حملة اعتقالات واعتداءات إسرائيلية في إحياء فلسطين يوم الأرض

في الذكرى الـ37 لـ«يوم الأرض» تحدى الفلسطينيون جبروت الاحتلال بإحيائهم المناسبة بالمسيرات والمهرجانات وزراعة أشجار الزيتون على طول الأراضي الفلسطينية، أمرٌ قابلته آلة الاعتداء الإسرائيلي بالقوّة كعادتها عبر حملات الاعتقال وإطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيّل للدموع، الأمر الذي أدى إلى إصابة شخص في رفح، فيما أطلقت الرئاسة الفلسطينية التحذيرات من إضاعة استمرار الاستيطان وتوقّف عملية السلام وحل الدولتين، مهدّدة باللجوء إلى الشرعية الدولية ومؤسساتها، مشيرة إلى أنّ الخطر الداهم للاستيطان والجدار واستشراء إرهاب المستوطنين أضحى بمثابة «لغم» يهدّد أمن واستقرار المنطقة بأسرها.

وأحيا الفلسطينيون، أمس، يوم الأرض بمسيرات في مختلف المناطق ومهرجانات خطابية وزراعة أشجار الزيتون في الضفّة الغربية المحتلّة، أمرٌ قابله رد فعل متوقّع من قبل الاحتلال بالاعتداء على المسيرات واعتقال الناشطين، فضلاً عن ممارسة هواية قديمة جديدة باقتلاع أشجار الزيتون التي غرسها الفلسطينيون.

وانطلقت مسيرة مركزية من وسط مدينة سخنين في الجليل سارت باتجاه النصب التذكاري لشهداء يوم الأرض، إذ حمل المشاركون الأعلام الفلسطينية هاتفين: «يا أم الشهيد تمرّدي كل الشباب أولادك».
وقوبلت المسيرات الفلسطينية المحتفلة بعنف منتظر من قبل قوات الاحتلال، إذ أدى استنشاق الغاز المسيّل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي على المحتفلين بـ«يوم الأرض»، أمس، في بلدة الخضر جنوب بيت لحم، إلى حدوث حالات اختناق، إثر قمع التظاهرة في منطقة أم ركبة جنوب البلدة، فيما انقلبت سيارة جيب عسكرية أثناء ملاحقتها الشبان، وفقاً لمصور وكالة الصحافة الفرنسية، فيما اندلعت مواجهات في بلدة بيت أمر جنوب بيت لحم، أسفرت عن اختناقات بالغاز بحسب المصدر ذاته.

مواجهات واعتقالات

وشهد يوم الأرض أيضاً تظاهر عشرات من المقدسيين في باب العامود في القدس الشرقية المحتلّة، مطلقين هتافاتٍ معادية للاحتلال واعتقلت الشرطة أحد المتظاهرين، بينما تفجّرت مواجهات بين عشرات الفلسطينيين وجنود الاحتلال خلال مسيرة نظمت في المناسبة في مخيم قلنديا شمال القدس، فيما اعتقلت شرطة الاحتلال ثلاثة فلسطينيين خلال قيامهم بغرس أشجار زيتون في حي الطور في القدس الشرقية وفق ما ذكر شهود عيان.

اعتداء على فيّاض

كما اعتدت شرطة الاحتلال، أمس، على فلسطينيين، بينهم رئيس الوزراء سلام فيّاض، الذي شارك في غرس أشجار زيتون، وفرقتهم بالقوّة قرب قرية الزعيم التي يسميها الاحتلال منطقة «أي1» خلال إحياء ذكرى «يوم الأرض» الـ37.
وقالت الناطقة باسم شرطة الاحتلال لوبا السمري، وصل إلى منطقة «أي1» شرق مدينة القدس بالقرب من مستوطنة معاليه ادوميم، عدد من الفلسطينيين على رأسهم رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فيّاض، وغرسوا أشجار زيتون، مضيفة أنّ «الشرطة فرّقت الفلسطينيين واقتلعت ما تمّ غرسه من أشجار».

من ناحية أخرى، شارك أفراد من الشرطة الفلسطينية في زراعة شتول أشجار حرجية ومثمرة في كافة أنحاء الأراضي الفلسطينية.

