التوتّر على حدودنا الشرقية، لا يمكننا إلّا أن نشعر بالقلق، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنّ «روسيا على اتصال دائم مع الشركاء في المفاوضات السداسية حول البرنامج النووي الكوري الشمالي».