مسيرة قلنديا

ووفقاً لمصور وكالة الصحافة الفرنسية، تحوّلت مسيرة قلنديا إلى مواجهات بين عشرات الفلسطينيين الذين ألقوا الحجارة، وجنود الاحتلال الذين استخدموا قنابل الغاز المسيّل للدموع والعيارات المطاطية.
وقام قام نحو 200 فلسطيني بزرع نحو مئتي شجرة زيتون في مدينة القدس في أرض في حي الطور، حيث اعتقلت الشرطة ثلاثة فلسطينيين.
وقال شهود عيان: إنّ شرطة الاحتلال اعتقلت أيمن ويوسف المؤقت صاحبي الأرض وفخري أبودياب من لجنة الدفاع عن سلوان.

مسيرات غزّة

وفي غزّة، شارك مئات الفلسطينيين في تظاهرات عدة نظمتها فصائل مختلفة في القطاع، إذ أفاد شهود عيان بأنّ جنوداً إسرائيليين أطلقوا النار باتجاه عشرات المتظاهرين الذين اقتربوا من الحدود شرق رفح في جنوب قطاع غزة ما أدى إلى إصابة شخص بجروح..
وشارك أكثر من 500 فلسطيني بينهم عشرات النساء والأطفال في التظاهرة التي نظمتها اللجنة الشعبية للاجئين الفلسطينيين في منظمة التحرير الفلسطينية في حي النهضة قرب الحدود بين قطاع غزّة وإسرائيل في رفح.

تحذيرات رئاسة

وفي ذكرى يوم الأرض، حذّرت الرئاسة الفلسطينية، أمس، من ضياع فرصة حل الدولتين مع استمرار توقف عملية السلام واستمرار الاستيطان.
وقالت في بيان صادر عنها في الذكرى السابعة والثلاثين للمناسبة، إنّ «توقّف عملية السلام وانسداد أفقها بسبب تمسّك الحكومة الإسرائيلية بسياستها الاستيطانية سيقوّض فرص حل الدولتين، وسيدفع عاجلاً أم آجلاً الوضع برمته إلى الانفجار»، مضيفة أنّ «الاستيطان الذي يمزّق الأرض ويضع 37 في المئة من أراضي الضفة الغربية برسم الاستيطان، بات يهدّد ليس فقط الحق المشروع في إقامة الدولة على الأراضي التي احتلت عام 1967 فحسب، بل بات يهدّد المصير والوجود الوطني».
وهدّدت الرئاسة الفلسطينية باللجوء إلى الشرعية الدولية ومؤسساتها لوقف استمرار زحف البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية، مشيرة إلى أنّ «الخطر الداهم للاستيطان والجدار الإسرائيليين واستشراء إرهاب المستوطنين وجرائمهم ضد الشعب الفلسطيني وأرضه أصبح بمثابة لغم يهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها»، مبيّنة أنّ «مهمة التصدي للاستيطان بشتى الوسائل المشروعة مهمة عاجلة غير قابلة للتأجيل، ولن نتوانى عن اللجوء إلى الشرعية الدولية ومؤسساتها وممارسة حقه المشروع لوقف الزحف من أجل صيانة وحماية أرضه وتطهيرها من رجسه».
وطالبت الرئاسة المجتمع الدولي ومؤسساته، وبخاصة الأمم المتحدة، بالتدخل لإنفاذ قرارات الشرعية الدولية التي أقرت بعدم شرعية الاستيطان ومخالفته لكل مواثيقها، واصفة يوم الأرض بأنّه يمثّل لحظة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني، موضحة أنّ معركة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن وجوده واحدة.

تضامن مصري

نظم عدد من الأحزاب السياسية والقوى الثوري في مصر، أمس، وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في ذكرى يوم الأرض أمام معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزّة.
وهتف المتظاهرون بسقوط إسرائيل ورددوا شعارات: «الموت لإسرائيل وللصهاينة»، و«فلسطين عربية رغم أنف الصهيونية»، فضلاً عن قيام المتضامنين بحرق العلم الإسرائيلي أمام معبر رفح البري وهم يحملون صور الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر.
وقال علي فتحي الدسوقي القيادي في حزب الكرامة والتيّار الشعبي، إنّنا شاركنا في ذكرى يوم الأرض للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وللتأكيد على حق العودة للفلسطينيين في فلسطين، وليس في أي وطن بديل.